مقالات

بيت الأشباح والنهاية

بقلم – محمد منير

في الصيف الماضي تعرض ابي الي وعكة صحية ادخلته الي العناية المركزة لمدة عشرة أيام كانت هذه المرة الاولي في حياتي التي ادخل فيها هذا المكان الذي يشبه ساحه انتظار لحظة النهاية الأخيرة في حياة كل إنسان كل شي كان لونه ابيض داخل الغرفة الجدران والسراير وملابس الممرضات الا شبح الموت الذي كان يخيم علي المكان ولكن صوت الأجهزة كان مزعجا ومخيفا بالكاد تسمعه وسط صرخات والأم المرضي خط متعرج يظهر علي الشاشة باللون الأخضر وعندما يستقيم هذا الخط يتحول المكان الي ساحة قتال بين الطاقم الطبي لينقذوا اخر أنفاس هذا المريض

كنت اتابع الخطوط وانا جالس بجوار ابي واقول لنفسي من القادم ففي غالب الأمر لا يدخل هذا المكان الي الحالات المتأخرة فأنت بالمكان الأقرب الي ملك الموت تشعر وكأنك ضيف في بيته كانت لا تمر ليلة او اثنين علي الأكثر الا ويشرفنا بالزيارة فينفذ امر الله ولا يخبرنا بقدومه الا صوت الجهاز المعلق علي صدر المريض المستسلم لقضاء الله وخط مستقيم وبعض محاولات الطبيب المقيم داخل العناية

كانت علاقتي بالطبيب المعالج لأبي تسمح لي أن أكون متواجد علي مدار اليوم فأصبحت علي دراية بكل وافد جديد قادم علي سرير متحرك ليحجز له مكان في بيت الأشباح ريما تعلم متي تدخل ولكن من الصعب أن تتوقع خروجك الي عالم الدنيا ام الي الرحلة الأبدية الي عالم جميعا نجهله ونخاف حتي من سيرته وكان اهل المرضي ينتظرون بالخارج كل يوم ينتظرون الطبيب ان يقول عبارته الشهيرة (شد حيلكم ياجماعه البقاء لله وحده) يصدر بعدها صراخ وعويل وبعض الكلام الذي يتحدث عن وقت الدفن ومتي نصلي عليه.. فكنت اتسائل لماذا نخاف لقاء الخالق؟ لماذا كل هذة الرهبه؟
الأسئلة معلومة لدي العامة من ربك وما دينك وماذا تقول في الرجل الذي ارسل فيكم؟
ولكن الاعداد للإجابة هو الأصعب المجهول هو المخيف ترك الدنيا المبهرة والنزول في حفرة ضيقة هو الأمر الأصعب.. ولكن الطمع في رحمة الله وغفرانه وكرمه هو السكينه والسلام الذي يملئ كل قلب مؤمن موحد بالله.. اجل الله اتي لا محالة فهو الحقيقة الوحيدة في هذا العالم اننا سوف نرحل يوما ما لا أحد يبقي علي ظهر هذه الدنيا الفانية حتي ملك الموت نفسة هذا الاسم المرعب الذي يفجع القلوب سوف يرحل معنا حتي يبقي الملك ينادي لمن الملك اليوم فالصمت يخيم علي السموات والأرض لا حياة ولا زرع ولا بشر ولا جن ولا ملائكة فيجيب الخالق لله الواحد القهار.. فاللهم رحمة علي قلوبنا وسكينه عند الوداع وشهاده عند النهاية،

زر الذهاب إلى الأعلى