فنجان قهوة …وأيام زمان!

بقلم – وليد محمد عبد اللطيف
ياسلام علي أيام زمان .. أيام الزمن الجميل بما تعني الكلمة من معان ..لو سألت جدك هيقولك ياريت أيام زمان ترجع تاني، ولو سألت والدك هيقولك ليت الشباب يعود يوما ، ولو سألت نفسك هتقول ولا يوم من أيام زمان ، ولو سألت سيدة الغناء العربي أم كلثوم الله يرحمها كانت قالت (عاوزنا نرجع زي زمان قول للزمان أرجع يازمان )طيب ماتسال نفسك أحسن وتقول ليه كل دوال بيترحموا علي أيام زمان) .!
ستجد الاجابة عندك مش عند غيرك لعدة أسباب بسيطة
أولا البساطة ..الناس دائما في الماضي بتكون بسيطة ومتواضعة او بمعني أدق ، لا شك أننا عندما ننعته بالزمن الجميل فنحن في الواقع لا نعني العودة للعيش في نفس بيوتنا القديمة، أو استخدامنا لبعض أدواتنا القديمة آنذاك، فلا شك أن الوقت وازدهار الحياة جعلنا نعيش الأفضل والأنسب لحياتنا اليوم، وإن كانت نظرتنا لتلك البيوت وتلك الحياة نظرة فخر واعتزاز كجزء لا يتجزأ من ماضينا.
لكننا لو خيرنا بأن نعيش في نفس ظروف بيوتنا القديمة والعودة لحياة فيها كثير من المشقة، لما اخترنا ذلك، لكنه في الواقع هو الحنين إلى روح الإنسان في تلك الأيام، وبساطة نفسه، ورقي ذوقه. وأما نفوس الزمن الجميل فقد كانت مختلفة تماما في نقائها وعفويتها وصدقها، وقد كان اجتماع الأصدقاء والجيران آنذاك علاجا لأي نفس متعبة حين لا يترددون في إلقاء همومهم وأحزانهم، ومواساتهم بعضهم لبعض، مجردين من الكثير من أساليب المجاملات.
أما اليوم فما أكثر النفوس البلاستيكية التي لا تفقه من أمر المشاركة وصدق المشاعر شيئا.
حتى أذواق الناس وإحساسهم بالكلمة كان جميلا، ومختلفا، في وقت كان الناس يتذوقون فيه الفن أكثر مما ينظرون إلى الشكل والمظهر، حين اشتهرت الكفيفة لأنهم نظروا إلى فنها وعطائها وموهبتها، بينما اليوم فقد اختلفت كثيرا مقاييس الفن والموهبة والعطاء!
يقول الإمام الشافعي رحمه الله: (نعيب زماننا والعيب فينا… وما لزماننا عيب سوانا.. ونهجو ذا الزمان بغير ذنب.. ولو نطق الزمان لنا هجانا..)
ولنقول كما قال الإمام الشافعي أن العيب ليس في «الزمان» الذي ننعته بين الفينة والأخرى بالعيب، ونحمِّله مآسينا ونكباتنا ومصائبنا، بل إن العيب في «البعض منا»، الذين مازالوا يستخدمون الزمان كـ”شماعة” ليعلقوا عليها كل ما هو رديء في هذا الزمان، والذين هم في الحقيقة من أوجدوا هذا الزمن الرديء بأنفسهم. وقبل الإمام الشافعي رحمه الله، يقول الحق سبحانه وتعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم