المرأة والطفل

الإنصات مهارة جيدة .. تعلم أهميتها وكيفية تنميتها

  • مهارة الإنصات تساعد في بناء العلاقات، وحل المشكلات، وضمان الفهم وحل النزاعات، وتحسين الأداء والاقتراب من تحقيق المراد بالضبط؛ فحين يطلب منك شخص ما مهمة معينة فتعمد أنت إلى الإنصات إليه على نحو جيد وفاعل فستفهم مراده بدقة، ومن ثم سيكون سهلًا بالنسبة لك تأدية ما طلبه منك على أفضل نحو.

الإنصات والفهم وتجسير العلاقات

وإذا انتقلنا إلى العمل فسنجد أن مهارة الإنصات تساعد في تقليل الأخطاء؛ لماذا يخطئ الناس إذا كانوا فهموا مراد أغيارهم، وفقهوا المراد منهم بالضبط؟! كما تعمل هذه المهارة أيضًا على تقليل الوقت المهدر؛ فقد أنصت الناس لبعضهم وفهموا المراد بدقة، وثمة دائمًا فرصة للتساؤل والاستفسار.

ليس هذا فحسب بل تعمل مهارة الإنصات على تحسين العلاقات، واتخاذ القرارات بشكل أكثر فاعلية، والتوصل إلى تفاهمات مع الآخرين بسرعة، كما أن هذه المهارة تكشف عن مدى قدرتك على الاهتمام بأفكار وسلوكيات ومشاعر الآخرين، كما تزيد من قدرتك على التأثير في الناس، أو خدمتهم، أو تحفيزهم، أو تطويرهم بشكل فعال.

ولمهارة الإنصات على الناحية العملية والتسويقية مكاسب جمة أيضًا؛ إذ إنها تجعل المنظمة أقدر على التعامل بكفاءة مع المعلومات التي يتم تقديمها، والتي قد تتيح لها فرصة التكيف مع اتجاهات السوق أو احتياجات المستهلك.

كيف تنمي مهارة الإنصات؟


ليس بمقدور أحد أن يقلل من أهمية مهارة الإنصات، حتى وإن لم يكن هو نفسه منصتًا، ولكن السؤال الأهم هو: كيف ننمي هذه المهارة؟

وللإجابة عن هذا السؤال يرصد «رواد الأعمال» عدة خطوات وطرق تعينك على تنمية مهارة الإنصات لديك، وذلك على النحو التالي..

التواصل البصري


إذا تحدث إليك شخص ما وكنت تريد حقًا تنمية مهارة الإنصات لديك فإن أول ما عليك فعله أن تنظر في عينيه، لا تشيح بوجهك عنه، ولا تنظر في هاتفك، ولا ترمي ببصرك عبر النافذة.. إلخ، وإنما انظر في عيني محدثك مباشرة أو إلى وجهه على الأقل إن كان هو لا يحد النظر إليك حياءً أو لأن ثقافته تمنعه من ذلك، أو لأي سبب من الأسباب.

والهدف من هذا التواصل البصري أن يعلم محدثك أنك مهتم بما يقول، وأنك تعيره كل انتباهك؛ حتى تدفعه إلى التعبير عن نفسه على أفضل وأصدق نحو ممكن.

الصورة الذهنية للحديث

عندما يتحدث أحدهم، فإن عليك أن تُكوّن صورة أساسية دون أن تقع في فخ القولبة أو إصدار الأحكام الاستباقية عما يتحدث عنه هذا الشخص أو ذاك؛ فمن شأن هذا الصنيع أن يبقيك مركزًا مع الحديث.

وهذه الطريقة ستتيح لك أيضًا فرصة إبداء الرأي الجيد حين يحين دورك في الكلام، ولكن إن فقدت تركيزك أو تشتت انتباهك فإن عليك أن تعود أدراجك مرة أخرى، وتمنح أذنيك لمحدثك، فليس هذا نافعًا في تحسين مهارة الإنصات فحسب وإنما أحد مقتضيات الأدب كذلك.

القولبة وإصدار الأحكام

-أمران أساسيان يعينانك على تنمية مهارة الإنصات: عدم التسرع، وعدم إصدار الأحكام على المتحدث أو قولبته في قالب معين.

فإن اكتشف الناس فيك ذلك فلن يأتيك أحد ويميط اللثام عن قلبه، ويفصح لك عن مكنون ضميره. المهم إذًا ألا تصدر أحكامًا على المتحدث، وحتى وإن سمعت بعض الكلام الذي يسبب لك الضيق أو الانزعاج كن هادئًا، وتذكر أن هذا الشخص يسرد وجهة نظره الخاصة، ويقدم لك رؤيته ومنظوره الخاص، وليس مطلوبًا سوى أن تتفهمه وحسب.

المقاطعة واقتراح الحلول

تلك واحدة من أصعب خطوات تنمية مهارة الإنصات لكنها الأهم تقريبًا، فلا يجمل بك أن تقاطع شخصًا يحدثك حتى وإن كان يتحدث ببطء، وإنما يتعين عليك أن تتحلى بالصبر، وأن تجلي المسائل في ذهنك بينما يتحدث إليك هذا الشخص.

أما إن عمدت إلى المقاطعة فتأكد أنها توصل رسائل سلبية تمامًا؛ فالذي يقاطع متحدثه ويصر على ذلك إنما هو يقول بلسان الحال: “أنا أكثر أهمية منك”، أو “كلامي أكثر دقة وأهمية من كلام”، أو “رأيك لا يهمني”، أو “لا وقت لدي للاستماع إلى رأيك”.

وعلى الناحية الأخرى فلزامًا عليك أن تمتنع تمامًا عن إبداء الحلول أو اقتراحها، الحق أن أغلب الناس حين يتحدثون إليك لا يريدون منك تقديم حلول، وإنما فقط يطمحون إلى التفهم.

وحتى إن كان لا بد من إبداء حل أو اقتراحه فلتحصل على إذن المتحدث أولًا قبل أن تمطره بآرائك النيرة.

زر الذهاب إلى الأعلى