مريم عرجون تكتب : علم مسطور في جوف الجنان
بقلم – الكاتبة الجزائرية مريم عرجون
فوق الجبين علم مبثوث وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيم و في جوف الجِنان يرتقي الإنسان ويعلو ببحر لا نهاية له ، شد الرحال له إبن آدم و إحتواه القرآن الكريم والسنة النبوية فأقام و زَجا الحياة ربطها برباط وثيق بين الدين والعلم و رفع شأنها ورقيها للتقدم والنهوض بالبشرية، ومن كرم الله تعال كتب مقادير كل شيء و علم الإنسان مالم يعلم فشرفه وكرمه بالعلم و أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ.
نسْتَظَلَّ بِدَّوْحَةِ ركائز الإيمان ذلك العلم الذي أقيم بالقسط حيث تحتفل به العديد من دول العالم إنه إِثْبَات يُبيّن سعي القلوب لإِكْتَنَافَ القيادة بيوم العلم الرَّجْرَاجُ في جميع المحافل الذي يصاول عَنَانُ السَّمَاءِ ككتاب مسطور، كتاب وضع العلم في أولويات كل تلك الحضارات القديمة الإنسانية التي عرفتها البشرية ، إمتلكت العزيمة والقوة كالحضارة الفرعونية والفينيقية والرومانية وغيرها حيث كان العماد الأساسي الذي أسهم في بناء أمّتهم و حضارات ليس لها أي مُنَاظِر الآن، ولنا في الْأَوَّلينَ من المسلمين الحِكْمَة والعِظَة من العلم درجات ، و اذِّكارًا للتاريخ و احْتِفَاءً بالعلم والفكر لقد رَسَّخَت دولتنا هذه الذكرى 16 من شهر أبريل ومُصَادَفَةً لوفاة الشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس رجل من رجال الإصلاح في الوطن العربي ورمز النهضة الإسلامية والنهضة الجزائرية المباركة ومؤسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أسكنه الله فسيح جناته.
الذي كان ينافح بعروبته العريقة وأمازيغيته الأصيلة و بمعاني الوطنية السامية، من الحضارة الراقية التي شهدتها مختلف ربوع بلادنا الواسعة فزعزعت فصاحته البالغة ومواهبه الجمة بنشر رسالة العلم في الفضاء الجزائري الذي تعرض لهمجية و ظلامية الاستعمار التي انتهجت سياسة التجهيل ، رسالة صقلت البناء الثقافي والحضاري في الجزائر رسالة الأصالة و الهوية أبلت بلاء حسنا وإنتشلت الشعب الجزائري من غياهب الجهل و ساهمت في استنهاض الهمة و الثورة النوفمبرية الجليلة ،فبقيت في الصميم الشعب الجزائري السني عزة وكرامة وهذا جهد لا يستهان به إنه اجلالا لعقيدة نسجت على منوال كبيرو سليم ونحن شواهد العصر لهؤلاءِ الأفْذَاذِ الذين إسْتَلْهِمنا منهم رُوحَ العَمَلِ والمعرفة ومبدأ الإخلاص و اكراما للعلم وأهل العلم الذين إحترموا العلم وحملوه سِرَاجا و نبراسا للوطن ومجده علينا جميعا أن تنَشَبَّث بهذه المبادئ جَلِيلة القَدْر وأن نتسلح بالعلم النافع خالصا لوجه رَبِّ وسع علمه كُلَّ شَيْءٍ عِلْمً.