أخبار العالم

حرائق الجزائر: اشتباه، فقتل وتنكيل، ثم ظهرت البراءة..بعد فوات الأوان

تسود الشارع الجزائري حالة من الصدمة أمام فظاعة صور ضرب وسحل وحرق ثم التنكيل بشاب اتهم زوراً بإضرام النيران بمنطقة الأربعاء نايث إيراثن بولاية تيزي وزو شرقي الجزائر العاصمة، وأضحت الصدمة صدمتين حين اكتشفو أن الشاب جمال بن اسماعيل فنان جاء إلى المنطقة متطوعا للمساعدة في جهود إخماد الحرائق.

وعلى إثر ذلك انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبات بإلقاء القبض على المتسببين في مقتل الشاب “جيمي” وتقديمهم أمام العدالة، وتحديد المسؤوليات في هذه القضية.

وتداول رواد مواقع التواصل تفاصيل عن حياة الشاب الذي تم قتله وحرقه. فهو جمال بن سماعيل المدعو “جيمي”، وينحدر من مدينة مليانة ولاية عين الدفلى غربي العاصمة، وهو فنان موسيقي ورسام، يكتب الأغاني ويؤلف ويعزف على أكثر من آلة موسيقية، ويغني بصوت ليس عاديا، حيث تم تداول مقطع فيديو له وهو يغني للجزائر.

وأكد أصدقاء الشاب أنه أخبر أهله وأصدقاءه قبل مغادرته أنه ذاهب لتقديم يد العون بولاية تيزي وزو، وهو ما أظهره مقطع فيديو للشاب قبل وفاته في تصريح له على إحدى القنوات التلفزيونية قال فيه إنه جاء للمساعدة من أجل إطفاء الحرائق ومساندة إخوانه في منطقة القبائل.

ووفقاً لشبكة ” العربية.نت”، تحدث جيران وأصدقاء الشاب، من مدينة مليانة، في بث مباشر على فيسبوك، عن آخر أيام الشاب قبل مغادرته المدينة، حيث قالوا إنه قام بجمع المال لأجل الذهاب إلى تيزي وزو والمساعدة في إخماد الحرائق، مؤكدين أنه إنسان طيب ومسالم ولا يمكن له أن يؤذي أي أحد، حسب تصريحاتهم.

وانتشر وسم “العدالة لجمال بن سماعيل” بشكل واسع على صفحات الجزائريين في فيسبوك وعديد منصات التواصل الاجتماعي.

وطالب جزائريون في منشوراتهم بالتحقيق العاجل ومتابعة الفاعلين ومعاقبتهم بصرامة، وفي أقرب وقت ممكن، “قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه”، خاصة أن أفعال المتورطين في الجريمة موثقة بجميع أطوارها، بالصوت والصورة، في مقاطع فيديو بثت على المباشر وتم تداولها لساعات منذ الأمس.

ويطالب بعض العقلاء بضرورة إخماد نار الفتنة التي تلوح في الأفق، أما والد الضحية فرفض أن تستغل وفاة فلذة كبده لإشعال نار الفتنة، وطالب السلطات بتطبيق القانون.

ودعا ناشطون أعيان المدينة إلى المبادرة بزيارة أهل الضحية “لجبر الخواطر وتهدئة النفوس”، وتقديم الاعتذار ودية القتل، لقطع الطريق أمام أي “فتنة قد تشوه روح التضامن التي تسود بين أبناء الشعب.

من جهتها، أمرت نيابة الجمهورية لدى محكمة الأربعاء ناث ايراثن، الخميس، بفتح تحقيق في ظروف وملابسات مقتل شاب عن طريق الحرق بعد الاشتباه به في إضرام الحرائق بولاية تيزي وزو.

وجاء في بيان لوكيل الجمهورية “أمرت نيابة الجمهورية الضبطية القضائية بفتح تحقيق في ظروف وملابسات القضية للكشف عن هوية الفاعلين وتقديمهم أمام القضاء لنيل جزائهم الصارم طبقا لما تقتضيه قوانين الجمهورية حتى لا تمر هذه الجريمة البشعة بدون عقاب. وسيطلع الرأي العام بنتائج التحقيقات”.

ويعيش أهالي الجزائر أوقاتاً عصيبة مع اجتياح حرائق الغابات بلادهم، مخلفة خسائر كبيرة، وكثيراً من القصص المأساوية والمؤلمة.

زر الذهاب إلى الأعلى