الصين تستخدم “الضوضاء” لإنزال المطر في المناطق القاحلة !!
أطلق باحثون صينيون موجاتٍ صوتية قوية منخفضة التردُّد على السحب في منطقة التبت، وهو الشيء الذي ساعد الصين على زيادة نسبة هطول الأمطار، ويمكن استخدامه للتخفيف من الجفاف، وأظهرت التجارب التي أُجرِيَت على هضبة التبت القاحلة أن هطول الأمطار زاد بنسبة 17% بعد أن استهدفت الموجات السحب.
حسب تقرير لصحيفة The Times البريطانية، فقد استخدم فريق الباحثين مكبِّرات الصوت لإطلاق الضوضاء على تردُّداتٍ تتراوح بين 50 و160 هرتز، أي بالكاد يمكن سماعها بالأذن البشرية، ولكن بحجمٍ يتراوح بين 131 و135 ديسيبل، أي ما يعادل صفارة الإنذار لسيارة الإسعاف أو طلقة نارية.
تعمل الموجات الصوتية على تنشيط الجسيمات داخل السحب، مِمَّا يجعلها تتأرجح وتزيد من “الحركة النسبية بين قطرات السحب”، وفقاً لما ذكره وانغ جوانج تشيان، أستاذ الهندسة الهيدروليكية بجامعة تسينجوا.
إذ كتب الباحثون بدورية Scientia Sinica Technologica: “تثير الموجات الصوتية منخفضة التردُّد وعالية الكثافة جسم السحب وتهزه”، ومع زيادة حركة قطرات السحب، يؤدِّي ذلك إلى زيادة احتمال الاصطدام والاندماج بين الجسيمات.
كما قالت الورقة البحثية: “يسرِّع هذا من اندماج بخار الماء، ويزيد حجم جزيئات قطرة المطر بسرعة، ويؤدِّي هكذا إلى هطول الأمطار”.
فيما جادَلَ الباحثون بأن لهذه التقنية عدداً من المزايا مقارنةً بالطرق الأخرى لتكوين المطر مثل إسقاط يوديد الفضة في الغيوم، إذ لا يكون هناك تلوُّثٌ كيميائي أو حاجةٌ إلى طائرات أو صواريخ.
لدى الصين موارد مائية غير متكافئة، حيث تكافح مناطقها الجنوبية فيضانات، لكن مقاطعاتها الشمالية عرضة للجفاف. وتنتقل المياه من الجنوب إلى الشمال الجاف عبر سلسلةٍ من القنوات.
مع ذلك، يريد العلماء الاستفادة من أكثر من 20 تريليون طن من مياه الغلاف الجوي التي تمر فوق الصين. ويعتقد وانغ وفريقه أن خُمس تلك المياه فقط يمكن أن يهطل دون تدخُّل.
كانت صحيفة The Times البريطانية قد كشفت في تقرير سابق، أن هوس السيطرة لدى الحكومة الصينية يمتد إلى الطقس، وأوضحت أن بكين طلبت مُحرِّكاً رئيسياً لتحسين قدرتها على التحكم في المطر أو أشعة الشمس.
كما أوضحت الصحيفة أن الدولة تستخدم التكنولوجيا بالفعل لإنتاج المطر والثلوج، وتقليل البرد، وحتى تنقية السماء قبل الأحداث الكبرى؛ حتى لا تدمِّرها الأمطار الغزيرة.
كما بينت الصحيفة أن لدى الحكَّام الآن خططاً أكبر لهندسة الطقس، مع اقتراحٍ بتغطية أكثر من نصف مساحة أراضي البلاد في غضون خمسة أعوام.
في حين أن عشرات الدول لديها برامج لتعديل الطقس، فإن مسعى الصين يُعَدُّ الأكبر من نوعه، إذ تريد الدولة زيادة قدرتها على التحكُّم في المطر والثلج على مساحةٍ لا تقل عن 2.1 مليون ميل مربع بحلول عام 2025.
فقد أعلن مجلس الدولة، مجلس الوزراء الصيني، عن مبادئ توجيهية مع خططٍ لتطوير تقنيات تعديل الطقس إلى مستوى “متقدِّم” بحلول عام 2035، كجزءٍ من مقترح لتنشيط المناطق الريفية وإصلاح النظم البيئية وتقليل تأثير الكوارث الطبيعية.
تكون الصين عرضةً للجفاف والفيضانات، فيما تستخدم تقنيات استمطار السحب، من أجل التحكم في المطر واستحضاره بالمناطق القاحلة، وزيادة إنتاج المحاصيل، وحماية المحاصيل من عواصف البرد.
إضافة إلى محاولة الحدِّ من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية، تُستخدَم التكنولوجيا لمنع هطول الأمطار في الأحداث الكبرى. وأشهر مثال على ذلك كان حفل افتتاح أولمبياد بكين 2008، حين أُطلِقَت صواريخ على الغيوم القريبة؛ لجعلها تمطر قبل وصولها إلى الاستاد.
طُوِّرَت تقنيات استمطار السحب من قِبَلِ الولايات المتحدة في الأربعينيات، وهي تقنياتٌ تعمل عن طريق نشر مادة، مثل يوديد الفضة، في السحب، فترتبط المادة بجزيئات الماء، ممَّا يولِّد قطرات مطر. وتشير الدراسات إلى أن تقنيات استمطار السحب يمكن أن تزيد هطول الأمطار بنسبةٍ تصل إلى الثلث.
يمكن إسقاط عامل الربط الكيميائي في سحابةٍ من فوق طائرة، أو إطلاقه في صاروخ. ويقول علماء، إنه ليس من الواضح دائماً ما إذا كانت التقنيات لها تأثير.
المنطقة التي أعلن مجلس الدولة الصيني عن خطته لتوسيع نظام تعديل الطقس بها، مساحتها الإجمالية 5.5 مليون كيلومتر مربع ، أي ما يعادل 1.5 ضعف مساحة الهند.
يعتقد المحللون أنه في مناطق النزاع ذات درجات الحرارة القاسية، يمكن أن يكون مثل هذا النظام سلاحاً يمنح ميزة للتنقل في الظروف الجوية القاسية والتضاريس الصعبة لتحركات القوات.
فقد دخلت الهند والصين في نزاع حدودي بمنطقة شرق لاداخ على مدار الأشهر السبعة الماضية، وتستعد قواتهما الآن لشتاء طويل وقاسٍ في غرب جبال الهيمالايا.
الصين قيل إنها استخدمت سلاحاً سرياً ضد الجنود الهنود في المناوشات الأخيرة،
وتثير هذه العلاقة المتوترة احتمالات استخدام الصين التحكم بالطقس ضد الهند عسكرياً.
يمكن أن تؤثر تعديلات الطقس هذه على طقس الدول الأخرى أيضاً. “قد يؤدي ظهور تقنيات الهندسة المناخية الطموحة إلى تفاقم التوترات وحتى العداء بين دول مثل الهند والصين