الواجهة الرئيسيةفن وثقافةمختارات

د. جمال شقرة ل (نمبر1 نيوز) : المصريون عبر التاريخ ليسوا كسالى .. فهم أمة تحب البناء وتعشق التحدي

الإحتفالية رائعة .. والشباب المصري أبدع بعشقه للتحدي

الحدث أنعش ذاكرة الأمة لإدراك عظمة التاريخ المصري القديم .. وبراعة الملوك الأبطال   

حوار – إيهاب شعبان

موكب المومياوات الملكية لم يكن احتفالا عاديا ، بل كان حدثا تاريخيا ، استحوذ على اهتمام كل شعوب العالم ، حيث تابعه الجميع بإنبهار شديد ،  وهو أمر جعل جميع المصريين يشعرون بالفخر والزهو بأن لهم تاريخ عظيم ومستقبل يحترم هذا الماضي الذهبى .. وقد جاء الموكب بنقل 22 من مومياوات ملوك وملكات مصر رائعا من كافة الوجوه ، وأحسن القائمون عليه فى إخراجه بإبداع مدهش ، وكانت تعليقات الصحف  ووكالات الانباء العالمية تشيد بالحدث وتنظيمه ، كذلك أبدى كل المصريين اعجابهم اللامحدود بالاحتفالية وعبروا عن ذلك بواسطة مواقع التواصل الاجتماعي حتى صار ( مصر تبهر العالم) هاشتاج دائم عل تويتر لمدة يومين متتاليين .

حول هذا الحدث الفريد حرصت “نمبر 1 نيوز” على معرفة رأى وانطباع الدكتور النابغة جمال شقرة استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس والحاصل على جائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية ، وهو أحد أبرز المثقفين فى مصر وأكثرهم علما وتواضعا .

فى البداية يقول د. جمال شقرة : الحدث جاء فى وقت مناسب للغاية لإنعاش ذاكرة الأمة ليعرف شباب مصر بعض التفاصيل المهمة عن نضال رموزنا عبر العصور من خلال سرد التاريخ سواء القديم أو الحديث أو المعاصر ،و مشهد احتفالية الموكب تم إخراجه بإبهار شديد وبإعداد جيد وبتخطيط على أعلى مستوى حتى خرج إلى النور بهذا الشكل العظيم، وجاء الحدث ليرد على التشويه المنتشر عبر السوشيال ميديا بتصوير أثار مصر العظيمة على أنها مجرد حجارة مع التقليل من أهميتها وشأنها مثل تمثال أبو الهول مثلا .

يضيف عاشق التاريخ د. جمال شقرة : هذا الحدث جاء ليستدعى التاريخ ويحي ذكرى الموتي من القدامي الأبطال ، ويذكر الشباب بأن هذا البلد له تاريخ عظيم يجب الاهتمام به ، فالأمة التى تتجاهل تاريخها ولا تهتم بتعليمه ستعيش اخطائها مرة ثانية  دون فائدة .

ويقول أستاذ التاريخ : كان شيئا عظيما أن يرى العالم وشبابنا هذه التوابيت التى صنعت منذ3500 سنة وهى تخرج أمامهم، الأمر الذى جعل الجميع يقرأ ويتعرف على سيرة هؤلاء الملوك العظام ، ومنهم مثلا رمسيس الثانى الذى كان قائدا عظيما اهتم بالأمن القومي المصري والأمن المائى بالنيل والبحار كذلك ، وهو من حارب العصابات السيناوية ( العصابات التى كانت تهاجم مصر من سيناء) فقد ذهب إليهم وحاربهم وانتصر عليهم ، وأيضا ذهب إلى منابع النيل لتأمين وصول المياه إلى مصر وأمن المياه لشعبه ولم يجرؤ أحد على مهاجمة نيل مصر العظيم .

بالتأكيد – والكلام على لسان د. جمال شقرة – استعادة الذاكرة وقراءة هذا التاريخ القديم يجعل شبابنا يدرك أن المصريين عبر التاريخ ليسوا كسالى ، فهم أمة تحب البناء وتعشق التحدي مثلما واجهوا الغزاة وتحدوا الفيضانات وأمنوا بالتوحيد مبكرا ، وعندما أمنوا بالحاكم الأله أخلصوا له وبنوا له الأهرامات ، والتاريخ يقول أن بناة الأهرام تحدوا كل الصعوبات وبنوا بحب ماصنعوه وهم مصريين بلاشك وليس كما يدعى البعض بان غيرنا من بنى هذه الاهرامات العظيمة .

ويقول د. جمال شقرة : أتابع مايدور على “السوشيال ميديا” ، واعجبني أن الشباب المصري هو من رسم بعقله ويده كل ماشاهدناه من إبهار خلال العرض ، وهم من صنع شكل العربات التى حملت الملوك والمملكات إلى متحف الحضارة ، وحرصوا على وجود غاز النتروجين للحفاظ على هذه التوابيت ، فضلا عن الأعمال الأخرى .. وهذا يدل مجددا على أن الشباب المصري قادر على الانجاز والإبداع مثل جدوده الذين بنوا الأهرامات وطردو الهكسوس وقاموا بعمارة الارض بحضارة عظيمة ، والانسان المصري جبل على حب التحديات ، ويبدو اننا نحمل جينات فريدة من نوعها فى حب التحدي والإيثار وإنكار الذات و (الجدعنة) من قديم الزمان .. نحن حقا شعب له شخصية مختلفة عن الأخرين .

تعريف الشخصية / د. جمال شقرة استاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة عين شمس والحاصل على جائزة الدولة للتفوق فى العلوم الاجتماعية

زر الذهاب إلى الأعلى