تقرير عن الأوليمبياد / نقول لهؤلاء “سعيكم مشكور” ..وللآخرين”سعيكم مكروه”
الألعاب الشهيدة هى طريق الميداليات دائما ..والكرة “صدعتنا” بـ”جعجعة” فاضية
تقرير كتبه إبراهيم كمال
مع انتهاء الأوليمبياد فى نسختها رقم “32” ..وقبل أن نطوى صفحاتها علينا أن نقف وقفة جادة ونسأل أنفسنا ماذا ربحنا ..وماذا خسرنا ؟من مشاركتنا بأكبر بعثة فى تاريخ مصر”134″لاعبا كما كانت رددت اللجنة الأوليمبية هذه النغمة وكأنها “ميزة” وكأنها أيضا لاتعرف ليس بكثرة العدد.
نفتح صفحات الدورة نستعيد ماقدمناه فيها لنأخذ من إيجابياتها ونبنى عليها ونحاول أن نتلافى السلبيات مستقبلا..من يستحق أن نقول له “سعيكم مشكور” ومن يستحق مقولة “سعيكم مكروه”؟ أو بمعنى آخر..من نرفعه على “الراس” ومن يستحق أن نطلق عليه “الرصاص”.
لن نعقد مقارنات بين هذه الدورة وسابقاتها لإننا من الطبيعى أن نكون فى مكان أفضل فى ظل التطور الذى نعيشه فى كافة المجالات ومن المفروض أن تكون رياضتنا أحد أهم تلك المجالات لإنها سفيرة مصر فى مثل تلك المحافل..ولأن صناعة الحلم أفضل من العيش فى الوهم.
قبل السفر إلى طوكيو خرجت علينا اللجنة الاوليمبية بتصريحات متفائلة كالعادة بأن مسئوليها يتوقعون ميداليات عديدة بناء على ماحققه لاعبونا فى بطولات منها دولية ومنها قارية لم نطلب منهم مالاطاقة لهم بها فقط كنا نريد فرحة أكثر من الفرحة لتبييض وجهنا فى المرآة الأوليمبية ..لكن ..من كانت العيون ترصدهم أخفقوا..وأفرزت الدورة نجوما آخرين لم يكونوا فى الحسبان.
وأبطال مصر عودونا دائما أن المفاجآت تأتى على يد لاعبين غير معروفين بعيدين عن الأضواء ولنا فى ذلك امثلة عديدة فى دورات سابقة أبرزهم السباحة رانيا علواني والرباعة نهلة رمضان ولاعبة الجودو هبة رشيد ولاعب رمي الرمح إيهاب عبد الرحمن والذين وضعنا عليهم آمالنا ثم عادوا كما سافروا .
وفى النسخة الحالية التى طوينا صفحاتها كانت المحصلة 6 ميداليات بعدما حملت المنافسات الأخيرة من الدورة البشارة وانتزعت النجمة فريال أشرف أغلى ميدالية فى طوكيو ل”تبيض” وجوهنا وتزين صدورنا وهى ذهبية الكاراتيه لتكون السادسة لنا بعد أن سبقتها هداية ملاك وسيف عيسى في التايكوندو ومحمد إبراهيم “كيشو” في المصارعة الرومانية، وجيانا فاروق في الكاراتيه، وقد حصدوا جميعا ميداليات برونزية بالإضافة إلى أحمد الجندي الذي تألق في منافسات الخماسي الحديث لينال ميدالية فضية .
هداية ليست مفاجأة
لم يكن فوز هداية ملاك مفاجأة فقد سبق وان اسعدتنا من قبل فى دورة “ريو” وجاءت بالفرحة ومعها زميلها سيف عيسى ليؤكد أن التايكوندو اتحاد “مبدع” وضع أقدامه على الطريق ولايريد أن يحيد عنه ليؤكد أن هناك تخطيطا سليما مع وضع برامج إعداد قوية تتناسب مع أهمية وقوة الحدث.
