ما إن انتى “محمود م.”، (25 سنة)، من قضاء ليلة حمراء مع عشيتقه “سهام”، (30 سنة)، “مطلقة ولديها طفل”، داخل شقتها في إحدى قرى منطقة أوسيم، شمال محافظة الجيزة، أراد تركها للذهاب إلى بلدته بمحافظة سوهاج، جنوب صعيد مصر، بعدما سمعها وهي تحدث آخر في هاتفها، “أنا همشي ومش هتشوفي وشي تاني”، وطالبها برد مبلغ مالي اقترضته منه في وقت سابق، ليتشاجرا سويًا وتلقى السيدة مصرعها عقب خنقها وتلقيها عدة ضربات في الوجه بجوار طفلها الرضيع.
غمرت “سهام”، سعادة رقص على أنغامها قلبها وإلى جانبها عريسها الحسناء في ليلة زفافهما، ودارت في مخيلتها أحلام وردية عن المستقبل الذي ينتظرهما معا، ولم تدرِ أن الطلاق سيكون بطل الفصل الأخير من حياتهما، بعد عام واحد فقط من الزواج، وعلى كتفها رضيعها، بسبب مشاكل عائلية.
بعد طلاق الزوجة، توجهت لتقطن في أحضان والدتها بمنطقة أوسيم، وأصبح الهم الأكبر لها هو البحث عن أي وسيلة من أجل أن تربي طفلها الصغير، مسترجعة مخيلتها أن والدتها لم تكن لديها أي دخل.
راحت ابنة الـ30 عامًا تلعب دور السيدة اللعوب عبر هاتفها المحمول مع عدد من الشباب، وتبحث عن وسيلة اقتراض مبالغ مالية منهم لمواصلة الحديث معهم، وفي يوم من الأيام، وقع شاب عشريني في شباك السيدة اللعوب.
كانت “سهام”، تتصل بأرقام تضعها عبر هاتفها وتتواصل مع المتصل، إن كانت فتاة المجيبة فتغلق الخط بحجة أنها اتصلت بالخطأ، أما إن كان شابًا فتواصل معه حديثها حتى يقع في شباكها.
مكالمة تلو أخرى وقع “محمود”، في حب الفتاة، وعلى مدار نحو 6 أشهر، كان الشاب الصعيدي يحضر إلى القاهرة للقائها، حتى تعددت لقاءاتهما الغرامية على فترات، ففكرت العشيقة في أن يأتي لها الشاب منزلها من أجل قضاء ليلة حمراء في منزلها، مستغلة كبر سن والدتها، وعدم دخولها غرفة معيشتها.
لم يتردد الشاب العشريني في طلب عشيقته، ووافق على الفور، فاستقل أو قطار داهبًا إلى الجيرزة، وكانت “سهام” في انتظاره، وقاما بجولة ترفيهية توجها بعدها إلى شقتها، وبات العشيقان في غرفة واحدة لمدة يومين متتاليين في غفلة من الأم التي كانت تخرج لقضاء احتياجات المنزل، تعود منهكة تبحث عن أخذ قسط من الراحة في غرفتها.
خلال مرافقة العشيقة استقبلت عدة اتصالات من الشباب التي كانت تعرفهم، وهنا سمع الشاب محادثتها معهم، فستشاط غضبًا، وطالبها برد المبلغ المالي التي اقترضته منه، ومقاطعتها نهائيًا، حتى جاء رد السيدة بالرفض، “اتفضل امشي من هنا ومالكش حاجة عندي”، فقام الشاب بخنقها، ولكمها عدة ضربات في الوجه حتى وقعت قتيلة رفقة طفلها.
في الصباح استيقظت والدة “سهام” لتحضير الفطار، فسمعت طفلها يبكي، “سكتي الواد يا سهام هو بيعيط ليه”، وبالتوجه إلى غرفتها وجدت ابنتها ملقاة على السرير جثة هامدة، فأسرعت في إبلاغ قسم الشرطة الذي انتقل على الفور.
الأجهزة الأمنية كشفت بأن “سهام” لم تكن وحدها داخل الغرفة التي عثر على جثتها بداخلها، “هو في حد كان هنا معاها يا حاجة، جاء رد الأم بعدم تواجد أحد بالشقة غيرهما، لكن الشك الذي بدأ يدب بداخل ذهن رجال الأمن، وعدم اقتناعهم بأن السيدة لم تكن وحدها بالشقة.
بتتبع الكاميرات المتواجدة أمام المحلات بالمنطقة وجدوا شخصا يهرول من المنزل وقت وقوع الجريمة بالاستعلام، تبين أنه “محمود”، تم ضبط المتهم من محل سكنه بسوهاج، وأمام رجال المباحث اعترف بارتكاب الواقعة.
حُرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق التي أمرت بحبسها على ذمة التحقيقات التي تجرى معه، وفي النهاية تم إحالة أوراق المتهم إلى محكمة الجنايات لنظر القضية.