تيك توك تلتف على حظر آبل لتعقب مستخدمي آيفون
تختبر بعض أكبر شركات التكنولوجيا في الصين، بما في ذلك “بايت دانس” (ByteDance) و”تينسينت” (Tencent)، أداة مدعومة من الدولة لتجاوز قواعد الخصوصية الجديدة لشركة “آبل” (Apple) ومواصلة تتبع مستخدمي “آيفون” (iPhone) بدون موافقتهم؛ لتقديم الإعلانات المستهدفة لهم.
ومن المتوقع أن تقوم آبل في الأسابيع المقبلة بطرح التغييرات التي أعلنت عنها في يونيو/حزيران الماضي على أجهزة آيفون، التي تقول إنها ستمنح المستخدمين مزيدا من الخصوصية. حتى الآن، تمكنت التطبيقات من الاعتماد على نظام “آي دي إف إيه” (IDFA) من آبل لمعرفة من ينقر على الإعلانات والتطبيقات التي يتم تنزيلها.
في المستقبل، سيتعين عليهم طلب الإذن لجمع بيانات التتبع، وهو تغيير من المتوقع أن يتسبب بخسارة مليارات الدولارات في صناعة الإعلان عبر الإنترنت، وقد حارب “فيسبوك” (Facebook) من قبل هذا التوجه، حيث من المتوقع أن يرفض معظم المستخدمين تتبعهم.
وأطلقت جمعية الإعلان الصينية المدعومة من الدولة، والتي تضم ألفي عضو، طريقة جديدة لتتبع وتحديد مستخدمي آيفون تسمى “سي إيه آي دي” (CAID)، والتي يتم اختبارها على نطاق واسع من شركات التكنولوجيا والمعلنين في البلاد.
وأشارت بايت دانس، مالك تطبيق الفيديو الاجتماعي “تيك توك” (TikTok)، إلى “سي إيه آي دي” في دليل مؤلف من 11 صفحة لمطوري التطبيقات حصلت عليه “فينانشال تايمز” (Financial Times)؛ مما يشير إلى أن المعلنين “يمكنهم استخدام سي إيه آي دي كبديل إذا قامت آبل بحظر نظام آي دي إف إيه الخاص بالمستخدم” بهذه الطريقة سوف يستطيع المعلنون معرفة من ينقر على الإعلانات بدون أن يخرقوا شروط آبل.
هناك العديد من الجهود جارية للالتفاف على قواعد آبل؛ لكن “سي إيه آي دي” هو التحدي الأكبر لهم حتى الآن، ونفت شركة آبل أنها ستمنح أي استثناءات في خطوة تمهد الطريق لمواجهة كبيرة.
وقالت الشركة في بيان “تنطبق شروط وإرشادات متجر التطبيقات بالتساوي على جميع المطورين في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك شركة آبل”، وأضافت “نعتقد بشدة أنه يجب أن يُطلب من المستخدمين الحصول على إذنهم قبل أن يتم تعقبهم، سيتم رفض التطبيقات التي يتبين أنها تتجاهل اختيار المستخدم”.
وقال مصدر مطلع على الموقف إن آبل ستكون قادرة على اكتشاف التطبيقات، التي تستخدم الأداة الجديدة، وحظرها من متجر التطبيقات في الصين إذا أرادت ذلك.
لكن زاك إدواردز، مؤسس شركة “فيكتوري ميديوم” (Victory Medium) للاستشارات التقنية، قال “لا يمكنهم حظر كل تطبيق في الصين. إذا فعلوا ذلك، فسيؤدي ذلك بشكل فعال إلى سلسلة من الإجراءات، التي من شأنها طرد شركة آبل من الصين”.
وقال 3 أشخاص مطلعون إن الشركة التي تتخذ من كوبرتينو في كاليفورنيا مقرا لها ستكون حذرة من اتخاذ إجراءات قوية، على الرغم من الانتهاك الواضح لقواعدها المعلنة، إذا حظيت “سي إيه آي دي” بدعم عمالقة التكنولوجيا في الصين، وكذلك حكومتها.اعلان
ويقترح ريتش بيشوب، الرئيس التنفيذي لشركة “آبل الصين” (AppInChina)، الناشر الرائد للبرامج الدولية في الصين، أن شركة آبل قد “تستثني الصين”؛ لأن شركات التكنولوجيا والحكومة “متوائمتان بشكل وثيق”.
وفي الوقت نفسه، اقترح يانغ كونجان، الرئيس التنفيذي لشركة “ديجيتال يونيون” (Digital Union)، وهي شركة خصوصية بيانات مقرها بكين، أن “سي إيه آي دي” قد تم تصميمه للالتفاف على قواعد آبل؛ لأن طرق التتبع الخاصة به قد لا تحدد هوية المستخدم “بشكل فريد”. وقال يانغ “هذه هي الخدعة التي ترتكز عليها”، مشيرا إلى أن هذه المنطقة الرمادية كانت مقصودة.
كان “سي إيه آي دي” في مرحلة تجريبية مجانية لشركات مختارة في الأشهر الأخيرة، وقال شخصان تم إطلاعهما على المشكلة إن شركة آبل على دراية بالأداة، ويبدو أنها غضت الطرف حتى الآن عن استخدامها.
النظام مخصص للاستخدام من مطوري التطبيقات المحليين في الصين لكن تم تشجيع مجموعة ألعاب فرنسية واحدة على الأقل على استخدامه، وتقدم العديد من شركات الإعلان الأجنبية بالفعل نيابة عن أقسامها الصينية، حسبما قال شخصان مطلعان على الأمر، ومن المقرر أن يتم إطلاق “سي إيه آي دي” علنا في أقرب وقت هذا الأسبوع.
وقالت دينا سرينيفاسان، باحثة مكافحة الاحتكار في الولايات المتحدة، إن القضية سلطت الضوء على كيف أن سياسات آبل وحدها لا تستطيع حل مشكلات الخصوصية الصارخة.
(مواقع إلكترونية)