أسرار النجاح والفشل
بقلم – أحمد غربية
النّجاح هو ضرورة من ضرورات الحياة الأساسيّة التي جُبلت النفس البشريّة على حبّها وبذل الأسباب للوصول إلى القمّة، فالمرء دومًا ما يحبّ أن يكون ناجحًا في حياته الخاصّة والعامّة والزوجيّة والأبويّة وفي علمه وعمله ونحو ذلك، فالوصول إلى النجاح في تلك الأمور يدفع النّفس إلى السموّ بذاتها عن الآخرين والتميّز بخصائص فريدة تساعدها بالمضيّ قدمًا، ومن الأسرار التي تجعل المرء ناجحًا هو الصدق والإخلاص والحبّ في العمل أو العلم وغيرهما، والاجتهاد والمثابرة والعزيمة والإصرار حتّى الوصول إلى الهدف الأسمى ألا وهو النجاح، ولكن هل يعنى الفشل ان النجاح بعيد ، أم انه خطوة على درب النجاح
التعريف بالفشل والخوض فيه قد يدفع المرء إلى التفكير بالأمور السلبيّة والسوداوية التي قد تواجه المرء في حياته الشخصيّة، ولكنّ ما سيتم تسلّيط الضوء عليه هو الفشل بطريقة مُختلفة وإيجابيّة، وذلك باعتباره خطوة مهمّة في الصّعود على سلّم النجاح، وعلى ذلك سيتمّ تعريف الفشل والإخفاق على أنّه تجربة مهمّة وخارطة فريدة لإيجاد الكنز الدفين المعروف بالنّجاح، والتي تتطلّب الكثير من العمل والمثابرة والاجتهاد للوصول إلى الهدف المنشود، فمن أخطأ في قراراته أو أعماله فقد أشعل الشرارة التي ستضيئ له الدرب ليبتعد عن طريق الفشل
والخطأ ما هو إلّا طبعٌ من طباع النفس البشريّة التي جُبل عليها، ولكنّه هو أن تحطّ همّة المرء إذا وقع في الخطأ أوّل مرّة، فيما النجاح يتطلّب الوقوع بالعديد من الأخطاء للاستفادة منها في الوصول إلى الهدف المنشود، وتكرار الخطأ يدلّ على الشجاعة والصدق في الطلب، وكما هو معروف عن توماس إديسون مخترع المصباح الكهربائي الذي لم يعرف النجاح في اختراعه إلّا بعد 100 محاولة و99 تجربة لم يدعوها أبدًا بالتجارب الفاشلة، ولكنّه دعاها بالتجارب التي لم تنجح، كما الحال مع العالم الذي اكتشف العلاج لمرض الزُّهريّ والذي أطلق عليه اسم 606، وجاء السبب في التسمية نسبةً إلى عدد المحاولات التي كرّرها هذا العالم لاكتشاف الدواء المناسب للمرض، وهو حال الكثير من العلماء كآينشتاين صاحب النظريّات في علم الفيزياء والذي وصلت محاولاته الخاطئة إلى 99%