حكومة إسرائيل تواجه انتقادات داخلية واسعة.. بعد حادث الحدود المصرية (تقرير)

لا تزال واقعة وفاة مجند مصري وثلاثة جنود إسرائيليين، التي شهدتها الحدود الدولية صباح السبت الماضي، تربك جيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب الانتقادات التي يواجهها في داخل تل أبيب.

وبالقرب من الحدود المصرية، أعلن قائد القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الميجور جنرال اليعازر توليدانو في تصريحات للصحفيين: “نحن في تحقيق مشترك مع الجيش المصري وسيكون واضحًا ولن نترك أي سؤال دون حل”، مضيفًا: “نحقق في صلة محتملة بين محاولة تهريب مخدرات وقعت قريبًا، والحادثة الأخيرة”، وأردف: “سنحقق في جميع الاتجاهات”، وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية في تقريرها أن دولة الاحتلال اصطدمت بسيل من الأسئلة الصعبة حول كفاءة جيشها وفاعليته منذ يوم السبت، ويحقق المسؤولون الإسرائيليون في سلسلة من الحوادث المؤسفة والإخفاقات العسكرية التي أدت إلى وفاة ثلاثة جنود إسرائيليين.

وأضافت مراسلة التايمز، إيزابيل كيرشنر، أن بعض بوابات الطوارئ على الحدود الجنوبية لإسرائيل مع مصر لا يغلقها سوى أصفاد بلاستيكية يسهل نزعها من مكانها، واكتشف مسؤولو جيش الاحتلال الواقعة بعد مرور ساعات على وقوعها.

وتابعت: “في يوم الأحد، بعد يوم من مقتل ثلاثة جنود إسرائيليين على حدود تل أبيب السلمية مع مصر، كانت سلطات الاحتلال تحقق في سلسلة من الإخفاقات والحوادث التي سمحت بوقوع الحادث، وتضمنت الأسئلة الصعبة سهولة عبور الحدود المفترض أنها شديدة التحصين دون أن يتم اكتشاف من عبرها، وبينما دفنت إسرائيل، الأحد، الجنود الثلاثة لا يجد جيش الاحتلال وسيلة ناجحة لدفن الأسئلة والانتقادات التي طالته ولا يزال المحللون يثيرون ويطرحون أسئلة مزعجة للجانب الإسرائيلي حول الأخطاء الفادحة التي يبدو أنها ارتكبت وتسببت بشكل أساسي في مقتل جنودهم”.

تقصير واضح
كان آخر اتصال تم إجراؤه مع جنديين إسرائيليين – رجل وامرأة – كانا يحتلان أحد المواقع على طول الحدود في الساعة 4:15 صباحًا، حسبما قال الأدميرال دانيال حجاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال، لقناة كان، الإذاعة الإسرائيلية العامة وبدأ المذكوران مناوبتهما التي تبلغ 12 ساعة في الساعة 9 مساءً يوم الجمعة، وكان من المفترض أن يتم الاتصال اللاسلكي كل ساعة، لكن هذا لم يحدث وهنا تكمن غالبية الانتقادات الموجهة للمسؤولين الإسرئيليين.

من بين الأسئلة الأخرى التي لا يزال يتعين التحقيق فيها، تساءل الأدميرال حجاري، لماذا بوابة الطوارئ في السياج الفولاذي على طول الحدود، لم يكن بها قفل مناسب ولكن تم إغلاقها فقط بواسطة قيود يدوية بلاستيكية، لماذا لم تكتشف المستشعرات الموجودة على طول السياج حدوث تسلل، لافتا إلى أن الأنظمة الإلكترونية في بعض الأحيان يمكن أن تتأثر بالظروف الجوية.

الدفاعات الإسرائيلية انهارت
وكتب يوسي يهوشوا، معلق الشؤون العسكرية، الأحد في صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية: “الدفاعات الإسرائيلية انهارت أمس”.

وأضاف أنه بالنظر إلى أن جيش الاحتلال “تمتع بتفوق حقيقي من حيث القوة البشرية وظروف الرؤية في وضح النهار والقوات المساعدة”، كان يجب أن تنتهي المطاردة دون وقوع إصابات، وتساءل محللون آخرون عما إذا كان من المتوقع أن تظل القوات المتمركزة على طول الحدود في حالة تأهب لمدة 12 ساعة في حر الصحراء.

وأشار تقرير لموقع “جويش نيوز سيندكيت” الأمريكي المهتم بشؤون إسرائيل إلى السؤال الرئيسي الأول هو ما إذا كان الحادث فرديًا أم تقف وراءه مجموعة من الممكن أن تكرر ما حدث، والسؤال الثاني يتطرق إلى دور عملية كبيرة لتهريب المخدرات في حادث السبت، علمًا بأن توقيتها كان حول الساعة 2:30 صباحًا في نفس الليلة، وفي نفس المنطقة، ووقع الحادثان في منطقة جبل حريف المهجورة الحدودية، وكانت هناك محاولة تهريب ما قيمته 1.5 مليون شيكل (400 ألف دولار) من المخدرات إلى إسرائيل، وفي نفس الليلة ومن المستبعد أن تكون مصادفة وحتى الآن، نجح التعاون الإسرائيلي المصري في القضاء إلى حد كبير على تهريب المخدرات عبر الحدود ويعتمد الكثير من هذا النجاح على التنسيق الأمني. 

وكان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة، أكد السبت الماضي، أن أحد عناصر الأمن المكلفة بتأمين خط الحدود الدولية قام فجر اليوم بمطاردة عناصر تهريب المخدرات، وأثناء المطاردة قام فرد الأمن باختراق حاجز التأمين وتبادل إطلاق النيران مما أدى إلى وفاة 3 أفراد من عناصر التأمين الإسرائيلية وإصابة 2 آخرين بالإضافة إلى وفاة فرد التأمين المصري أثناء تبادل إطلاق النيران.

وأوضح المتحدث العسكري أنه جار اتخاذ كافة إجراءات البحث والتفتيش والتأمين للمنطقة وكذا اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.

ومن جانبه، أجرى الفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، مساء السبت، اتصالا هاتفيا بوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت؛ لبحث ملابسات حادث اليوم وتقديم واجب العزاء في ضحايا الحادث من الجانبين والتنسيق المشترك لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلًا.

Exit mobile version