منوعات

غرائب وعجائب لقاح كورونا.. يحوِّل الناس لتماسيح أو “مثليين” ومليونير يدعي أنه عامل نظافة للفوز بجرعة مبكرة!!

شهدنا الكثير من الأخبار غير العادية خلال العام الأخير، خصوصاً ما يخص ظهور وانتشار فيروس كوفيد-19، وحدث الأمر ذاته مع بادرة الأمل التي أعطتها اختبارات لقاح كورونا للعالم، ورغم ذلك ظهرت الكثير من الأخبار الغريبة، والمضحكة أحياناً، بين من يشككون في سلامة اللقاح، ويؤيدون نظرية المؤامرة، أو من يدعون أن اللقاحات ستحولهم إلى “تماسيح” أو “مثليين”، وبين آخرين يقومون بخدع للحصول على لقاح كورونا قبل دورهم.

نبدأ من الأحدث، انتحل مليونير كندي وزوجته صفة عاملي نظافة، كما سافرا لمسافة تزيد على 1600 كيلومتر، وقطعا الحدود إلى الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل تخطى قائمة الانتظار للحصول على لقاح فيروس كورونا.
القصة الغريبة التي كشفت عنها شبكة CBC الإخبارية الكندية، أواخر يناير 2021، أن المليونير رودني بيكر (55 عاماً) وزوجته إيكاترينا بيكر البالغة من العمر 32 عاماً، سافرا من موطنه بكندا إلى  مدينة بيفر كريك  بولاية مينيسوتا الأمريكية، من أجل الحصول على لقاح لكورونا. 

وبعد أن وصلا الولاية على متن طائرة خاصة، انتحل الشخصان صفة عاملي نظافة بأحد الفنادق، وزعما أنهما مقيمان بالمدينة من خلال تزوير بعض الأوراق الرسمية، وبالفعل حصلا على جرعات اللقاح المجاني ضمن حملة التطعيمات التي أطلقتها الولاية. 
لاحقاً نجحت السلطات الأمنية في إيقاف الزوجين عند عودتهما إلى فانكوفر عقب الاشتباه بهما، وبالفعل تم ضبطهما واحتجازهما بتهمة انتحال صفة غير قانونية، وكذلك بتهمة عدم خضوعهما للعزل الصحي والسفر دون الحصول على موافقة طبية مسبقة، حيث تعرض الزوجان إلى غرامة مالية قدرها 1150 دولاراً، وقد يتعرضان للحبس لمدة تصل إلى ستة أشهر.
فيما أكدت السلطات الصحية أن الزوجين عرّضا المواطنين للخطر بسبب السفر لمسافات بعيدة دون خضوعهما لإجراء فحص للفيروس، ولم يخضعا إلى إجراءات الحجر الصحي، ما يعرض الطاقم الطبي للخطر. 
بحسب الشبكة، فإن بيكر يعد رئيساً لشركة Great Canadian Gaming Corporation، التي تمتلك أكثر من 20 كازينو في كولومبيا البريطانية وأونتاريو ونيو برونزويك ونوفا سكوشا، وفي العام الماضي، تورطت في تحقيق يبحث في مزاعم الفساد وغسيل الأموال في كولومبيا البريطانية.
بينما كان يسعى المليونير الكندي وزوجته بأي طريقة لأخذ جرعة اللقاح أبكر من موعدهما المحدد، فإن هناك آخرين يرفضون أخذه رفضاً قاطعاً، إلى حد أن حاخاماً إسرائيلياً زعم  أن لقاح كورونا يمكنه تحويل الأشخاص إلى مثليين جنسيين، “لأنه يأتي بنتائج عكسية على الأرجح”.
الحاخام الحريدي دانيئيل عوشر وهو شخص معروف عبر الشبكات الاجتماعية في إسرائيل قال لصحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية في الـ 10 من يناير 2021: “اللقاح يقوم بالأساس على الخلايا الجنينية، يجري قتل الأجنة من أجل استخراج هذا اللقاح، وبطبيعة الحال كل ما يجري استخراجه من الأجنة يأتي بنتيجة عكسية”.
وبالطبع رأيه أن فيروس كورونا مؤامرة تقف وراءها “الحكومات العالمية السرية التي تحمل أجندة تخريبية”، أما المتهم في نظره فكان “زعيم شركة مايكروسوفت بيل جيتس وغيره من رجال الأعمال الذين يسعون لوضع قواعد وأسس لنظام عالمي جديد”، كما يعتقد.

