مريم عرجون تكتب : مخالب الغربة إِنْدِثارا للأصول
بقلم الكاتبة الجزائرية مريم عرجون
مخالب الغربة وشاح نزاهة الغَابْ كُتبت بحبْرِ الطَّحالبِ لعقول خُلقت تئنّ سجينة في ساعة الإرتحال ،ساعة تأكل الأعمار ولا تشبع إنها مضيّعة الأصول ونزيف أوطان لعقول نيرة فنية علمية، وطاقات ماهرة ، أَبْرَأَت بذلك فجوات كبيرة يصعب ردمها ليصبح الوطن فارغا من دعائم نهضته ، طرق مطوقة و سنة سارت عند الّأنبياء وتيرة آلت ألا تفارق ،آخذة بالإتساع هي مأساة الزمن الرديء وأزمة العصر مهرباً متنفساً ومناخاً أرحب لتحقيق الذات بل و مَفَر من النِزَاع ضد الطبيعة و من صراعات البشر بين أنفسهم الذين لا يبصرون إلا خرابا فإحتضنتهم الأنانية وقصر النظر والسطحية بالتفكير ليبقى المستعبدون وحدهم يسيطر القوي فيهم على الضعيف الذي خاض تجربة الأبعاد والنفي والتهجير و الإغتراب كالأوصاب التي نهشت الأنبياء والرسل ،الدعاة ،قادة الثورات ،المنظمات وأصحاب المواقف الوطنية نبتْ بهم تلك الأرض فهربوا من الأنظمة المستبدة و العنصرية التي جعلتهم صيداً في المخاليب لم تعترف بهم ككائن بشري له كرامته وإحترامه و ألغت العقل وأنهت ابسط حقوق الإنسان ، حقوق عجنها من الصقيع و الرماد البارد ، التعب، الجوع، البطالة، الوحدة، النوم على الحدود، الملاحقة، الرجوع من المطارات، والأقدام العارية التي إرتدت أحجار الطرق و البعد عن الوطن و على نار اللجوء، وضعوا غذاء فوق مائدة الوطن لكل الغرباء السائِلين لزاد الحرية والفكر النَقِيّ إنها الطامة الكبرى للوحشة والغربة لأوطان كالفردوس تمشي في شهوة الفوضى مثل جسد الطري الرمادي لا يقبل الترميم لتاريخ متراص أَضَلَّه الوضوح أمطر حبا وسلام أبتهلت خطاه لصوت لا يسمع مع كل شمس متجددة قطعت جذور أجياله و ودج شظايا.