السيد البابلي
وإسرائيل هى إسرائيل.. تجيد دائما تصدير الأزمات بعيدا عنها إلى دول أخري.. وإسرائيل دائما ما تقوم بافتعال أحداث أمنية ساخنة تدفع الجميع داخل اسرائيل للوحدة ونبذ الخلافات لمواجهة الخطر الخارجي.
ففى الوقت الذى كانت فيه اسرائيل تمر بأزمة داخلية حادة يقابلها ارتفاع فى عدد المهاجرين اليهود إلى خارج اسرائيل فى هجرة معاكسة تؤكد فشل المشروع الصهيونى لإقامة دولة يهودية فإن القيادة الاسرائيلية وجدت فى أحداث «طوفان الأقصي» طوق النجاة من انهيار كان محتملا داخل المجتمع الاسرائيلي.
ولأن طوفان الأقصى قدمت أفضل هدية لإسرائيل فإن القيادة الاسرائيلية عملت على أن تظل العمليات العسكرية قائمة دون وقف لإطلاق النار حتى تتحقق العديد من المكاسب الأمنية الاستراتيجية التى تقلل من مخاطر الانقسام والانهيار فى الداخل.
ولأن الأزمة قد تجمدت داخل اسرائيل بعد تصدير الأزمة عبر الهجوم على غزة فإن اسرائيل التى تواجه مأزقا حادا بالوقوف أمام محكمة العدل الدولية للدفاع عن نفسها بالاتهامات التى وجهتها لها جنوب افريقيا حول الابادة الجماعية لشعب غزة فإن اسرائيل هذه المرة لم تجد دفاعا ملائما للخروج من هذه الورطة إلا بمحاولة تصدير الأزمة إلى مصر والادعاء بأن التأخير فى دخول المساعدات الانسانية والاغاثية لقطاع غزة يأتى بسبب المنع على الجانب المصرى لمعبر رفح.
وما تقوله اسرائيل هو مزاعم وأكاذيب قد لا تستحق الرد أيضاً لأن الشاحنات ظلت واقفة أياما وليالى فى انتظار الموافقة الاسرائيلية على دخولها فى الوقت الذى كان فيه الرئيس الأمريكى جوبايدن نفسه يقوم باتصالات مع اسرائيل للسماح بدخول هذه المساعدات..!
ولأن ما تقوله اسرائيل هو مجرد أكاذيب فجة فإن البيان المصرى عبر رئيس هيئة الاستعلامات جاء قويا واضحا للرد على مزاعم اسرائيل وتوجيه الاتهام بالكذب وهو موقف اتسم بالقوة والرد السريع ويحمل الرسالة الأهم لإسرائيل فى الوقت الراهن بالابتعاد عن مصر وعدم استفزازها.. مصر تغلى من الداخل ولن تتحمل كثيرا كل هذا الكذب الاسرائيلى فى محاولة التلاعب بالعالم.. انهم كاذبون بالفطرة..!
>>>
ولن تنخدع بكل التصريحات الأمريكية والغربية التى تتحدث وتؤكد رفض أفكار اسرائيل فى ترحيل سكان قطاع غزة من أراضيهم إلى دول أخري، فكل هذه التصريحات لا تعنى الكثير لإسرائيل.. كما ان هذه الدول هى من سيقوم بتمويل ترحيل الفلسطينيين وتوطينهم فى دول أخري.. انها مؤامرة متعدد الجوانب والأطراف.. ولعبة أيضاً أصبحت مكشوفة ولا تنطلى على أحد.. وموقف أمريكا وموقف ألمانيا وموقف بريطانيا فى رفض اتهام اسرائيل بجرائم الإبادة هو تأكيد على ان هذه الدول ستواصل الانسياق وراء المشروع الاسرائيلى وسوف تقوم بتبريره وتسويقه أيضاً.. انهم يحاولون التلاعب بالعقل العربى وتشتيته ولا شيء آخر..!
