كشفت دراسة جديدة عن فيتامين له تأثير كبير على ما وصف بـ”ليونة” الدماغ ووظائفه العامة، الأمر الذي يعزز قدرة الذاكرة بشكل كبير ويساعد الإنسان على حفظ وتذكر المعلومات.
يمتلك الدماغ قدرة هائلة على التكيف مع بيئته، وتُعرف هذه القدرة على التعلم المستمر وتكوين ذكريات وحفظها وتذكرها باسم “المرونة أو اللدونة الدماغية”.
وتعتبر التغييرات التي تطرأ على بنية ووظيفة نقاط الاشتباك العصبي، وهي نقاط الاتصال بين الخلايا العصبية حيث يحدث الاتصال واحدة من أهم الآليات التي تلعب دورا محوريا في مرونة الدماغ.
تحدث مواقع الاتصال المشبكي هذه من خلال نتوءات مجهرية على فروع الخلايا العصبية، تسمى العمود الفقري التغصني، والعمود الفقري الشجيري الديناميكي، وهي عبارة عن مشابك تغير شكلها وحجمها استجابة للمنبهات.
وقام علماء في بحث جديد نشر في مجلة ” eLife” العلمية، شارك فيها علماء من قسم التشريح العصبي في معهد التشريح وبيولوجيا الخلية بكلية الطب مع قسم جراحة المخ والأعصاب والمركز الطبي وكلية الطب في جامعة فرايبورغ الألمانية باستئصال قطعة بشرية من القشرة الدماغية محضرة من عمليات استئصال جراحية عصبية ومعالجتها بمحلول من مشتق فيتامين “أ” وهو حمض الريتينويك الشامل لمدة 6-10 ساعات.
واستخدم العلماء مجموعة متنوعة من التقنيات، بما في ذلك تسجيلات مشبك التصحيح بهدف قياس وظيفة الخلايا العصبية بالإضافة إلى أنواع مختلفة من الفحص المجهري لتقييم التغيرات الهيكلية في (العمود الفقري الشجيري).
أظهرت هذه التجارب أن المشتق عزز اللدونة المشبكية في القشرة البشرية البالغة على وجه التحديد، وزاد حجم العمود الفقري الشجيري وعزز قدرته على نقل الإشارات.
بالإضافة إلى ذلك وجد العلماء أن عضية جهاز العمود الفقري (وهي بنية موجودة في بعض الفقرات الشجيرية) كانت هدفًا لمشتق فيتامين “أ” وعزز اللدونة المشبكية بشكل كبير.
تعمل هذه النتائج على تعزيز فهم المسارات التي تؤثر من خلالها الدماغية والتي قد تساعد في تطوير استراتيجيات علاجية جديدة لأمراض الدماغ بشكل عام، وتساهم النتائج في تحديد الآليات الرئيسية للدونة التشابك العصبي في دماغ الإنسان البالغ.
وتعزز اللدونة تنشيط عدد الاتصالات الموجودة بين الخلايا العصبية الدماغية وتعزز سريان المعلومات والبيانات بينها، الأمر الذي يرفع كفاءتها وقدرتها ووظائفها المختلفة مثل التعلم والذاكرة والاستجابة والإدراك.