شبح الثانوية العامة يحصد أرواح الطلاب في مصر.. وطبيب نفسي يكشف الأسباب والعلاج

كتبت : دينا سليمان

تشهد مصر الأن وبالتحديد منذ أمس الثلاثاء الموافق 17 أغسطس 2021، حالة مركبة من المشاعر بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة، على إثراها تقسمت المنازل المصرية لأربع أقسام.

فنجد فئة يمتلئ منازلهم بالزغاريد والفرحة بعد حصول أبنائهم على درجات عليا تؤهلهم للكليات الكبرى، وفئة آخرى في حالة سعادة مقننه بعد تحقيق درجات النجاح، وآخرين في حالة بكاء وحزن بسبب الرسوب أو انخفاض المجموع، وفئة رابعة اكتست بالسواد بعد أن قررأبنائهم التخلص من حياتهم بعد الحصول على نتائجهم للهروب من تعرضهم للتأنيب وشعورهم بالذنب لعدم قدرتهم على تحقيق المستوى اللائق بالجهد والتعب المبذول من قبل الأهالي تجاه أبنائهم على مدار الثلاث سنوات للثانوية العامة.

مشاهد متنوعة تحتاج وقفه مع النفس ولحظة من التفكير لماذا تحولت مرحلة دراسية في عمر الأبناء من مجرد سبيل للحصول على شهادة تؤهل لمرحلة أكبر ينهون بها الحياة العلمية، للإتجاه للحياة العملية يستطيع بكل سهولة خلالها الطالب السعي عدة مرات بقدر إمكانياته لتحقيقها، دون الشعور بأن أول فشل يكون نهاية الحياة، ويتحول لشبح يزهق الأرواح ويترك الحسرة والألم في قلوب الأباء والأمهات.

من السبب؟ هل منظومة التعليم والقائمين عليها هم من وراء الثانوية العامة لكابوس يعاني منه الطلاب؟، أم الأهالي الذين يفقدون الوعي والثقافة الكافية للتعامل مع أبنائهم في تلك المرحلة.

تسائلات كثيرة تحتاج البحث لمعرفة الدوافع وراء ما تشهده مصر كل عام بعد اعلان نتيجة الثانوية العامة، أو “شبح الموت” كما اشتهر عنها التي نجحت في خلال 24 في حصد 4 أروح لزهرة شباب مصر، وذلك بعد إقدامهم على الإنتحار لتخلص من حياتهم بعد سماع النتيجة.

فقد أقدمت طالبة على إلقاء نفسها من الدور السادس من منزلها بالمنوفية، بعد أن علمت بدرجاتها في الثانوية العامة، وعلى إثراها لفظت أنفاسها الأخيرة في الحال.

وأقبلت طالبة إخرى على الإنتحار بإبتلاع كمية من الأقراص المهدئة وهي الأن تصارع الموت.

بينما لقي طالب مصرعه شنقاً داخل منزله بمركز أبوتشت شمال قنا، يدعى “عبدالله.ع.ر” ١٨ عاماً،  بعد فشله في النجاح و الحصول علي مجموع يؤهله للالتحاق بالجامعة.

بينما لقت طالبة مصرعة بإلقاء نفسها من الدور الرابع في القليوبية، وهل ستكون هذة أخر ما نحصده من الثانوية العامة أم سوف يستمر المسلسل في العرض.

وحرصا على البحث عن أسباب تلك الأحداث، “نمبر 1 نيوز” تواصل مع الدكتور مهاب عبد الباقي أخصائي المخ والأعصاب والطب النفسي، لسؤاله عن العوامل المؤدية لسوء الحالة النفسية لطلاب الثانوية العامة.

قال الدكتور مهاب عبد الباقي، مفيش شك ان الضغط الكبير الذي يتعرض له طلاب الثانوية العامة بيولد مشاكل نفسية في فترة المراهقة.

وخاصة بعد الإمتحانات وظهور النتيجة والتنسيق والخوف الشديد من عدم اللحاق بالكلية المطلوبة وضغط الأهالي علي الأبناء كل ذلك يتسبب في المشاكل النفسية.

وكشف “عبد الباقي” أعراض تلك الحالة قائلا: “أعراض المشاكل دي هي “العزلة وعدم الرغبه في الاختلاط بالاخرين وعدم الرغبة في التحدث او الاستماع للاخرين ، كذلك التغير الملحوظ في الوزن وعدم القدرة علي التفكير أو اتخاذ قرار.

وأضاف “الطبيب النفسي” أن الالام والاوجاع المتفرقة وعدم الاهتمام بالمستقبل والتفكير بالانتحار والاكتئاب والخوف الشديد والقلق وقلة النوم في تلك الاوقات تكون مؤاشرات خطيرة على الطالب.

ونصح “الدكتور مهاب عبد الباقي” أولياء الأمور “أنه يجب علي الوالدين التحدث الي الابناء في تلك الظروف واستشارة الطبيب المختص لان اهمال تلك الاعراض قد تتسبب في مشكلات اكبر تنتهى بكارثة مثل “الإنتحار”.