مقالات

شعر أشرف الخطيب / إنهُمْ يَقْتَسِمُونَ موتى

النايُ يَصْدَحُ للأحزان مُبْتَهِلَا
وامرأةٌ ..
تَهِشُّ غَيْمَه الأسرارِ عنْ جَسَدِي
وَتُلَمْلِمُ شهقةً لِلْبراحِ وَلِلْصَبَاحِ الَّذِي..
كَانَ يَحطُ فَوْقَ لَبْلابتِهَا إِذْ غَابَ ..!!
فِيَا مِنْ تَفْتَرِشُونَ الأسى بأعتابكم ..
غَادَرُوا وَجِعَي ..
فَلِلْمَوْتِ وجههٌ أخرى ..
وَبِلادٌ .. غَيْرَ التى أرَّقتموها
هاهو الْبَحْر الذى يُوَارى سوءَاتِكُمْ ..
يَغطُّ فى خُلدٍ عَمِيق
يُعَانِقُ أَشِرْعَة ثملى وَحِكَايَات مُتْعِبَةٍ ..
وَالْفَنَارَاتِ .. التى أَرهَقَهَا التطلعُ
تَغْتَالُ صَيْحَة الْملاحِينَ ..
فَفِي جَيِّد أَيّ بَحْرٍ ..
أَنْتُمْ غَارِقُونَ ..!!؟؟
كُل النوارس غَدَّتْ مُهْمَلَة
وَضَحِكَةُ الْفَجْرِ صَارَتْ مُبْهَمَة
فبأي جُرْحٍ تَفْتنونَ مواسمي ..
وَتَدَّعُونَ بِأَنَّكُمْ ..
رَابِضُونَ خَلْفَ موتى ..
تُوزِعُونَ شَقَاءَكُمْ ..!!؟
دَمى ينساب عَلَى كَفِّ التَّارِيخِ مُرْتَحِلَا
فَمِنْ بِسهم الْفَجِيعَةِ غَالَ مَوَاسِمي ..
وَأومِئَ لِلْتَوَابِيتِ أَنْ تَغْدُوَ بَهِيَّةً
خَلْفَ أَوَردَتِي ..؟
مِنْ هَال الْعتمة ….
فَوْقَ الألحان ..
وَشَدَّ مِنْ أَضْلُعِيِ النَّايَاتِ ..
وَرَاحَ يرددُ أُغْنِيَاتٍ ثَكْلَى لِلْقَادِمِينَ !!؟؟
وَيَغْدُو فى طُقُوسٍ لِلْنَحِيبِ

  • 2 –
    صَوْتٌ فى فَضَاءِ الْقُلَّبِ يُنَادَى
    لَا تحْزَن ..
    لَوْ أَفَلَتُوا خَنَاجِرَ غِلِّهِمْ أَوْ خَادَعُوكَ ..
    أَنْت مِنْ هَيَّأَتَ لَهُمْ مَوَاسِمَهُمْ
    لِيَدْخُلُوكَ .. وَيَقْتَادُوكَ
    مِنْ وَجَعِ .. إِلَى .. وَجَعِ
    فَلَا تحْزِن
    لَوْ بَاعُوكَ .. أَوْ اِخْتَارُوكَ فَدَاءَا لَهُمْ
    أَوْ شَيَّدُوا فى أهازيج حُزْنَكَ غَدْرَهُمْ ..
    أَنْت وَحَدَكَ ..
    مِنْ بَاحَتْ لَكَ مَزَامِيرُ الأسى بِسْرِهِمْ ..
    فَاِسْتَطَبْتَ الْخَدِيعَةَ وَالشَّقَاءْ
    لَا تَحْزِن .. فَمَا زَالَ اللَّحْنُ يَسْرَى
    يُضْمَد أَوجَاعَ الْبِلادِ
    وَيَشِيدُ عَلَى ضِفَافِ مَدَامِعِه ..
    أُغْنِّيَاتٍ حَرَّى
    تَهَيَّأ لِما هُوَ آت ..
    فَلِلْبِلادِ أَلَفُ وَجْهِ
    قَدْ تَلْقَّاكَ بِوَاحِدِ
    وَتَغَزِّل فى عَيِّنَيكَ أُنشودة الْوَفَاء
    الشّوارعُ تَلْهَثُ فِي غَابَاتٍ مِنْ الْبَلَّوْرِ ..وَتَصِبُ فى الأزقة كُؤُوسَ الْعتمةِ ..
    لِلْضعفاءِ وللأشقياء
    الْبِلادُ الْخَصِيبَةُ تَفَتُّح كَفِيهَا للمنتظر
    فَلَا تَحْزَنْ ..
    وَلَا يُشْقِيكَ السَّرَاب
    هَذَى أُغْنِيَة عَذْرَاء هى لَك
    [ هَلَكَ .. مِنْ .. هَلَكْ ]
    عَاوَدَ عَزْفُكَ .. لاَبُدَ أَنْ تُسْتَجَابَ
    فَثَمَّةَ أَوَطَانٌ ..
    لَا تَعَرِّفَ لَوْنَ مُحِبِّيِهَا حَتَّى تُمْتَلِكْ !!
    الأحجارُ تُدْمى فى كَفِّ النّورِ
    تَنثُّر الأشجان ..
    مِنْ .. فَلَكَ إِلَى فَلَكَ
    فـ.. ارِمُ مَا بِقلَّبِكَ مِنْ عَطَايَا ..
    تُنْبِتُ أَوطَانَا .. هي لَك
    تُنْبِتُ
    أَوَطَانَا
    هي
    لك .

شعر/ أشرف الخطيب

زر الذهاب إلى الأعلى