انا مافيا.. !!

محمد منير
داخل مدينتي الصغيرة لا يوجد وسيلة تنقل داخلية سوي التوك توك ، ومن طقوس سائقيه تشغيل مايسمي “مهرجانات” وهى موسيقى مزعجة وصاخبة وغير مفهومة.. وكان الطريق مزدحما كعادته في هذا التوقيت فوجدت عدد من الشباب فى اعمار متوسطة يطالبون السائق برفع الصوت ليكون أعلى صخبا فإستجاب لهم علي الفور دون النظر الي وكأني مسجون ترحيلات ليس له من إمره شيئا اخاف ان أرفض او اعترض فيسلب مني ماتبقي من كرامتي !!
وبدأ الصبية فى الرقص بطريقه تبث الرعب فى النفوس وتلميحات لا تبشر باي خير انا بعمر الثلاثين وأشعر اني عجوز ارهقني تعاليم الكتاب عند سيدنا سيد طنطاوي تلوح أمامي تربية ابي وتعنيفه لى عند ارتكابى أى خطأ، فما كان مني إلا ان انسحبت من مشهد سخيف ولكن تسائلت كيف سيصبح هؤلاء الصبية إٔباء الغد وماذا سوف يقدمون للوطن لماذا زرعنا في نفوس أبنائنا حب السطوة والقوة والغرور غير الحقيقي.. فهو ليل نهار يسمع انا مافيا انا حملة انا أسطورة كلها اسماء تورث الجهل،،،!!!
الفن كان منبع للثقافة ففي بداية ثلاثنيات القرن الماضي كانت السينما المصرية تدر دخلا اكثر من قناة السويس وافلامها تعرض في أكثر من 130 دولة كنا نزرع ثقافة وجعلنا كل العرب يتكلمون بالعامية المصرية، وحصدنا حبا فى قلوب العرب والافارقة ، وكانت حفلات ام كلثوم تجوب عواصم العالم وتجمع الملايين من الجنيهات لمساعدة الجيش، حتى بعد النكسة كان هناك إبداعا يمارسه مبدعون.
يوما كنا نقدم فنا وقيما..اليوم أرى اننا فقدنا قوتنا الناعمة.. ليتنا أعادنا الفن الي مكانته وتخلينا عن الاسطورة المزعومه والمافيا الهزلية،،،،