مقالات

الأم .. مدرسة التربية والأخلاق

نوال سي عفيف – الجزائر

دور الأم في حياة اي انسان ، لا يُنسى ، فهي المدرسة الأولى التي يتعلم منها الابن أو الابنة في أول سنن الحياة أصول التربية والأخلاق ، ومنها يتعلم الصبر وقوة التحمل والحنان والعطف والشجاعة والمبادرة والتضحية والتدبر وغيرها من الصفات التي يكتسبها من خلال تعامل الأم معه أو معها ، ليكبر المرء ومعه حصيلة كافية من المخزون الاخلاقي الرائع الذي يعينه على تحمل قسوة الحياة وما فيها من تقلبات .. ولذلك فالنشأة الصالحة يجب ان تبدأ من الأم .. والنجاح يبدأ من تحت قدميها .
ونرى الشاعر حافظ إبراهيم محقا عندما كتب قصيدته عن الأم وقال فيها : “الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق” ، كما كرَّم الإسلام المرأة عامّة والأم خاصة، ، وأوصى بها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، “حيث جاءه رجل يسأله فقال: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك”.
وذلك تأكيد على مكانتها العظيمة في حياة البشر.
وفي التاريخ نماذج عظيمة من الأمهات الفضيلات اللاتي قدمن أروع المثل ، وبطلات صنعن لابنائهن قصص نجاح رائعة ، وكم من انجازات عظيمة ما كان يمكن تحقيقها لولا مساندة ومؤازرة الأم لأولادها ليعبروا من جسر الفشل إلى النجاح ، ولو سألت اي رجل ناجح ما سبب نجاحك لقال على الفور امي هي من شجعتني وآمنت بي ودفعتني لتحقيق الحلم الذي كنت أراه بعيدا .. ومن هنا يقولون “وراء كل رجل عظيم إمرأة ” وغالبا هي أمه معلمته الأولى .
والأم بكل تأكيد هي العمود الفقري لاي أسرة ، وجودها مصدر أمان واحتواء لكل فرد بها ، وتوجد عائلات وأسر عديدة قامت الأم وحدها بتحمل عناء التربية والتعليم لابنائها بعد فقدان الزوج أو الانفصال عنه ، فليس من السهل أن يبتعد الابن أو الابنة عن حضن الأم واحتوائها ، وهو ما تعترف به كل قوانين الأسرة في العالم التي أعطت للأم حق الوصاية على ابنائها فى الصغار حتى مرحلة الشباب ، فهي الأولى والأجدر بالرعاية والحضانة لما تمتلكه من قدرات عاطفية وعقلية لمواجهة هذا التحدي الصعب لحماية ابنائها .
وقد صدق فولتير حينما قال : “المكان الوحيد الذي أستطيع أن اسند رأسي إليه وأنام فيه مرتاحا مطمئنا هو حضن أمي”
من هنا نوجه التحية والتقدير والعرفان لكل إمرأة وأم في هذا الشهر ( مارس) الذي يتم فيه الاحتفال بالمرأة فى كل بلدان العالم ..”كل عام وأنتن بألف خير “


إهداء لامي الغالية سليمه.ف
انتي الرضا والنور وطهر الحياة وطريق مختصر للجنة

زر الذهاب إلى الأعلى