هل تزيد المضادات الحيوية من فرص إصابتك بالسرطان؟
هل تزيد المضادات الحيوية من فرص إصابتك بالسرطان ؟
باحثون بريطانيون يفيدون بأن المضادات الحيوية قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون، وبوجه خاص لدى الشباب.
قالت ساره بِرُّوت، باحثة السرطان في جامعة أبردين (University of Aberdeen) ومؤلفة الدراسة المشاركة، “حسب علمنا، إن هذه الدراسة الأولى التي تربط استخدام المضادات الحيوية بتزايد خطر بدء سرطان القولون المبكر؛ وهو مرض شهد تزايداً بمعدّل 3% في السنة على مدى العقدَين الأخيرين”.
وجدت المقارنة التي أجراها الباحثون بين بيانات من حوالي 8 آلاف شخص في إسكتلندا مصابين بسرطان القولون والمستقيم ببيانات أشخاص غير مصابين بالمرض ارتباطاً بين تناول المضادات الحيوية وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون في مختلف الأعمار.
إلّا أن الدراسة وجدت اختلافات مهمة مرتبطة بالعمر. فقد ارتبط استخدام المضادات الحيوية بزيادة بنسبة 50% تقريباً في خطر الإصابة بسرطان القولون لدى الأشخاص ما دون الخمسين من العمر، وبنسبة 9% لدى المُسنّين.
لدى الشباب، ارتبطت المضادات الحيوية بإصابة الجهة اليمنى من القولون بالسرطان. وارتبطت الكينولونات والسلفوناميدات/تريميثوبريم، وهي مضادات حيوية تُستخدَم لعلاج نطاق عريض من العدوى، بهذه الأنواع من السرطان.
لا تُثبِت الدراسة أن المضادات الحيوية تسبّب هذه الإصابات السرطانية، بل مجرّد وجود ارتباط على ما يبدو.
لكن الباحثين قالوا إن اكتشافاتهم تضيف إلى التخوّفات بشأن تأثيرات تزايد استخدام المضادات الحيوية حول العالم بنسبة 65% ما بين عامَي 2000 و2015.
قٌدِّمَت الاكتشافات يوم الجمعة في المؤتمر العالمي لسرطان الجهاز الهضمي لعام 2021 (World Congress on Gastrointestinal Cancer 2021) الذي عقدته عبر الإنترنت الجمعية الأوروبية لعلم الأورام الطبي (European Society of Medical Oncology, ESMO).
وقالت بِرُّوت في بيان صحافي صادر عن الاجتماع “إنه من المحتمَل أن يكون للمأكولات السريعة، والمشروبات الغنية بالسكر، والسِمنة، والكحول دورٌ في [ارتفاع معدلات سرطان القولون، لكن بياناتنا تشدّد على أهمية تجنُّب المضادات الحيوية غير الضرورية، وبوجه خاص لدى الأطفال والشباب”.
من جهته، نوّه د. ليزلي سامويل، كبير مؤلّفي الدراسة أن محتويات الجهة اليمنى من القولون سائلة في الغالب، وأن البكتيريا الطبيعية التي تعيش هناك، التي تُدعى النبيت الميكروبي (الميكروبيوم)، قد تختلف عن البكتيريا التي تعيش في القسم الأسفل من القولون.
وقال في البيان الصحافي “إننا نريد الآن معرفة ما إذا كان يوجد ارتباط بين استخدام المضادات الحيوية والتغييرات في النبيت الميكروبي قد تزيد من قابلية تأثُّر القولون بالسرطان، وبوجه خاص لدى الشباب”.
وشرح سامويل، مستشار علم الأورام في مستشفى أبردين الملكي (Aberdeen Royal Infirmary)، إن هذا التحدي مُعقَّد. سبب ذلك أن النبيت الميكروبي قد يعود بسرعة إلى حالته السابقة عند تنظيف القولون لتنفيذ أيّ إجراء تشخيصي مثل تنظير القولون.
وأضاف “إننا لا نعلم بعد إذا كانت المضادات الحيوية قادرة على إحداث أيّ تأثيرات في النبيت الميكروبي قد تُسهِم بصورة مباشرة أم غير مباشرة في تكوين سرطان القولون”.
المصدر: بيان صحافي صادر يوليو 2021 عن المؤسسة الأوروبية لعلم الأورام الطبي