مقالات

د. طارق الأدور يكتب : إيجابيات أبطال النجمة العاشرة

بقلم د. طارق الأدور
لم يكن إنتصار الأهلي على كايزر تشيفز الجنوب افريقي في نهائي دوري أبطال أفريقيا مجرد فوز عادي بلقب دوري الأبطال، ولكنه كان فوزا ذا طابع خاص لأنه حمل الرقم 10 في تاريخ الفريق ليدخل الأهلي في زمرة الأندية التي وصلت إلى الرقم 10 أو أكثر على المستوى القاري في مختلف اللعبات على مستوى العالم.
أهم علامات الإنتصار الإنضباط الشديد للاعبي الأهلي قبل وبعد المباراة حيث كان التخوف الأكبر من عدم أخذ لاعبي الأهلي للمباراة مأخذ الجد أمام منافس يعلم الجميع أنه أقل منهم، وكثيرا ما ضاعت ألقاب من الفرق الأقوى لأنها لم تتعامل بجدية مع الأحداث، ولكن ما قام به الخطيب رئيس النادي وكل الجهاز الفني والإداري كان محفزا بشدة للاعبي الأهلي فظهروا بجدية غير عادية في النهائي منحت الأهلي فوزا عريضا بثلاثية نظيفة إعتاد عليها الأهلي في النهائيات بعد ان حقق الفوز بنفس الفارق في أعوام 1982 على كوتوكو الغاني و2001 على صنداونز الجنوب أفريقي و2005 على النجم الساحلي.
النقطة الإيجابية الثانية هي الخروج السريع للاعبي الأهلي من حالة الفرحة بأي فوز إلى الإستعداد لما هو قادم ولفت نظري تصريح لستيوارت باكستر المدير الفني لكايزر قبل المباراة قال فيه: “أعجب لهذا الفريق الذي لا يشبع من الفوز، فهو يفكر في الخطوة التالية بمجرد تحقيق اي إنجاز.”
أما ثالث الإيجابيات فهى مهارة المدير الفني بيتسو موسيماني في التعامل مع الأحداث الكبرى بعد أن حقق 100 % إنتصارات في تلك المواجهات منذ تولى تدريب الأهلي في أكتوبر الماضي وعلى 8 شهور حقق 5 ألقاب الدوري والكأس ودوري أبطال أفريقيا 2020 ثم السوبر الأفريقي ودوري أبطال أفريقيا 2021 وبين تلك الألقاب برونزية كأس العالم للأندية.
والحقيقة ان موسيماني حتى أسابيع قليلة مضت لم يكن مقنعا لنسبة كبيرة من الجماهير، قبل ان يضع بصمته وفكره في الأداء الفردي والجماعي للفريق مؤخرا بعد أن أخذ وقته في وضع إستراتيجيته وبخاصة خلال فترة التوقف بين ربع نهائي ونصف نهائي دوري الأبطال.
وضع موسيماني طريقة مثالية للتعامل مع المباراة فنيا بدأت بتنويع وسائل الهجوم لكسر الدفاع المتكتل للفريق الجنوب أفريقي وتأمين الدفاع امام الهجوم المرتد الذي يتميز به المنافس وكان نقطة الإرتكاز في ذلك حمدي فتحي الذي أبدع في إحداث العمق الدفاعي.
رابع الإيجابيات هي الفورمة التي وصل إليها نخبة كبيرة من أفضل نجوم الفريق وعلى رأسهم محمد شريف الذي أصبح مهاجم مصر الأول الآن وهداف دوري الأبطال ويكفي أن نقول أنه أصبح الآن متدخل في أكثر من نصف أهداف الأهلي إما مسجلا أو صانعا للأهداف.
وفي مركز 10 الذي كانت تفتقده الكرة المصرية أصبح مجدي أفشة في مكان آخر بين كل لاعبي مصر بعدما وصل له من نضج كامل في هذا المكان.
أضف إلى ذلك التكامل الفني لللاعبي الإرتكاز الثلاثة السولية وديانج وحمدي فتحي وأخص بالذكر النضج الفني الكبير للأخير، بجانب الدور المنقطع النظير لأكرم توفيق الذي اظنه أصبح الظهير الأيمن الأساسي للمنتخب في الفترة القادمة وربما يعيد إنجازات أحمد فتحي في هذا المكان.
ما يستحق الإشادة أيضا هو التطور الكبير في أداء حسين الشحات في المباريات الأخيرة بعدما كان مثار النقد العنيف من جمهور الأهلي.

Adwar10@hotmail.com

زر الذهاب إلى الأعلى