ركن القراء والمواهب والمناسبات

قصة قصيرة من منة أمير : “لا تيأس حتى العشرين”

أذكر ذلك اليوم اللى كنت أسير فيه على شاطئ الإسكندرية فى إمتزاج تام مع مشهد الغروب الرائع .. وفجأة قطع استمتاعى ورقة مطوية دقت رأسى وكأنها هبطت علىّ من السماء ، من الواضح أن الهواء كان يحاول توصيلها إلى صاحبها لكن أخطأ وارسلها لى …. فأمسكتها بيدى بقوة وكأن بينى وبينها مجال مغناطيسى وترددت كثيراً فى فتحها ولا تركها لتسقط على الأرض …. فضولى غلبنى وسمحت لنفسى بفتحها ، فوجدتها رسالة قد يأس صاحبها من قدرته على إرسالها لشخص ما فألقى بها على الشاطئ وكانت مرقمه ب (20) وكتبت بخط مبعثر اللى بنقول عليه ولامؤاخذة ” نكش فراخ ” فظننت أن الخط خط راجل وتأكدت ظنونى لما قرأت ما فى الورقة وكتب فيها :
عزيزتى نقاء
” أشتقت لكى كثيراً كدت أنسى ملامح وجهك ، لن أسألك كيف حالك لأننى أعرف كل شئ ف أنا أتابع أخبارك أولاً بأول من بعض أصدقاءنا القدامى فأنا لست مثلك بل أنا اسوا حالاً وبالاً ، لقد سئمت من كل شئ …. سئمت من التردد .. سئمت من خوفى المتكرر من كل شئ الذى أضاعك منى .. سئمت من إزدواجية مشاعرى لنفس الشئ فى نفس الوقت حتى هذا البحر الذى أمامى أهابه واعشقه فى آن واحد قد سئمت منه ,لا أعلم هل تفهمينى ام لا …. لكن لا يهم ف أنت لن تقرأى هذه الرسالة على أيه حال وسألقيها على الشاطئ كما فعلت فى التسعة عشر رسالة السابقة . “
بعد ما انتهيت من قراءة الورقة نظرت حولى لأجد شخصاً يراقبنى من مسافة بعيدة فى إندهاش ، فأدركت فورا أنه صاحب الرسالة ، كان غير مصدق أن شكواه التى فى رأسه تجاوزت حدود اوراقه أخيراً ووصلت إلى غيره ف لم أجد ما أفعله غير إنى أرميها فى المكان اللى كنت أقف فيه ومشيت بخطوه سريعة

وبعد بضعة خطوات من سيري المضطرب .. واجهتني سيدة أنيقة تدخل الشاطئ ومعها طفل ورجل يمشى أمامهما ويناديها : “مدى شوية يا نقاء” .
فنظرت إلى الرجل المندهش مجدداً فوجدته “لسه مندهش” وفطنت سريعا أن سبب اندهاشه كان “نقاء” ، أما عن سبب إندهاشى ف كان مختلف تماماً وهو إن الرسالة التى ألقيتها طارت فى الهواء ووصلت إلى يد ابن “نقاء” ، وإذا بها تميل إلى ابنها قائلة :
ايه الورقة اللى فى ايدك دى يا حبيب ماما ؟

زر الذهاب إلى الأعلى