إغتيال شيرين أبو عاقلة .. والفهم الخاطئ للنفس البشرية ونعمة الإسلام
بقلم الدكتورة ريهام أبو دنيا
لم تكشف جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة وحشية الاحتلال وحقارته…فهى حقيقة واقعة يعلمها القاصى والدانى…ولكنها كشفت عن عوار خطير يعانى منه البعض وهو إساءة الأدب مع الحزن والفقد والألم.
فوسط تعليقات تفيض بالحزن وتدعو بالرحمة خرج البعض بتعليقات تحذرنا من الترحم على شيرين لأنها مسيحية. تعليقات تكشف فهماً خاطئاً للنفس البشرية من ناحية ولنعمة الإسلام التى من الله بها علينا دون حول منا ولا قوة من ناحية أخرى. ففى الحزن لا نملك سوى الدعاء للمتوفى بالرحمة والمغفرة وبشكل تلقائى عفوى…فنحن بشر كلنا إلى زوال. يظن هؤلاء أنه بمجرد كون المرء مسلماً فهو سبب كافٍ لدخول الجنة ونسوا أننا اليوم أبعد ما نكون عن الإسلام الحقيقى. فإذا كنا وصلنا إلى هذه الدرجة من الإيمان التى تدفع البعض إلى استنكار الدعاء بالرحمة لشيرين المسيحية فلم صرنا فى ذيل الأمم؟ لم تتكالب علينا الأمم؟ لم نصبح جوعى وعطشى بارتفاع دولار أو إعلان حرب؟ لم يظهر من بيننا من يهاجم ديننا ويسعى لزعزعة ثوابته؟
شيرين وريت الثرى وسط زغاريد ونحيب أبناء جلدتها، بكاها المسلم والمسيحى والطفل والكهل، رثتها نساء محجبات شهدوا بإنسانيتها ومواقفها التى لا تنسى معهن. شيرين حظيت بمحبة العباد لأنها أتقنت “عملها” وأحسنت “معاملة” زملائها وأبناء جلدتها فأصبح موتها فاجعة وجنازتها عرساً وتكريماً لمسيرتها. من ضن عليها بالدعاء بالرحمة…ترى هل تتقن عملك مثلها؟ هل تحسن معاملة العباد؟ هل تقاطع أعمالاً “فنية” تدعو إلى الانحلال واتباع النموذج الغربى فى الابتذال والإباحية؟ هل تقاطع بعض الوجوه الإعلامية المحسوبة على الإسلام والمسلمين والتى لا تعرف إلى النجاح طريقاً سوى بطمس الحقائق أو المداهنة أو النيل من مقدسات دينك؟ هل ضمنت الجنة؟ هل ترى أننا المسلمين تبنا عن جميع المعاصى والذنوب ولا ينقصنا إلا التذكرة بعدم جواز الترحم على شيرين حتى يكتمل إيماننا ونرزق بحسن الخاتمة وندخل الجنة من أى باب نختار؟
رحم الله شيرين ورحم كل إنسان مخلص يتقن عمله ويحسن جوار عباد الله…ورب العباد وحده بيده الرحمة والمغفرة والعدل.