نعم.. للكراهية رائحة، يستمتع بها الكارهون وتمدهم بمدد شيطانى يبقيهم على قيد كراهيتهم فى مستنقع العبودية، عبودية النفس المريضة الأمارة بالسوء التى تعيش على فتات الذل وبقايا قمامة خرجت من أفواه الخنازير، هذه الرائحة لا يتحملها أصحاب القلوب الصافية البيضاء التى لا تعرف إلا الحب والتسامح والتغافل، فالكراهية لا تطرق إلا أبواب الضعفاء المشوهة فعالهم لعدم ثبات مبادئهم التى يستبدلونها كما يستبدلون أحذيتهم، فقبلتهم مع اتجاه الريح لا تعرف الثبات.
>>>>>
من هنا ادعو نفسى وكل من أحب.. من فضلك توقف فورا عن تناول مخدر الهوى الذى يقودك إلى «إدمان الكراهية» التى تعتبر السبب الرئيسى لكل ما يعانيه بنو الإنسان، نعم.. للكراهية أعباء وتكاليف يتحملها كل من يدخل تلك الدائرة الخبيثة، فالكراهية لها صنّاع وتجار ووسطاء ومتطوعون، جميعهم يتشاركون فى تسديد فاتورة الكراهية ومكوناتها من الحسد والحقد والبغض والتشفى والشماتة والانتقام والسخرية والتجسس والتحسس وغيرها من النقاط السوداء التى تشوه بياض القلوب.
>>>>>
ولن تجد كارها ولا حاقدا ولا حاسدا ولا شامتا سليم القلب، دوما تجد كل هؤلاء مرضى معتلين نفوسا.. وأجسادا، حيث يتحول سواد قلوبهم إلى نار تحرق أجسادهم فتصيبهم الأمراض والأسقام، لذلك إذا أردت أن تكون سليما معافى فى قلبك وبدنك ابتعد عن دائرة الكراهية فورا ودون إبطاء، لا تستمع لواش ولا تنصت لمنافق ولا تصادق متلونا ولا تقترب من حاسد ولا تقف أمام شامت ولا تثق فيمن ينقل إليك فقد سبق ونقل عنك.
>>>>>
لا تسمح لأحدهم أن يتسلل إلى شغاف قلبك ليلقى بذور كراهيته المسمومة فيحيل حياتك إلى جحيم، فتختفى ابتساماتك ويحل محلها العبس والجمود، تجف ينابيع الحب نتيجة تصحر الروح وهبوب رياح الكراهية التى تحمل سحبا داكنة من الشحناء والبغضاء ثم تهب أعاصير الانتقام فتأكل الأخضر واليابس وتترك الإنسان بلا قلب ولا روح وحيدا فى صحراء الكراهية، وخلاصة ما أردت قوله إن الكراهية هى داء الأمم والشعوب والأحقاد مرض ليس له علاج، ومن يحمل أحقادا يحمل أمراضا نعوذ بالله أن نكون من الكارهين أو الحاقدين او الحاسدين أو الشامتين.
>>>>>
فلنغلق آذاننا عن سماع الوشايات والقيل والقال وننصت فقط لكلمات الحب والتسامح والتسامى ونلتمس للناس أعذارا فإن لم نجد فهناك عذر لا يعلمه إلا الله.
علينا كذلك أن نبدأ بتنقية النفوس الخربة بفعل ضجيج الفوضي، واختلاط الحق بأشباهه، وشيوع الهوى والغرض
لكل ما سبق وغيره، وبعد سنى العمر، وما علق فى وجداننا من قيم وثوابت، أجد نفسى مديناً لهذا القول الجامع الشامل «اعصِ هواك» فلم تتسلل مشاعر الحقد والكراهية والانتقام والهدم إلى قلبى المشغول بالحب، والتسامح، والتفاؤل، والبناء.. أكره وأبغض الظلم، والكذب، والتطرف، والخيانة، والكراهية، وأقف على ناصية الحلم أقاوم أصحابها بقوة وحكمة ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.