يسمح قانون الرياضة الجديد الصادر فى عام 2017 واللائحة المالية الجديدة للأندية الصادرة فى إبريل 2021 بقبول التبرعات من اشخاص اعتباريين أو طبيعيين لصالح للأندية والهيئات الرياضية بشرط الحصول على موافقة الجهة الإدارية المختصة .. وهو الأمر الذى يعنى أنه لا مشاكل قانونية إذا قبل اى ناد تبرع من جهة ما أو من زيد أو عبيد أو ترك أو فيصل أو أى اسم كان !! طالما بعلم الجهة الادارية .
والتبرع أمر معتاد فى كل أندية العالم بغض النظر عن مدى قوتها الاقتصادية ومتانة علامتها التجارية ، وهو ليس عيبا حتى لو كان من مساهمات الجمهور وهو وسيلة سريعة لجلب الاموال بعيدا عن تعقيدات الحلول الأخرى .
ومساهمات الجمهور ممكن تكون على شكل شراء منتج ما ( تيشيرت مثلا) على شعار النادي ، وكل أندية العالم تبيع فانلات لاعبيها بالإسم مقابل سعر غالبا مبالغا فيه للغاية مستغلة حب الجمهور للاعب ما ( مثل ميسي مع برشلونة ورونالدو مع يوفنتوس ومحمد صلاح مع ليفربول ) .
ومن مساهمات الجمهور ايضا التبرع المباشر مثلما فعل فى مطلع هذا العام مسؤولو فناربخشة التركي بواسطة رسائل SMS من اجل محاولة ضم النجم الألماني الشهير من اصل تركي مسعود أوزيل ، ومافعله نادي جبلة السوري بدأ حملة تبرعات من الجمهور للمساهمة بدعم النادي بمبلغ خمسة الاف ليرة سورية لكل شخص .. ومنذ عامين قام جمهور النادي الأفريقي التونسي بحملة تبرع كبري لانقاذ النادى من أزمة مالية طاحنة .. ومن قبل تبرع جمهور نابولي الايطالي عام 1984 للمساهمة فى التعاقد مع الاسطورة الارجنتينية مارادونا، فالنادي الايطالي كان يعاني من ضائقة ولم يكن بامكانه جلب النجوم الكبار.. وتوجد ايضا مساهمات وتبرعات أخرى كثيرة بمثل هذا النوع من الهبات لعدد اخر من الاندية .
كل ذلك يدعونا فى النهاية لنقول أن ما دعت إليه إدارة نادي الزمالك بالتبرع عبر حساب بنكي ليس بدعة .. وليس فيها أى نوع من الاساءة وإلا كان القانون واللائحة منع ذلك ، وليس هو أول ناد ولن يكون اخر ناد يفعل ذلك للخروج من أزمته المالية التى أعلم أنها كبيرة جدا ، وذلك يدعونا لمطالبة إدارة النادى للكشف عن حجم المديونيات وأسبابها بكل وضوح وصراحة لنعرف لماذا لجأ الزمالك الكبير لحملة التبرع وهى سابقة جديدة فى تاريخه .
ولكننا نقول على مسؤولى النادى باللجنة الحالية البحث ايضا خارج الصندوق عن أفكار مبدعة لاستغلال اسم الزمالك اقتصاديا .. فالتبرع حل مؤقت وليس دائم .. واتصور ان الافكار والاقتراحات كثيرة جدا .. فإسم الزمالك ومكانته وموقعه كبير للغاية وهو علامة تجارية لا تقدر بثمن .. ويوجد أرض النادى الجديد فى 6 أكتوبر يمكن من خلالها طرح افكار المشاريع الاستثمارية الهائلة خصوصا ان منطقة النوادي صارت عامرة بالسكان والعمار وليس كما يتردد مجرد صحراء .
“افتحوا مخكوا الزمالك ياكل ملبن” .. أسف على هذه الجملة التى تبدو غير ملائمة .. بس مضطر لها .. فالزمالك عنده لديه عقول اصحاب عقول مستيرة ومبدعة .. اعطوها الفرصة .