أما بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية وشركتي فايزر وموديرنا، فيراها الحاخام الأرثذوكسي “منظمات إجرام دولية، تسعى لتضليل المجتمع اليهودي المتدين”، وأنها، هذه الجهات الصحية، تنشر نتائج مغلوطة عن فاعلية اللقاحات.
ويزعم الحاخام أن “منظمة الصحة العالمية وشركة “فايزر” (Pfizer) و”موديرنا” 
(moderna)- التي أنتجت لقاحات لكوفيد-19 – ليست أكثر من منظمات إجرام دولية، تسعى لتضليل المجتمع اليهودي المتدين من خلال نشر نتائج مغلوطة عن فاعلية اللقاحات”، مدعياً أن الغرض من اللقاح هو “غربلة” المجتمع وتسليط “جيش بيما” عليه فيما بعد، مشيراً إلى أن “هذا الجيش القاسي بدأت طلائعه بالوصول إلى ميناء حيفا وحديقة البهائيين وتجهز من أجل مواجهة السلطات القائمة في إسرائيل”.
إذا أخذت اللقاح فقد تتحول إلى تمساح، هكذا يعتقد رئيس البرازيل
شن الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو هجوماً كاسحاً على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، ومن دون أن يتردد أكد أن لقاح “فايزر” يمكن أن يجعل امرأة تنبت لها لحية، وأن يحول شخصاً إلى تمساح.
بولسونارو قال: “في العقد مع فايزر يقولون بوضوح تام: نحن لسنا مسؤولين عن أي آثار جانبية. إذا تحولت إلى تمساح فهذه مشكلتك”، وتابع: “إذا صار شخص سوبرمان أو نبتت لحية لامرأة، أو بدأ رجل يتحدث بصوت نسائي فلا علاقة لهم بذلك”.
بينما كان يشير في كلمته التي ألقاها في بورتو سيجورو في شمالي شرق البرازيل في منتصف ديسمبر 2020، إلى اللقاح الذي طوره مختبر “فايزر” (Pfizer)  الأمريكي وشركة “بيونتيك” (BioNTech SE) الألمانية، وكان قد جرى اختباره في البرازيل لأسابيع،  كما قررت المحكمة العليا في البرازيل في هذا الوقت جعل التطعيم ضد فيروس كورونا إلزامياً.
في السياق ذاته، أكد الرئيس اليميني على أن “اللقاح، بمجرد اعتماده من قبل وكالة إنفيسا الصحية، سيكون متاحاً لكل من يريده. لكنني لن أتلقى اللقاح. البعض يقولون إنني أعطي مثالاً سيئاً، ولكن على السذج والمعتوهين الذين يقولون ذلك أجيب بأنني أصبتُ بالفعل بالفيروس ولديّ أجسام مضادة، فلماذا آخذ اللقاح؟”.
انضمت هيفاء وهبي إلى دعاة الامتناع عن تلقي اللقاح، عبر حسابها على إنستغرام، إذ كتبت الفنانة اللبنانية في الـ10 من ديسمبر 2020: “40 عاماً من البحث لا لقاح للإيدز. 100 عام من البحث لا لقاح للسرطان. الأبحاث مستمرة ولا لقاح لنزلات البرد. ولكن الآن في أقل من عام لدينا لقاح ضد فيروس كورونا وتريدونني أن أحصل عليه. شكراً لا أريد ذلك”.
 دعم وهبي لنظريات المؤامرة اعتمد على كلام غير علمي بعض الشيء، فالسرطان نفسه لا يمكن إيجاد لقاح له، لكن هناك عشرات اللقاحات للفيروسات التي تسبب نشوء الخلايا السرطانية، مثل فيروس “الورم الحليمي البشري” (HPV) الذي يمهد لسرطان عنق الرحم، ومؤخرة الحلق، وسرطان المهبل، وبالفعل تلقح عدد من الدول الأطفال باللقاح من سن صغيرة. أما بالنسبة لنزلات البرد مثلاً، فتوجد عشرات اللقاحات المعتمدة ضد نزلات البرد والإنفلونزا الموسمية، وينصح الأطباء بها سنوياً.
 وبينما يحذر المسؤولون في منظمة الصحة العالمية والهيئات الصحية بالدول المختلفة من الشائعات حول لقاحات كورونا، ويسارع رؤساء ومسؤولون ومشاهير لأخذ اللقاح في الطليعة لتشجيع المواطنين على أخذه، كما يسارع بعض الأشخاص لأخذه قبل غيرهم بحيل مختلفة، لا تزال الكثير من نظريات المؤامرة تنتشر رغم عدم منطقية بعضها وابتعاده عن المنطق قليلاً.

زر الذهاب إلى الأعلى