مقالات

من يتصدى للتجار الجشعين !!

الكاتب الكبير / فهمي عنبة

•• لايمكن تصديق ما يحدث فى الاسواق فأسعار السلع والمنتجات تتغير بسرعة البرق فما تشتريه اليوم يرتفع سعره غداً .. بل هناك بضائع تتبدل كل ساعة وكأننا فى البورصة !! . 

تشعر أن أيــادى بعض التجار الجشعين تتحكم فـى أســـواق كـل السلع بـلا استثناء ابــتــداء من المـوادالغذائية والادوات الكهربائية وصـولاً إلى الـسـيـارات والـذهـب مــروراً بالحديد والاسمنت والدهانات والادوات الصحية والملابس .. لايوجد سعر ثابت لمدة شهر أو أسبوع !! . 

وصل الغلاء إلى قطاع الخدمات وحدث ولاحرج عن استغلال أصحاب وسائقى سـيـارات الاجـرة والميكروباصات وعربات نقل البضائع والاثـاث بخلاف فواتير الموبايلات والغاز والكهرباء والمياه .. وأتحدى أى مواطن يمكنة ان يضع تصوراً لميزانية أسـرتـه لمــدة يــوم أو شهر لـشـراء الاحتياجات الاساسية وسداد الالتزامات الدورية !!.

 تقوم الحكومة بإقامة شـوادر وفتح منافذ لبيع السلع المخفضة وتوفير وسـائـل نقل جماعية بأسعار معقولة إلا إن جشع بعض التجار ومقدمى الخدمات يحاول افساد تلك الجهود بكل الوسائل لتحقيق أرباح خيالية على حساب المواطنين !! .

لا يمكن انـكـار وجــود أزمــة عالمية تعانى منها معظم الـــدول بما فيها الغنية ومـصـر ليست استثناء .. ولكن هناك تتدخل الحكومات لحماية مواطنيها من جشع التجار ولا تتركهم يفترسون البسطاء بما فى ذلك الـدول الرأسمالية التى تتبع سياسات السوق الحر وتعمل وفقا لقانون العرض والطلب .. فتلك الأنظمة لديها من الآليات ما يمكنها من منع الاستغلال والاحتكار حتى لو أدى ذلـك إلـى فـرض أسعار استرشادية أو تحديد أسعار السلع الضرورية ولايمكن اتهامها بانها تخالف قوانين التجارة الدولية لانها تعمل لمصلحة غالبية الشعب .. إضافة إلى قوة جمعيات حماية المستهلك فى تلك الـدول والتى تستطيع ان تقوم بفضح أى تـاجـر مستغل وتنشر فـى الصحف قوائم ســوداء وتدعو لمقاطعة من يستغلون الظروف الاقتصادية ويرفعون الاسعار بصورة كبيرة أو يحتكرون السلع لجنى الإرباح الخيالية !! .

كلما اقترب عيد الاضحى ارتفعت أسعار اللحوم بشكل مبالغ فيه وحسناً فعلت وزارة الزراعة عندما اعلنت عن استيراد الآلاف من رؤوس البقر والخراف وطرحها فى الاسـواق فور وصولها لزيادة المعروض وخفض الاسعار وكذلك تفعل وزارة التموين بخلاف ما تطرحه مزارع القوات المسلحة والشرطة .. ولكن الاهم هو تشديد الرقابة ليس على الجزارين فقط ولكن على أصحاب المــزارع وكل من يقومون ببيع المـواشـى لضبط الاســـواق وعلى الجميع تخفيض هامش الربح لاقصى حد للنزول بالاسعار ووقف الـغـلاء .. ومـن الافضل ان يكون الطرح فى منافذ وشـوادر فى مختلف الاماكن بالقاهرة والمحافظات والبيع بسعر التكلفة هذا العام حتى تمر الازمة فلا يمكن ان يكون صك الاضحية الذى طرحته وزارة الاوقاف العام الماضى 4 الاف جنيه للبلدى و 2500 جنيه للمستورد السودانى أما هذا العام فالضعف أى 8 آلاف جنيه لصك الاضحية من اللحوم البلدى و 5 الاف جنيه للمستورد من تشاد أو غيرها ؟! . 

من الضرورى ان تتحرك الحكومة بصورة أكبر وتفرض قبضتها على الاســواق .. فلا يمكن ان تظل عاجزة عن السيطرة على جشع التجار وتتركهم ينهبون الناس .. فالمواطنون يستحقون وقفة من الحكومة لوقف الغلاء غير المبرر!! .
*****
.. والأزهر يدعم مصطفى محمد

•• تضامن الازهـر الشريف مع الموقف الذى اتخذه لاعب منتخبنا مصطفى محمد برفضه المشاركة فى مباراة ضمن حملة لدعم المثليين . 

أكد مرصد الازهـر لمكافحة التطرف ان القطاع الـريـاضـى وغـيـره اصـبـح فـى مـرمـى الداعمين والمــنــاديــن بـتـلـك الافـــكـــار والـسـلـوكـيـات غير الاخلاقية الذين اتخذوا من الملاعب جسراً لبث سمومهم الفكرية تحت غطاء الحرية والتنوع ونصرة الآخر المختلف وان تعارض اختلافه هذا مع الفطرة الانسانية وما جاء فى الأديان .  

