توصل علماء جامعة سيبيريا الفدرالية مع زملائهم من الصين إلى استخدام طريقة “الغليان البارد” الصديقة للبيئة في تنقية مياه الصرف الصناعية.
وبحسب وكالة الأنباء نوفوستى وموقع روسيا اليوم، ذكر العلماء أن الطريقة المقترحة تتلخص في خلط الماء بسرعة لتكوين فقاعات “طريقة التكهف” Cavitation التي تترسب من خلالها الشوائب في القاع، ما يسهل إزالتها لاحقا. وتتكون هذه الفقاعات نتيجة التغير المفاجئ في الماء، الذي ينتج عنه تحرر الأكسجين وبيروكسيد الهيدروجين، التي تعمل كمؤكسدات قوية. وتحت تأثيرها يتغير شكل المعادن الثقيلة وتترسب، وتسهل إزالتها فيما بعد بكاشطات خاصة. أي أنه بهذه الطريقة تتم تنقية الماء ذاتيا، دون الحاجة إلى استخدام مواد كاشفة أو خاصة.
ووفقا للباحثين، يتحرر الأكسجين والهيدروجين نتيجة انشطار جزيئات الماء Н2О، عند انفجار الفقاعات ونشوء التجاويف “عملية التكهف” مع مناطق الضغط المرتفع والمنخفض. وتجري عملية إعادة التركيب الكيميائي لجزيئات الماء عند انشطارها إلى ذرات الأكسجين والهيدروجين واندماجها لاحقا مكونة بيروكسيد الهيدروجين وأكسجين نشط وأوزون وهيدروجين. وهذه المواد جميعها مؤكسدات قوية ونشطة وتفكك جزيئات المواد الملوثة.
وتقول الباحثة أولجا دوبروفسكايا من جامعة سيبيريا الفدرالية، يطلق على هذه العملية أحيانا طريقة “الغليان البارد”، لأنه عند خلط الماء بسرعة كبيرة تنشأ فيه مناطق ضغط مرتفع ومنخفض وفقاعات صغيرة، تنفجر لاحقا محررة طاقة كبيرة.
ووفقا للخبراء، لهذه الطريقة ميزة كبيرة على الرغم من كلفتها الباهظة. فمثلا يمكن استخدام المعادن المترسبة بهذه الطريقة، مثل النحاس والحديد والنيكل، التي تنفصل بسهولة عن أكاسيدها، مرة ثانية
وتضيف دوبروفسكايا، يعلم جميع الخبراء ودعاة حماية البيئة، أن كلفة التنكنولوجيا الخضراء باهظة، لأنها تحتاج إلى طاقة كهربائية دائمة. ولكن مع ذلك بالتعاون مع زملائنا الصينيين، نعتقد أن هذه التكنولوجيا ستستخدم في المؤسسات الصناعية، لأنها بالنتيجة هي أقل كلفة من الطرق التقليدية التي تستخدم المواد الكاشفة.
ووفقا لها، استخدمت الطريقة المقترحة في ظروف شبه صناعية وصناعية فعلا في مؤسسات صناعية صغيرة في روسيا والصين، ويخطط الباحثون لاختبارها في مصنع شركة RUSAL الروسية للألمنيوم، بتشغيل “خلاط كبير”.