مقالات

إيهاب شعبان يكتب : من يتصدى لجبروت “الفيفا” ؟!

إيهاب شعبان

فى بداية القرن العشرين عندما انطلقت مسابقة كرة القدم فى الدورات الاولمبية اعتبار من عام 1900 ثم اعتمدت عام 1908 كانت هذه المسابقة هى البطولة الأهم على الاطلاق فى اللعبة الشعبية الأولى فى العالم ، ولكن عندما انطلقت بطولة كأس العالم بأوروجواي عام 1930 أثير جدلا كبيرا لأن الأولى مسابقة خاصة بالهواة والثانية للمحترفين وكانت أوروبا بدأت فى مشوارها الاحترافى الكروي ، ورأى العالم الفصل بينهما ضرورى لتكون الاولمبياد للهواة والمونديال مفتوحة للهواة و للمحترفين معا ، ولكن ظلت الأزمة قائمة بين الدول فى تحديد معايير الهواية والاحتراف .. وتسبب ذلك فى صداع فى رأس الفيفا لأن دول شرق أوروبا وأغلب دول العالم – مثل افريقيا واسيا – تشارك بنفس منتخبها بالبطولتين مما يجعل الأمر غير عادلا .

وبعد مونديال 1978 أصدر الفيفا قرارا يمنع مشاركة اللاعب في الألعاب الأولمبية إذا لعب في بطولة كأس العالم ، ثم فى عام 1992 تقررأن يشارك من هم  أقل من 23 سنة ، وبعدها مباشرة تم السماح لثلاث لاعبين فقط فوق هذا السن للمشاركة فى الاولمبياد وطبق ذلك وحتى الأن منذ عام 1996.

كل ذلك يعنى أن الاولمبياد كانت هى البطولة الأصل ، وان المونديال هى من طغت عليها بقوتها ومشاركة أقوي المنتخبات واللاعبين ، ولكن المفترض أن ذلك لا يعنى أن الدورة الاولمبية أقل قيمة ، بل هى الاكثر عراقة والمشاركة فيها شرف مابعده شرف وهى عند اللعبات الأخرى تعد مجرد المشاركة بطولة فى حد ذاتها .

نقول ذلك لأن كرة القدم فى الدورات الاولمبية يتم التجنى عليها ويوجد اصرارا على تهميشها ، والفيفا يلعب دورا فى ذلك ، فكيف يكون العالم كله بمشاركة أكثر من 200 دولة مشغولا ومشدودا لمتابعة الاولمبياد ، وكرة القدم لا يتم الاعتراف بها وكأنها غير ذات قيمة ، بدليل انها لا تعد ضمن الاجندة الدولية ، وتجرى بطولات أخرى فى نفس التوقيت، ولا يسمح لأى لاعب كبير أو صغير بالمشاركة فى الدورة الكبرى إلا بموافقة ناديه ، إنها فى رأيي ظلما كبيرا ، وتقليلا من شأن البطولة الكروية الأم والأكثر عراقة ، وهو خلل يجب ان تطالب الاتحادات الوطنية بتصحيحه ، وطغيان الفيفا يجب ان يكون له حدا فى هذا الأمر .

منتخب مصر مثلا الذى يشارك فى دورة طوكيو محروما من لاعبين اساسيين لانهم يلعبون فى أوروبا وانديتهم ترفض ذلك ، واقصد مصطفي محمد مع جالطا سراي التركي وعمر مرموش مع فولفسبورج الألماني ، كما أن الاختيار الاول من الكبار وهو محمد صلاح لم يلعب بسبب رفض ليفربول

أيها السادة .. هل يوجد من يقف فى وجه طغيان الفيفا ؟ وهل يوجد من يعيد للاولمبياد هيبتها المفقودة ؟

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى