فن وثقافة

متحف موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب نظاراته وعوده وأوسمته ونياشينه ترحب بك

متحف موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب المولود في 13 مارس 1902 ، عامر بالألحان والنياشين ، وعبق الذكريات كملحن وممثل وموسيقي ، فهذه بذلته المميزة ، وهاك البيانو الخاص به ، وتلك بطاقته الشخصية ، وهذه نسخ من أفلامه السينمائية ،وما أن ندلف للمتحف حتى نغني كما غني للنيل في النهر الخالد ، سمعت في شطك الجميل ما قالت الريح للنخيل يسبح الطير أم يغني حكاية موسيقار الأجيال في متحفه التابع لدار الأوبرا المصرية ، بمعهد الموسيقى العربية بشارع رمسيس بالقاهرة ، والذي نزوره .

عند أول وهلة من دخول المتحف تشعر وكأنك في منزل ’’ النهر الخالد ’’ نفسه ، وهو ما نشاهده في قاعة الذكريات بالمتحف الذي تبرعت بمقتنياتها زوجته نهلة القدسي ، ليتم افتتاحه عام 2003 ، وتنقسم القاعة لجزأين الأول يضم كافة المتعلقات الشخصية الخاصة بالموسيقار الكبير من بطاقته الشخصية الورقية القديمة ، ودولابه الخاص الذي يضم بعض ملابسه الشخصية مثل كرافتات بذلة ، وحتى العباءة التي كان يجلس بها بالمنزل ، ونظاراته الخاصة الطبية والشمسية المصنعة من ماركات عالمية شهيرة ، و ساعة يده الفاخرة الأثرية ، ومصحف صغير كان يقرا فيه القران الكريم ، وحتى الكرسي المتحرك الذي كان يستخدمه في أواخر أيامه رحمه الله ، بل وحتى حذائه الخاص الذي كان يرتديه قبل وفاته بأيام ، كما تضم القاعة نتيجة ورقية مثبته على مكتبه تشير ليوم وفاته في 3مايو 1991 ، وكذلك البيانو والعود الخاصين به على مكتبه الذي كان يجلس عليه لكتابة ’’ النوت ’’ الموسيقية لنفسه وللفنانين الآخرين.
أوسمة ونياشين
وتشمل قاعة الذكريات أيضا غرفة نومه الخاصة ، وصور له أثناء العزف معلقة على جدران القاعة ، والجزء الثاني من القاعة يضم متعلقات خاصة بطفولته كصور شخصية ، وصور للتكريمات والنياشين والأوسمة التي حصل عليها من بعض الأمراء والملوك والرؤساء العرب طوال تاريخه الموسيقي والفني الحافل ، منها نيشان النيل عام 1937 ، ووسام الاستقلال الليبي عام 1955 ، ووسام الاستحقاق السوري عام 1974 ، و وسام الاستحقاق من الرئيس جمال عبد الناصر ، والجائزة التقديرية في الفنون عام 1971ايام الرئيس السادات ، والميدالية الذهبية من مهرجان موسكو ، والاسطوانة البلاتينية ، والميدالية الذهبية للرواد الأوائل، وغيرها من الجوائز
سمعت في شطك الجميل
ونترك قاعة الذكريات ونحن معبقين بذكريات موسيقار الأجيال لتصدح على مسمعنا موسيقاه الخالدة ونحن ندخل قاعة السينما التي تضم عدة شاشات عليها أفلامه السبعة التي قام ببطولتها وهي الوردة البيضاء ، ودموع الحب ، ويحيا الحب ، ويوم سعيد وممنوع الحب ، ورصاصة في القلب ، وعدد كبير جدا من الأغاني التي غناها الموسيقار الكبير طوال مشواره الفني لنفسه أو لحنها للآخرين منذ عمله بالإذاعة المصرية عام 1930 ، وحتى وفاته ، ويمكن للزائر الاستماع إليها بلمسة واحدة على الشاشات المجهزة لذلك ، مثل النهر الخالد ، وهان الود ، ولا مش أنا اللي ابكي ، ولا تكذبي ، وامتى الزمان يسمح يا جميل ، حتى أخر أغنية غناها من غير ليه ، وكذلك الحانة للمطربة وكوكب الشرق أم كلثوم ومنها دارت الأيام ، وأمل حياتي ، وفكروني ، وأنت عمري وغيرها ، وألحانه للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ مثل أهواك ، نبتدي منين الحكاية وتوبة ، وتسجيل نادر لحليم وهو يغني ودارت الأيام على العود ، وغيره من المطربين الذي لحنهم لهم موسيقار الجيلين مثل فايزة احمد ونجاة الصغيرة وغيرهما .
كما تضم المكتبة الموسيقية بالمتحف صورا نادرة للموسيقار ، وعددا من الملوك والرؤساء والفنانين والفنانات ، وتسجيل نادر للتوزيع الموسيقى للحن النشيد الوطني بلادي بلادي الذي لحنه سيد درويش ن ووزعه الموسيقار عبد الوهاب ، وتسجيلات نادرة لبروفات ألحانه مع كبار المطربين والمطربات أيضا . حتى ما نشر بعد وفاته رحمه الله في 3 مايو 1991.
الموسيقار النبيل
ويضم المتحف أيضا مقالات كثيرة كتبت عن الموسيقار الكبير في صحف ومجلات مختلفة حيث كان شهيرا بدبلوماسيته الكبيرة مع الإعلاميين والصحفيين ، ومن أهم ما نشر واقعة ذكرها موسيقار الأجيال على لسانه في إحدى حوارته الصحفية عندما كان موجودا في جلسة تضم كبار الموسيقيين والمؤلفين في السبعينات حينذاك ، فسأل احدهم عن أكثر أغنية ستعيش لكوكب الشرق أم كلثوم على مر الأجيال ، فردوا جميعا عدا عبد الوهاب الذي اكتفى بالصمت ، إنها ’’ الإطلال’’ للموسيقار رياض السنباطي ،فتأثر عبد الوهاب باكيا فسألوه لماذا تبكي ، فرد بتلقائية وحب ونبل هذا رأيي أنا أيضا

زر الذهاب إلى الأعلى