وأشار المرصد إلى وجود تضارب واضـح لدى هؤلاء ففى الوقت الـذى يطالبون فيه بتطبيق مبادئ الحرية واحترام التنوع يسعون إلى اجبار الرافضين لهذه الافكار على الانصياع للتعليمات المخالفة لمعتقداتهم الدينية أو بتلقى العقوبات المادية . 

كــان مصطفى قـد أوضـــح فـى تـدويـنـة لـه على « تويتر» سبب رفضه المشاركة فى مباراة فريقه التى فرض فيها الاتحاد الفرنسى لكرة القدم على جميع اللاعبين ارتداء شارات على فانلاتهم ضمن حملة تدعم « مجتمع الميم » كتب فيها « احترم كل الاختلافات واحترم جميع المعتقدات والقناعات ويمتد هذا الاحترام إلى الآخرين ولكنه يشمل أيضا احترام معتقداتى الشخصية .. ونظراً لجذورى وثقافتى وأهمية قناعاتى ومعتقداتى لم يكن من الممكن ان أشارك فى هذه الحملة » . 

طالبت فـى مقالى الاســبــوع المـاضـى بـضـرورة التضامن مع مصطفى محمد ورفاقه من اللاعبين المسلمين العرب والافارقة فى الـدورى الفرنسى الذين لم يشاركوا فى الحملة وفضلوا أن توقع عليهم عقوبات مـن أنديتهم على أن يخالفوا دينهم ومعتقداتهم .. ودعــم الازهـــر الشريف لـه ولهم سيساند موقفهم .. خاصة وان وهناك أيضاً من اللاعبين المسيحيين من أيدهم . 

مطلوب استمرار الدعم من الجماهير ومــن كافة المـؤسـسـات الاهلية حتى تصدر « الفيفا قــراراً يلزم اتـحـادات الـكـرة فى العالم بعدم فـرض أفـكـار تتنافى مـع الاديــان والاخـــلاق والـفـطـرة الانسانية على اللاعبين واخلاء الملاعب من هذه الافكار الهدامة » .. والأفضل ان تخجل هذه المؤسسات الرياضية الدولية والأوروبية من تركها للأمور تتفاقم فى ملاعب أوروبا وتصل إلى حد العنصرية البغيضة ضد اللاعبين أصحاب البشرة السمراء كما حدث فى الدورى الأسبانى مع اللاعب البرازيلى فينسيوس .. فهل الأولى تنظيم حملات لنبذ التعصب ووقف العنصرية أم دعم الشواذ ؟! .
*****
النقد الفنى فقد البسمة !!

•• فى هـدوء كعادته رحـل الكاتب والناقد الفنى صاحب الخلق الرفيع الزميل محمد صلاح الدين مدير تحرير الجمهورية ولـم يعطنا الفرصة لنودعه أو نحضر تشييع جنازته فمعظم الزملاء لم يعرفوا بخبر وفاته إلا بعدها بيومين . 

هكذا كان محمد يمر فى أروقة مبنى الجمهورية القديم او الجديد كالنسمة .. يدخل مكتبه يظل يكتب ويقرأ لا تسمع له ضجيجا كمحررى الفن .. وكانت البسمة لاتفارقه منذ ان دخل ” دار التحرير ” فى السبعينيات من القرن الماضى .. وبقدر ما يتمتع به من هدوء ووداعـة ومجاملة كانت كلماته فى مقالاته النقدية صادقة وقوية لاتعرف المجاملة ودائما تهدف لصالح العمل الفنى فقد تتلمذ على أيدى أساتذة شكلوا « مدرسة الجمهورية للنقد الفني » بـدايـة مـن الاســاتــذة عبدالله أحمد عبدالله « ميكى ماوس» ورأفت الخياط وأحمد عبدالحميد وصـلاح درويـش .. كما زامـل الاساتذة سمير فريد وماجدة موريس وفكرى كمون وليلى حسنى ونادر أحمد وحسن عثمان وفتحى عبدالمقصود وصولاً إلى الجيل الجديد سمير سعيد وناصر عبدالنبى وسـحـر درويـــش ومـنـيـرة غـلـوش وبـاقـى نجوم صفحة الفن فى الجمهورية بالعددين اليومى و الاسبوعي .

 كـــان محمد صـــلاح يـؤمـن ان الـنـقـد الحقيقى هـو الطريق للفن الـراقـى الــذى يخاطب عقل وقلب الجماهير ووجدانهم ويؤثر بإيجابية فى المجتمع .. ولم يتبع أبداً ما يقوم به البعض من هواة نشر فضائح الفنانين والفنانات ولم ينتقد حياتهم الشخصية ولكن يتصدى لاعمالهم وابداعهم .. وكــان يعرف تماما قيمة الـقـوة الناعمة للفن المصرى ولذلك يرفض الاعـمـال الهابطة التى تسئ للبلد وللفنانين .. وكـان يعتبر النقد رسالة مثل الفن والصحافة .. ويعرف ان الكلمة أمانة لذا لم يجرح
بقلمه ولم يفضح !! .

رحـم الله الزميل العزيز محمد صـلاح الدين صاحب الخلق الرفيع واللسان العفيف والوجة البشوش الباسم .. وألهم أسرتة وكل محبية ” وأنا منهم ” الصبر .

زر الذهاب إلى الأعلى