كان كيشو المفاجأة بانتزاعه برونزية المصارعة لإنه نفسه لم يتوقع لضعف الإعداد بل أنه صرخ بأعلى صوته قبل الأوليمبياد بشهور قليلة بسبب معاناته من الإهمال لكنه مع ذلك اعتمد على نفسه فى انتزاع برونزية استحقها باجتهاد شخصى من اللاعب نفسه
اللاعب كان يعانى من ضعف الإعداد حتى أنه كتب عبر صفحته على «فيسبوك» في شهر أبريل الماضي قائلاً :الأولمبياد لست مسؤولاً عنها من اللحظة وكلامي واضح للجميع، لن أُثقل بالحمل وحدي
وأضاف: «حسبي الله ونعم الوكيل، في كل مسؤول مقصر في مستقبلي الرياضي “
هذا الكلام يعكس ماعاشه اللاعب من إهمال مسئولى اللعبة فلا معسكرات أو تدريبات وملاعب تدريب أو حتى ملابس تليق بلاعب يتم تجهيزه لدورة أوليمبية كبرى.
تلك الظروف عاشها من قبل لاعبون كنا نضع عليهم أمالنا فى تحقيق ميدالية أوليمبية مثل لاعبى الأثقال محمد إيهاب وسارة سمير عقب تحقيق كل منهما برونزية فى أوليمبياد “ريو” حتى ان سارة قالت سأعتزل لعبة رفع الأثقال لم أجد من يقف بجواري في أزمتي..جاء ذلك بعد رسوبها فى امتحان الثانوية العامة لتغيبها عنه بسبب تواجدها فى البرازيل فى ذلك الوقت.
ولعبة الاثقال لها حكاية اخرى بعدما غابت عن منافسات طوكيو حيث ورط الاتحاد لاعبيه فى قضية منشطات ابعدتهم عن تلك الدورة.
ليست الأثقال وحدها التى تعانى من الإهما لكن سبقهما أيضا البطل الأوليمبى كرم جابر صاحب ذهبية اوليمبياد اثينا الذى لم يجد أى اهتمام بعد تلك الميدالية فسافر الى امريكا بحثا عن المال والحال نفسه لزميلة محمد عبد الفتاح “بوجى”.
القدم ..لاجديد
كرة القدم لم تقدم أى جديد ..ورحل الى طوكيو ومعه كل الطموح فى أن يكون لنا دور مهم فى المنافسات ..لكننا فوجئنا بفريق كل همه ألا يخسر وأن يكتفى بالتعادل وكأن التعادل فى كل المباريات سيأتى بالميدالية التى تروادنا فى لعبة جماعية ..صنعنا له تمثالا من “العجوة” عقب تعادله مع اسبانيا فى أول لقاء وهو مااعتبره ‘نجازا لكنه جاء وخسر أمام الأرجنتين التى كان منتخبها لاحول له ولاقوة بدليل خسارته الغريبة أمام استراليا ..وبعدما تأهلنا الى دور الثمانية بالفوز على استراليا وهو أفضل إنجازاتنا وفى الدور التالى لم يغير الجهاز الفنى شيئا فى خططه وتكتيكه امام البرازيل ودفاع وخسر وعاد “صفر اليدين”.
بسمة اليد
منتخب كرة اليد كان البسمة التى لم تستمر ..عشنا معه أجمل أيام ..أداء بطولى من كل لاعبيه روح قتالية فى الملعب ويعتبر المركز الرابع الذى حصل عليه أقل كثيرا مما قدمه لاعبوه لكنه أجاد وأبدع وأمتع ونال أشادة من الجميع وعلى رأسهم الرئيس السيسى.
هؤلاء فقط نرفع لهم القبعة..ويستحقون “سعيكم مشكور..أما الآخرون خاصة كرة القدم التى تأخذ منا ومن ميزانيتنا وجهدنا الكثير فلا سعى لهم ..وان سعوا فسعيهم “مكروه” بكل ماتحمله الكلمة جعلونا نعيش فى وهم ضجيج وجعجعة وصراخ فى مناقشات لاجدوى منها بين أهلى وزمالك وغيرهما من الأندية لا تتحمل المسئولية .
الدورات الأوليمبية دائما متؤكد لنا أن الإهتمام باللعبات التى يطلق عليها “شهيدة” هى الملاذ الأول والأخير لرفع علم مصر مع النشيد الوطنى فى الدورات الاوليمبية خاصة ان تلك الالعاب هى التى شدتنا اليها ولفتت أنظارنا بإجادتها ومحاولاتها على الاقل باقل الامكانات المتاحة وسط عدم اهتمام وتجاهل من المسئولين.