>>>
ونترك الذين يحاولون التلاعب بالعالم ونذهب إلى الذى يحاول التلاعب بآثار وكنوز مصر فى محافظة الفيوم.. فالرجل صاحب ورشة الخراطة فى الفيوم لم يكن يصلح السيارات فقط وانما كان يحاول بيع تاريخ مصر من خلال الاتجار بالآثار والشرطة ضبطت لديه أكثر من مائة قطعة أثرية تعود إلى العصور الفرعونية..!
والشرطة التى داهمت المحل أو الورشة وجدت نفسها أمام متحف آثار كبير يملكه شخص واحد يحاول البيع مطمئنا فى سلام وأمان..!
وإذا كان شخص واحد فى الفيوم يمتلك كل هذا الرصيد من الكنوز فكم شخصا آخر وكم عصابة تتاجر فى آثارنا.. وكيف حصلوا عليها ومن الذين يذهبون للشراء وكيف تخرج إلى خارج البلاد..؟!
ان تجارة الآثار تحقق أرباحا تزيد على تجارة الذهب والعملة والمخدرات أيضاً.. انهم على استعداد للموت أثناء الحفر عن الآثار.. وعلى استعداد للسجن كذلك إذا ما تم ضبطهم.. ولن يتوقفوا لأن المكاسب خيالية.. وتاريخنا يباع بالدولار واليورو.. والفراعنة يتألمون من السطو على كنوزهم والاتجار بها.. والأحفاد أيضاً يتألمون من ضياع الثروة.. والأطراف المستفيدة لا تكترث بالتاريخ أو الجغرافيا.. ولا حل معهم إلا بدفنهم بديلا للآثار فى الأماكن التى حفروها بأنفسهم لأنفسهم..!
>>>
ومن أجمل ما قرأت.. متى تتغير حياة الإنسان وهو سؤال أجاب عليه العديد من الفلاسفة:
سقراط:
حين يعرف انه لا يعرف.
سينكا:
حين يعرف حدود قدراته.
دويستوفسكي:
حين يتألم وحيدا..!
نيتشه:
حين يتجاوز نفسه.
سارتر:
حين يؤمن بحريته.
سيمون دى بوفوار:
حين يتقيأ قلبه..!
فرانكل فيكتور:
حين يلامس معنى لحياته.
ميلان كونديرا:
حين يدرك ان هذا العالم غير قابل للإصلاح.
نسيوران:
حين يموت..!
وبعد كل هؤلاء الفلاسفة وما قالوه: وأنت متى تتغير حياتك؟
>>>
وبعيدا عن الفلسفة والمشاكل والحوارات.. نذهب إلى الرقة والعذوب والخجل، إلى الرومانسية ونجاة الصغيرة صوت الحب الدافئ وهى تغنى عيون القلب سهرانة مابتنامش، وارجع اليا فبعدك لا عقد أعلقه ولا لمست ورودى فى أوانيها.. وساكن قصادى وبحبه وساعة مابشوفك جنبي.. وشكل تانى حبك انت، والقريب منك بعيد.. ولا.. لا.. لا تكذبي..!
وياه.. ياه يا نجاة.. انت صوت مصر المتجدد دائما.. ومن يبحث عن الرومانسية والصوت الحنون يبحث عن أغنيات نجاة ويبحر فيها ويعيش الحب ويعشق البحر وينسى الدنيا وما فيها.
>>>
>> وأخيراً:
والأيام القاسية يصبح لها جمال من نوع آخر حين تتحول فى الذاكرة
إلى بطولة غامضة لا نصدق اننا حملناها ومضينا بعدها فى سلام.
>>>
وعندما تعطى غيرك بداية جميلة حاول أن تعطيه
نهاية جميلة، لأن العبرة دائما ما تكون فى النهاية.
>>>
واللهم إنى وكلتك صعوبة البدايات
وتعب النهايات وصعوبة منتصف المشوار،
اللهم إنى وضعت أمورى جميعها بيدك فأصلحها.