د. طارق الأدور يكتب : اتحاد الكرة في مرمى النيران

بقلم د. طارق الأدور
لم يكن الإتحاد المصري لكرة القدم هدفا لنيران التعصب مثلما أصبح في الفترة الأخيرة بسبب القصور في تنفيذ اللوائح.
يكاد لا يمر يوم دون أن تشتعل فيه الأزمة ضد اتحاد الكرة من كل الأطراف بعد أن كانت النيران من قبل تأتي من الأهلي والزمالك فقط بسبب سياسة التوازنات التي يسير عليها اتحاد الكرة في تاريخه بعيدا عن التطبيق الحقيقي للوائح.
وكثيرا ما كتبت عن تلك الظاهرة التي أصبحت تاريخية ولا تتوقف وقلت أن الحل فيها ان يأتي اليوم الذي نرى فيه لوائح ثابتة تطبق بحزم على الجميع ولا تنكسر أمام الشعبية أو الصوت العالي أو مبدأ تطبيقها على الضعيف فقط وإيجاد المخرج لها أمام الكبار.
وطويلا كانت الانتخابات هي السبب الحقيقي للخروج عن التطبيق الصارم للوائح لأنه جرت العادة على أن يكون هناك تسديد للفواتير الانتخابية بعيدا عن اللوائح. فلو هبط مثلا ناد كبير، سريعا تأتي المبررات من أجل إلغاء الهبوط وزيادة عدد الفرق من أجل إرضاء الهابطين والتاريخ شاهد على أكثر من 10 مرات تم خلالها إلغاء الهبوط وزيادة عدد الفرق أو التحول إلى دوري المجموعتين حتى لا تهبط أندية عديدة مثل الإتحاد والأوليمبي وغيرها.
ولو انسحب فريق من الكبار وبخاصة لو كان الأهلي أو الزمالك فإنسي ان تطبق اللوائح بصرامة رغم أنها موجودة وبوضوح في كل اللوائح ولكنها لم تطبق ولو لمرة واحدة كما حدث مع يوفنتوس في إيطاليا أو مارسيليا في فرنسا.
وكنت أمني النفس بأن يأتي اتحاد معين رغم عدم اقتناعي بمبدأ التعيين يطبق اللوائح بصرامة لأنه لم يأت من خلال انتخابات وبالتالي فلن توجد فواتير انتخابية ولكن خاب ظني لأن الإتحاد المعين برئاسة عمرو الجنايني ومن بعده مجاهد كانوا أكثر ضراوة في كسر اللوائح وإنتهاك القوانين من سابقيهم.
انظروا كم المشاكل الذي يوضع على مائدة اتحاد الكرة يوميا بسبب القصور في تطبيق اللوائح وغضب هذا أو ذاك وبالتالي لا يوجد وقت أمام إتحاد الكرة لبحث إستراتيجيات التطوير ودراسة إستراتيجيات جديدة لتطوير المسابقات لأنه يعيش اغلب الوقت في رحلة البحث عن المبررات لقراراته.
في الفترة الأخيرة ثار الغضب ضد اتحاد الكرة بسبب تراجعه المستمر في وضع أجندة ثابتة للمباريات رغم أنه أبلغ الأندية مرارا بأن استكمال المسابقات الذي طالب به الجميع يتطلب أجندة مضغوطة للانتهاء المبكر من المسابقات المحلية قبل الموسم الكبيس القادم الذي يشهد المشاركة في تصفيات كأس العالم ونهائيات كأس الأمم الأفريقية في الكاميرون وحاول الضغط على الأندية كي توافق على اللعب خلال الدورة الأولمبية بدون لاعبي المنتخب الأوليمبي حتى نستغل أكثر من شهر في هذا التوقف ورفض الجميع ثم عاد الأهلي ووافق وتأجلت المباريات.
ثم جاءت الأزمة الأخيرة في مشاركة سيف جعفر في المباراة الأخيرة بعد انتهاء الإيقاف بسبب واقعة مباراة الشباب بين الأهلي والزمالك والتي تقرر إقامة مباراة فاصلة بينهما فيها بعد أن فشل في التفسير الصحيح للوائح في حال تساوي النقاط وفي النهاية تسير الأمور بالترضية بين الجميع؟
أقولها للمرة الألف لا سبيل تطوير مسابقاتنا إلا بتطوير اللوائح وتنفيذها بصرامة وأتمنى أن يأتي اليوم الذي أرى فيه بعيني هذا الأمر قبل ان ينقضي عمرى
adwar10@hotmail.com
( نقلا عن الجمهورية)