مريم عرجون تكتب : الخليج الحقيقة الراهنة وشمال إفريقيا موسوعة الإستفهام
بقلم الكاتبة الجزائرية – مريم عرجون
الحقيقة الراهنة و موسوعة الإستفهام شيئاً يقاس ما بين أيدينا و يدعو إلى فهم المتغيرات، يكتسي أهمية بالغة حول حوار طويل وعميق في الدور الذي ينبغي أن تلعبه المسارات الثقافية ذات الجذور المتوغلة في قلب التاريخ و حلقة الوصل في الفضاء الجغرافي الفيروزي الممتد من شمال القارة السمراء معهد البشرية إلى عمق الخليج العربي الربع الغالي ذات العماد التي عانت ركودا كبيرا فتاهت في حِقْبَة مِنَ الدَّهْرِ وفي رحلة الخمسين عاما من بريق اللؤلؤ إلى التطور الجديد و العَجُولِ على وهج النفط القائم على توحيد بلاد الخليج تحت مسمى التغيرات المتسارعة ما بعد النفط وأمام الزحف الهائل والصَخَبَ الكبير لخيراته وعوائد الأسود الفياض المنهال على الإقليم و بسبب الإيرادات الضخمة و التحول القوي إنتعشت دول الخليج إقتصاديا، عمرانيا وإجتماعيا وسرعة التَغَيُّرات لم تجعلها ترْتَدُ في نهضة ثقافية وفكرية بل تَرَسَّخَت في عَصْر التحديات التي دخلتها هاته الدول ، “البرزخ ما بعد النفط” وهذا هو بيت القصيد صمود الثقافة الإنسانية و الإشعاع الفكري والثقافي المستدام بل إنها القضية الأنثروبولوجية التي نسجتها في قائمة التراث المادي وغير المادي للبشرية فتفضى عليه إبداعاً ثقافياً إستمر بحلل جديدة مفعمة بالحيوية للدولة المعاصرة محافظة على ثقافة القبيلة وعاداتها، فتفرد هذا الإقليم و خلق عالم يعج بالتطور الحضاري الثقافي تناسقت معه كل الالوان، جمع بين أُبَّهَة الحسن وسموق طَرَاءَة و أَوْجَدَ هوية خاصة به بين المعاصرة والأصالة وبين التصاميم الشاهقة على النمط الأوروبي و الزيّ العربي البدوي القديم المُعبِّر عن الثقافة و تراث عراقة الماضي ومد جسور التواصل مع العالم بغية إستمرار وتعميق نماذج العصر في الإهتمام بالأثر الكبير الذي تركته الرقعة الإسلامية فجمعت بين رسوخ الدين والعربية والتراث والمعاصرة ، إن قيمة الحَرْقَدَة عند جلائل الأعمال ، وتلك الغَانِيَة التي شَغفتْ الدول بجمالها وعينها الظمياءُ دُرَّةٌ تنام في قلب القارات تحرك الأقدار وسواكنها مَنْبَع لحضارات عريقة و الأصول الإفريقية تُوِّجت بحضارة الإسلام العظيمة و ليست طارئة على التاريخ حيث تدلت الحسناءَ غوانياً من البحر الأحمر و خليج السويس إلىى بحر الروم ومضيق طارق لتتكئ بناظرٍ مطروفٍ على القوقاز البيضاء فتسدل ستائر تراثها بكل تنوعه على بحر الظلمات وفي ظل مَرَاصِد الْحَيَّاتِ خيرات في أرضها مستسرة، لكن لا تزال كوابيس العراقيل موجودة أمامها لاستقلاليتها النسبية التي أحدثت خضّة تحول دونها ودون تطوير حقول الاقتصاد والعلم و رصدها التاريخ الثقافي الذي أذبله الخريف في ظل المناخ الرمادي و الرثاثة المُهَيْمِنة لم تسمح إلى حد الآن بنهضة ثقافية وفكرية تكاملية عابرة للحدود والولوج للحضارة المعاصرة التي تتيح إكتشاف تراث ثقافي ومدهش على حد سواء في عالم التقنيات ، التي تعتبر إلا آلات صماء لكنها تحمل ثقافة موطن وروح بيئة وعلم .
بمرصد منِّي إن شمال إفريقيا وكيانها العريق المتمتع بسمات المشهد الثقافي المتميز والمختلف عن الدول الأخرى متى تجد كيان قومي حديث ومستقل ليزيل الصورة السلبية والنمطية عليه وتحتضن عالم العصرنة الثقافية و تتربع على عرش خيرات أرضها العريقة، كالخليج فالله لم يك مغيراً لنعمة أنعمها على قوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم.
فهل تستقيم الحياة إذا الشعب يوما أراد أمام رياح الإِسْتِعاضَة الطاغِيَة ؟.
نحن اليوم وبعيدا عن الطبيعة الإيديولوجية والنوعية لإمبراطورية الفضاء الجغرافي من معهد البشرية إلى الربع الغالي العريق المستهدف بالغزو الثقافي، هذا الصراع الذي عرفته الأجيال السالفة للأمة الإسلامية جُلّها المُتردِي على عاتقها الذي توارى من مكائِد التعويم تحت ظلال مسخ الهوية وأمام كل التحديات تراث أَنَام لَيَسَت الأمر ليبقى تاج الأمم في عالم متثاقف.