غضب دولي وتحذير «أممي».. وإيران تنفي صلتها بهجوم أربيل
المطار يعود للعمل.. و«الناتو» يعلن عزمه زيادة قواته من 500 إلى 5 آلاف في العراق
أعلن مدير مطار أربيل الدولي أحمد هوشيار امس استئناف الرحلات الجوية بعد توقف لساعات بسبب استهداف قاعدة جوية في كردستان تؤوي جنودا أمريكيين بـ 14 صاروخا، أصاب 3 منها المطار الدولي، غير أن مجموعة أخرى سقطت على أحياء سكنية، مما تسبب بمقتل متعاقد مدني أجنبي وجرح آخرين من عراقيين وأجانب بينهم عسكري أمريكي.
الهجوم الذي يرفع درجة التوتر الأمني وتسبب في اعلان «الناتو» عزمه زيادة عديد قواته من 500 الى 5 آلاف في العراق، تبنته مجموعة تسمي نفسها «سرايا أولياء الدم»، قائلة انها استهدفت «الاحتلال الأميركي» في العراق، ولم تقدم ما يدل على ادعائها.
لكن مسؤولين أمنيين صرحوا بأن اسم هذه المجموعة مجرد «واجهة» لفصائل مسلحة معروفة موالية لإيران تريد انسحاب القوات الأجنبية من العراق، غير أن الخارجية الإيرانية استنكرت هذا التصريح، مؤكدة الحرص على استقرار وأمن العراق.
ونقلت وكالة «فارس» الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زاده القول «نفند هذه الشائعات بشدة، كما ندين بشدة هذه المحاولة المشبوهة لإلصاق هذا الحادث بإيران».
وشدد بالقول «تعتبر إيران استقرار وأمن العراق قضية أساسية للمنطقة وجيرانها، وترفض أي عمل من شأنه تعريض الأمن والاستقرار في هذا البلد إلى الخطر».
وحث المتحدث الحكومة العراقية على العمل على ملاحقة الجناة والتصدي لهم.
من جانبها، اوضحت وزارة الداخلية في إقليم كردستان أنه أصابت عدة صواريخ مطار أربيل الدولي والعديد من الأحياء السكنية في أربيل، مما أودى بحياة شخص واحد وإصابة 8 آخرين بينهم خمسة في المطار و3 آخرون في المدينة، فضلا عن إلحاق أضرار مادية بعدد من المنازل والمصالح التجارية.
وأضافت أن قوات مكافحة الإرهاب والشرطة فتحت تحقيقا فوريا بالتعاون مع قوات التحالف الدولي، حيث تم العثور على سيارة من طراز «كيا» بين أربيل والكوير تحمل عدة صواريخ، مؤكدا أن جميع المتورطين في الهجوم سيتم فضحهم وسينالون جزاءهم العادل.
من جهته، دعا رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، في بيان مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، إلى أن يأخذا مخاطر هذا الهجوم على محمل الجد وأن يعملا على إنهاء المخاطر التي تشكل تهديدا على أرض إقليم كردستان عن طريق مساعدة الحكومة العراقية في تنفيذ الدستور العراقي وخاصة المادة 140.
في السياق ذاته، حذرت الأمم المتحدة من خروج الوضع عن السيطرة في العراق بسبب هجوم هو الأول الذي يستهدف مرافق غربية عسكرية أو ديبلوماسية في العراق منذ نحو شهرين، إذ يعود الهجوم الأخير إلى منتصف ديسمبر حينما انفجرت صواريخ قرب السفارة الأميركية في بغداد.
وشجبت ممثلة الأمم المتحدة في العراق جينين هينيس ـ بلاسخارت في تغريدة «مثل هذه الأعمال الشنيعة والمتهورة» التي «تشكل تهديدات خطيرة للاستقرار».
ودعت إلى «ضبط النفس والتعاون الوثيق بين بغداد وأربيل لتقديم الجناة إلى العدالة».
وندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان بـ «الهجوم الصاروخي»، متعهدا «محاسبة المسؤولين عنه»، مضيفا أنه تواصل مع رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني لتأكيد «الدعم» الأميركي «الكامل» لإجراء تحقيق في الهجوم.
ودان بارزاني بدوره الهجوم «بأشد العبارات»، فيما جاء في تغريدة للرئيس العراقي برهم صالح أن «استهداف أربيل الذي أوقع ضحايا، يمثل تصعيدا خطيرا وعملا إرهابيا اجراميا».
وتوالت الادانات العربية والعالمية، حيث قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن الهجمات «عمل شائن وغير مقبول.. ولن يغفر العراقيون للفصائل المسلحة التي تعرض استقرار العراق للخطر».
كما أدانت دولة الإمارات الهجوم الإرهابي، واعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية ـ في بيان أوردته وكالة الأنباء الإماراتية (وام) ـ عن استنكارها الشديد لهذه الأعمال الإجرامية ورفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وتتنافى مع القيم والمبادئ الدينية والإنسانية.
من جانبها، أعلنت المملكة العربية السعودية رفضها القاطع لاستهداف أمن العراق، مؤكدة تضامنها الكامل مع بغداد ودعم جهودها في محاربة التنظيمات الإرهابية.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان «حكومة المملكة تابعت ببالغ القلق الهجمات الإرهابية التي استهدفت مطار أربيل الدولي».
وأعربت «عن إدانتها واستنكارها الشديدين لتلك الاعتداءات الجبانة التي تهدد أمن واستقرار العراق والمنطقة، وسلامة الملاحة الجوية فيها، وبما يقوض جهود التحالف الدولي لمساعدة العراق على محاربة الإرهاب».
كما أكدت الوزارة «رفض المملكة القاطع لزعزعة وحدة العراق والتأثير على سلامة أراضيه»، مؤكدة «تضامنها الكامل ووقوفها التام إلى جانب جمهورية العراق في كل ما تتخذه من خطوات وإجراءات لحفظ أمنها ودعم جهودها في محاربة التنظيمات الإرهابية التي تسعى للنيل من استقرارها والتأثير على سيادتها».
كما دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.نايف الحجرف الهجمات، مؤكدا في بيان مواقف المجلس الثابتة تجاه الإرهاب ونبذه لجميع أشكاله وصوره ورفضه لدوافعه ومبرراته وأيا كان مصدره والعمل على تجفيف مصادر تمويله ودعمه.
وعبر د.الحجرف عن تضامن مجلس التعاون مع العراق الشقيق في محاربة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار في أراضيها، معربا عن خالص تعازيه ومواساته لأهالي الضحايا وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل.