مقالات

د. طارق الأدور يكتب : الآلة الإعلامية للأهلي والزمالك

بجانب ما يفعله اتحاد الكرة من تضارب في القرارات وعدم انتظام اجندة المباريات والتعديلات الكثيرة والمستمرة في المواعيد التي كادت أن تصل إلى 5 تعديلات شهريا على مدى الفترة الأخيرة، فإنني ألقي باللوم أيضا على الأندية التي تواصل بآلاتها الإعلامية الضغط على اتحاد الكرة لعدم قبول أي قرارات، وأخص بالذكر ناديي القمة الأهلي والزمالك اللذين يرفضان أي قرار يصدر من اتحاد الكرة حتى لو كان بسبب ضيق الوقت او تضارب الارتباطات المحلية والدولية مما يجعل اتخاذ أي قرار مهما كان مرفوضا من القطبين حتى لو لم يتواجد البديل.
وأود ان أذكر هنا الموقف المعقد لبطولة الدوري جراء تأخر الأهلي بست مباريات عن باقي الفرق وأخص بالذكر الزمالك المنافس التقليدي حيث لم يعد هناك بديلا عن الأجندة المضغوطة لاستكمال الدوري قبل مطلع سبتمبر القادم ولكن كيف والمتبقي للأهلي 15 مباراة على نهاية المسابقة بينما المتبقي للزمالك 9 مباريات فقط.
في هذا التوقيت طلب الزمالك أن ينتهي الأهلي من مؤجلاته أولا قبل ان يستأنف مبارياته وهو مطلب عادل حفاظا على تكافؤ الفرص فيما تبقى من المسابقة، ولكن كيف يتم ذلك والأهلي مقبل على الدور قبل النهائي لدوري أبطال أفريقيا امام الترجي ثم النهائي إذا وفق في تجاوز تلك العقبة، أي أن الأهلي عليه ان يلعب 9 مباريات قبل ان يستأنف الزمالك اللعب وهي فترة تعني أن الزمالك سيتوقف عن اللعب قرابة 40 يوما وهو أمر سلبي على تجهيز الفريق والأحمال البدنية، فقرر اتحاد الكرة أن يستمر الزمالك في اللعب لثلاث مباريات قادمة وبفواصل كبيرة ثم يتوقف عن اللعب 32 يوما كمطلبه حتى يكمل الأهلي مؤجلاته وينهي ارتباطاته الإفريقية ، ولكن ماذا حدث ؟؟؟
الأهلي رفض الجدول المعدل لأنه سيلعب 5 مباريات بدون لاعبيه الخمسة في المنتخب الأوليمبي بدلا من مباراتين كما إتفق مسبقا مع إتحاد الكرة، والزمالك أيضا رفض الجدول لأنه سيمنحه راحة طويلة خلال المباريات رغم أنه من طالب بأن يلعب الأهلي مؤجلاته أولا، وفي النهاية وكالمعتاد لم يرضى أحد عما فعلته اللجنة الثلاثية.
كل فريق بدأ يعمل بآلته الإعلامية من أجل التعديل ، الأهلي يطالب بلعب مباراتين فقط خلال التوقف الخاص بالمشاركة في الدورة الأولمبية كما وافق من قبل، والزمالك لا يريد أن يتوقف عن اللعب لفترة طويلة قد تؤثر على الأحمال البدنية الخاصة باللاعبين، وفي النهاية الخاسر الأكبر هي الكرة المصرية المقبلة على تصفيات كأس العالم في شهر سبتمبر القادم وقد تلعب بعد أيام من انتهاء جدول المسابقة المضغوط والمرهق.
الإعلام توقف عن دوره الحقيقي في النقد واختيار الأصلح للكرة المصرية لينقسم إلى فريقين كل منهما يدافع عن فريقه في الصح والغلط.
أرى أن ما حدث من اضطراب وضعف للاتحاد أمام الأندية وسطوتها يجب أن يتوقف الآن ويجب أن يرضى الجميع بالجدول بإيجابيات وسلبياته حتى ننتهي من هذا الموسم الكبيس ثم لننظر مرة أخرى بعين ثاقبة على موسم آخر كبيس هو الموسم القادم على أن نبدأه وننهيه بأجندة ثابتة ومحددة لا تتغير تحت أي ظروف كما يحدث في أوروبا، وأتمنى ألا أستيقظ كالمعتاد على أن إقامة الدوري المصري بأجندة ثابتة ومحددة ما هو إلا حلم، علي أن استيقظ منه سريعا على الواقع الأليم الذي نعيشه منذ سنوات.
adwar10@hotmail.com

(الجمهورية)

زر الذهاب إلى الأعلى