مريم عرجون تكتب : سوهاج سراج في بحار الظلام
بقلم الكاتبة الجزائرية – مريم عرجون
سوهاج قديسة النيل سرها المَهِيب في هيامها ثُمَالَ ، سراج في بحار الظلام يَهربُ الحبُ مذعوراً من زحام شوارعها و سخام الأحياء الخائفة ليحتمي بمزارع نجلت بالقصب السكر التي تبخترت جذورها على طول صحرائها فتبكي وتحتضن أبنائها بجرح يستنزف الإيمان واليقين حكاية ترتسم بلمعة العيون تتدثر بنيلها الزاهي الطويل الذي أوغل في الأعماق سحابة مختنقة في سيل تقطر دماً ووجعاً وبكاءً وبقايا أجساد كسيرة متخاذلة مهمومة، ألجمها الألم فتذوي كاللهب نَشِيج مزمار يعزف سنفونية يائسة يموت صداها على تضاريس سكة متصدعة كُظِمَت في ميدان قلب سوهاج الظوامى ، تخضبت بأوجاع مقادير الخلائق المقدرة من الله واراها وبعثرها في دنيا مطبوعة على المحن والأنكاد زاخِرة تفضي بالأهوال والخراب و ما لبثت من الخرائب في قدح الضياء إلا دمعة النفوس نبشت قبورها المركومة ، أرواحاً أنعمت بالبلاء فأقبلت إلى الله عرجاً ليقيمها، قصدته الجراح ليبرأها بحنانه و وَافَى بابه النفوس الكسيرة ترجو لطفه ، سمِع اللّٰهُ لِمَن بهِ ألماً وجاد عليهم بكرمه رحمة يلتم بها شتاهم ويصطفيهم لجنة الخلد،
ونحن تَصَبَّبَ منا القلم البليغ فتلبستنا نزعة القصائد لنبكي حبا وحزنا و تضامنا و سـلامٌ من الرحمن عليكُم ورحماتٌ تغشاكم أينما كُنتم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.