إقليم تيجراى ونوبل للسلام “المشبوهة”
وسط صمت دولى شبه تام – باستثناء عقوبات أمريكية مائعة بين الحين والآخر – تتفاقم أزمة إقليم تيجراى وتتعقد أزمة سد النهضة لتصبح ككرة ثلج كبيرة لا يعلم أحد كيف وأين تتوقف. فرئيس وزراء إثيوبيا أبيى الحائز على جائزة نوبل للسلام يعتزم بناء 100 سد آخر خلال عام فى تحدٍ سافر لدولتى المصب ومصر والسودان واستهتار غريب ومريب بقانون الأنهار الدولية. وعلى الصعيد الداخلى تتفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية فى إقليم تيجراى. فقد أعلن المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي تومسون فيري خلال مؤتمر صحفى في جنيف، أن البرنامج التابع للأمم المتحدة وزع مساعدات غذائية طارئة على أكثر من مليون شخص منذ بدء عمليات التوزيع في آذار في مناطق شمال غرب إقليم تيجراي وجنوبه، حيث 5,2 ملايين شخص، أي 91% من سكان تيجراي، بحاجة إلى مساعدة غذائية طارئة بسبب النزاع. كما أعرب عن قلقه الكبير حيال عدد الأشخاص الذين بحاجة إلى دعم غذائي ومساعدة غذائية عاجلة.
وأوضح فيري، بحسب “العربية”، أن برنامج الأغذية العالمي يطلب 203 ملايين دولار (166 مليون يورو)، لمواصلة تعزيز استجابته في تيجراي من أجل إنقاذ أرواح وتوفير سبل العيش حتى نهاية العام. وحذر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك في 26 مايو من أن هناك خطرا جديا بحدوث مجاعة إذا لم يتم تعزيز المساعدة في الشهرين المقبلين، وفقاً لقوله.
وبعد أكثر من ستة أشهر من شن عملية عسكرية قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيى أحمد ، إنها ستكون سريعة، لا تزال المعارك والانتهاكات متواصلة في تيجراي حيث يخيم خطر مجاعة منذ عدة أشهر. وتلقى هذه المأساة بظلالها على جائزة نوبل للسلام وأهدافها غير المعلنة. فأبى أحمد الذى حصل عليها فى عام 2019 أصبح أخطر رجل فى منطقة القرن الأفريقى حيث تدفع سياسة حافة الهاوية التى يتبعها منذ وصوله إلى الحكم المنطقة بأسرها إلى حالة من الاضطراب التى قد تمتد لتشمل دول الإقليم فضلاً عن نذر الحرب الأهلية التى قد تشتعل فى بلاده فى أى لحظة. ومع الإصرار الدولى على احتفاظ رجل بهذه العقلية بجائزة رفيعة كجائزة نوبل السلام رغم الدعوات بسحبها أثيرت تساؤلات عديدة بشأن الهدف “الخفى” لهذه الجائزة. وثمة سؤال آخر يطرح نفسه بقوة فى الداخل المصرى وهو: لم هذا الصمت المريب من قبل دول خليجية شقيقة وحليفة لمصر على هذا التهديد الإثيوبى لمياه النيل؟ ومن الذى يصور له أنه قادر على تحدى المصريين والسيطرة على مورد المياه الوحيد على الرغم من ضعف بلاده على كافة الأصعدة – اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً؟ هل هو كيان صهيونىّ جديد زرعه الغرب فى القرن الأفريقى – بمساعدة خليجية خاصة بعد التوقيع على اتفاقيات إبراهام – لخدمة المصالح العليا للكيان الصهيونى المحتل؟ هل هو أداة لتقزيم دور مصر وتحييدها وتنحيتها عن المشهد الإقليمى والدولى لصالح قوى أخرى تبحث لنفسها عن دور وحيز فى التاريخ؟ تساؤلات عديدة تجيب عنها الأيام وحدها. وإن غداً لناظره قريب.