إيهاب شعبان يكتب : الأزمات المالية للأندية .. مسؤولية من ؟!
بقلم – إيهاب شعبان
يجب ان يكون لدى المنظومة الكروية فى مصر أداة للسيطرة على مايطلبه وكلاء اللاعبين من مبالغ ضخمة للغاية عنداجراء التعاقدات الجديدة أو تمديدها ، لأنه غير مقبولا أن يطلب هؤلاء مبالغ تفوق القدرات المالية لأى ناد مستغلين حاجة فريقه إليه أو ارتفاع شهرته ونجوميته من خلال ارتداء فانلة النادي .. وللأسف تستجيب لهم إدارات الأندية من أجل عيون المنافسة الشرسة فى البطولات على الرغم من أنها تئن وتعانى كثيرا وتجاهد لتوفير النفقات المطلوبة فى وقت يعيش فيه العالم حاليا فى أزمة كبيرة بسبب كورونا .
الواقع يقول ان كل الأندية تقريبا اشترت لاعبين بمبالغ باهظة ، وحتى الأن لم توف بماجاء فى عقودها معهم لوجود أزمات مالية بها ، وكأن هذه الأزمات لم تكن موجودة وقت التعاقد مع هذا اللاعب أو ذاك ؟؟!! .. هذا ان دل على شئ انما يؤكد ان الشراء تم عشوائيا وبدون وعى مالى وان شهوة المنافسة هى ما تسببت فى هذه المغامرة غير المحسوبة حتى لا يكون النادى مجرد كمالة عدد فى الدورى ، وهذه الظاهرة تظهر بوضوح فى الأندية الشعبية الكبيرة التى لا راع لها ولا ايراد سوى من مداخيل الدورى ورعاته وهى لا تكفى .! والنتيجة هى انها لا تنافس الا بشق الأنفس وقد تهبط للنسيان ، وربما الأهلي ومعه الزمالك صامدان بحكم وفرة محبيهما الداعمين وقوة علامتهما التجارية .. ولكن ذلك لا ينتج دورى متكافئ القوى ونتيجته كل سنة تبدو للقاصى والداني معروفة ، وذلك ليس من صالح الكرة المصرية .
فى أوروبا يطبق قانون اسمه اللعب المالي النظيف وهو يعنى بألا تفوق المصروفات عن الايرادات مهما كانت الظروف ، ولو تخطى احد الاندية ذلك يتم معاقبته بشكل تدريجي تصل إلى حد منع انضمام اى لاعب اليه لفترة من الوقت ، وهو ما حدث مؤخرا مع اندية باريس سان جيرمان ومانشستر سيتى وفناربخشة وميلان وغيرهم من الاندية الكبيرة .
ولا ندري لماذا لا يتم تطبيق ذلك فى دورينا ؟، ولماذا لايتم وضع سقف لاسعار اللاعبين لا يتم تجاوزه ؟ ولماذا لا توجد لائحة انتقالات تمنع الشراء المفتوح عمال على بطال بدون حد اقصى من الصفقات ؟ .. أعلم أن هذه التساؤلات لا تتناسب مع الاقتصاد الحر الذى يعيشه العالم ونحن جزء منه ، ولكن لكل بلد ظروفه الخاصة ..!
الحل فى رأيي يأتى من لجنتي الشباب والرياضة بمجلسي النواب والشيوخ بأن يعملان على اصدار قانون مالى نظيف للهيئات الرياضية عموما وقطاع كرة القدم خصوصا .. لاسيما أنه تم انشاء شركات لكرة القدم تجب مراقبتها.. وايضا لاتحاد الكرة دور فى تحجيم عدد الصفقات السنوية لكل ناد .. فغير مقبول مثلا ان يشترى ناد 18 لاعبا فى الموسم الواحد بملايين الجنيهات .. وفى الوقت نفسه يسرح أضعاف عددهم من لاعبى فرق الناشئين والشباب فهذا يبدو لنا اهدارا للمال العام .. لان مايتم صرفه على هذا القطاع لا جدوى منه رغم الكنوز والمواهب المتخرجة منه .. وايضا يجب توزيع مداخيل الرعاية بالتساوي بين الاندية.
وبالتأكيد وزارة الرياضة لها دور مهم فى التنسيق بين كل هؤلاء .. الموضوع يستحق ان يطرح للمناقشة بشكل موسع .. لإن استمرار الحال كما هو عليه يعنى ان الاندية الشعبية فى طريقها إلى الزوال .. وهذا غير مرغوب فيه مطلقا .