مريم عرجون تكتب :عيــــــــــــــــد المـــــــرأة “خُـــلَّـــة مُواسٍ”
"خُـــلَّـــة مُواسٍ"
كوكبُ مَرْمَرٍ مرفوعٍ يهز العالم بيمينه ويساره يستنير به الكون ، ينْبَثَق العَسْجَدُ و الجوهر البَرَّاق يضَاهي كل الفصول فتُبهرُ بخارِق نور ثغرها الفاتان كل الورى ، قوارير تنضُب العين أمامها و تسرق الوِجْدَان كشّمسِ أَبْلَجَت من وراء سِجَافٍ، خُلَّةُ مُواسٍ هي شفاء لما في الصدور، لم تخلق من ضعف وهوان بل ذَرَأَها لتتحدّى صَوْلَة الجنّ بطشاها، تميل ولا تنكسر كالغصن الأملد خلقت من ضلع أَخَّاذ مُبْهِج و من تَحْتَها صِمَّةٌ، تتحرك ،تتقدم وتتصرف بثقة وفروسية تصنع عباءة تحمي رؤوس أبنائها من عينيها الشَهْلاء الفرحة ترسل نظرات التحدي والإصرار ، غادَةٌ ترسم في الأفق لوحة شموخ وكبرياء مستمرة بعنقها مُشرأَبّ نحو السماء لتؤسس حضارة عدل وسلام من نهديها ، حضارات قديمة سالِفة عاشت المرأة حياة في ظلها بصورةِ لا تكاد أن تتوَارى على الأعين مضطهدة و مختلسة الإرادة مهضومة الحقوق ولازال الصراع قائما حولها في عالم تتعرض فيه للحرمان الإقتصادي والإجتماعي بسبب التمييز ، هذه المُفَارَقَة دافع جعل الإنسان يشيد منظمات دولية تناصرُ عن حقوقها ولن تكون هناك هَيْئَة عالمية إبتناها مخلوق تعطي للمرأة وقارها و حقوقها أَعْظَمُ من نور الله وكتابه المبين الذي نزل بِالْحَقِّ ، تصدى للمظالم التاريخية وعزز من حقوقها وكرامتها كأم زوجة وإبنة، المنحىً العظيم عالَنَ لنا مالا يكاد يعْلن أَقْبَل بالبشرى و النظرة الشاملة في المساواة في عَراقَة النوع البشري برمق الخالق وليس بمُرْمَّقِ الإنسان الذي ينحدر من أصل واحد ، نفس واحدة وحقيقة واحدة وهي الحقيقة الإنسانية في بَيَان القرآن .
الأساس الرباني الذي شكل مٙنهج حياةٍ شاملٍ للبشرية كلّه و مصداقًا لقول النبي -ﷺ ﴿إنَّما النساءُ شقائقُ الرجال﴾ ، و النوع الآدمي خلق إلا بالحق ومن نفس واحدة وما سواها و ذَرَأَ منها زوجها والمرأة هي جزء لا يتجزأ منه، لكن إِتَّسَمَ أحدهما عن الآخر بخصائص عقلية ونفسية في تكوينهما الذاتي وأوجب توزيعا عادلا أكّد شمول الإِنْصاف في الوظائف التي يقوم بها كل منهما في الحياة ولهُنَّ مثل الذي عليهنَّ ولا يظلم ربك أحدا .
كما أن الإسلام أعظم مظاهر التكريم للمرأة واعترف بإنسانيتها كاملة كالرجل وبين يديه عُلِيّا من شأنها ورُفعت مكانتها وأزال الهوان عنها فالحمدُ لله الكبيرِ المتعالِ ، هذه التي خلقها ساعية لها أرجل خلقت رجلا لم تخلق تمشي على أربع ، ساعية ومهمتها أساس التربية وتربية العقيدة فكيف لنا أن نبين مالا يبين حين وصفها رب العالمين في سورة يوسف بالشمس مصدر العقيدة إنها القيادة، و وضعها في أساس التكوين البشري في صلاحه وفساده فالصَّالِحاتُ قانتاتٌ حافظاتٌ ، وجعلها ثوب الرجل فقال له فثيابك فطهر ،هي النواة إذا في بناء المجتمع الذي يقوم على القيم والخلق الرفيع ، كما اِحْتَفَى القرآن الكريم بها وقدر شخصها وعطاءاتِها و قدم نماذج نسائية رائدة خلدهم الإسلام ضرب الله بهنّ مثلاً للذين آمنو ، إمرأة فرعون ومريم إبنة عمران وبلقيس حكيمة قومها وأم المؤمنين التي كانت كمال الدين مع الرسول عليه الصلاة والسلام.
هاته التي لُجت القلوب تهزك، تبعثرك وتٙخرجُ من ثُقبِ العروق و من عمق الأعماق لا رَيْب أن المُطَارَحَة عن مَنْزِلَتها وحقوقها في الإسلام كثير وكبير جداً لأني لا أخصِص يوم عيد لها فيكفي عند قدمي من حملتني وهنا على وهن تكون الجنة فهي كل يوم عيدي.