المرأة والطفل
فضل وأهمية دعاء “الخروج من المنزل”

- إنّ في الدّعاء طاعة لله -تعالى- وبيان حاجة العبد له؛ فالعبد دون حِفظ الله وحمايته، لا يستطيع مواجهة عالمه الخارجيّ، فلا بدّ له من دعاء يُحصّن به نفسه، فما هو فضل وأهمية الدعاء عند الخروج من المنزل؟ وما هو دعاء الخروج من المنزل؟ وهل هناك أدعية مأثورة عند الخروج؟
- إنّ الذكر يُورِث العبد الإنابة؛ وهي الرجوع إلى الله في كُلّ أمر، فعلى قدر معرفة العبد لله ومحبّته له يكون ذكره، وتطمئن به نفسه ويأنس بالله، ويزول قلقه، قال -تعالى-: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّـهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَـٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
- والدعاء هو ذكرٌ وعبادة خالصة لله -سبحانه وتعالى-، ولم تترك الشريعة الإسلامية جانباً من جوانب حياة المسلم إلّا وأدخلته ضمن منظومتها وعنايتها؛ لذلك يجد المسلم فيها من الأدعية ما يُبقيه على اتِّصال دائم بالله -تبارك وتعالى-، وتوكّلٍ عليه وطلبٍ لعونه وقوّته ومعيّته، ومثال على ذلك دُعاء الخروج من المنزل. ومما يدلّ على فضل ذكر دعاء الخروج ما رواه المنذري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- بإسناد صحيح، عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: (إذا خرج الرَّجلُ من بيتِه فقال بسمِ اللهِ توكَّلتُ على اللهِ لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ يُقالُ له حسبُك هُدِيتَ وكُفِيتَ ووُقِيتَ وتنحَّى عنه الشَّيطانُ).
- ومن المُستحبّ للمسلمين الاقتداء بما دعى به نبيهم محمد -صلّى الله عليه وسلّم- عند خروجه من المنزل، ومثاله ما رواه النووي عن أمّ سلمة -رضي الله عنها- بإسناد صحيح أنَّها قالت: ما خرج النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من بيتي قطٌ إلّا رفع طرَفة إلى السماء، فقال: (بسمِ اللهِ، توكلتُ على اللهِ، اللَّهمَّ إني أعوذُ بك أن أَضِلَّ أو أُضلَّ، أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ، أو أَظْلِمَ أو أُظْلَمَ، أو أجهلَ أو يُجهلَ عليَّ).
- أهمية دعاء الخروج من المنزل بعد بيان فضل دعاء الخروج من المنزل، لا بدّ للمسلم أن يعلم ما أهميّة هذا الدُّعاء؛ فهو عند ذكره هذا يخرج من حوله وقوّته إلى حول الله وقوّته، وتتلخّص أهمية دعاء الخروج من المنزل بما يأتي:
- الطلب من الله تعالى- أن يُسهّل على المسلم أموره؛ فلا يَضرُّ أحداً ولا يتعرَّض للضرر من أحدٍ، ولا يظلم أحدًا ولا يتعرَّض للظُلم من أحد. الوقاية والحفظ من الشيطان، كما ورد في حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه-. كفاية الشرِّ عن المسلم وتقدير الخير فيما يسعى إليه من أعمال. عبادة الله -سبحانه وتعالى-؛ وذلك بالدُّعاء وطلب الحاجة من الله لما في ذلك من استشعارٍ بالعبودية.
- شرح دعاء الخروج من المنزل دلّت الأحاديث النبوية على كيفية قول دُعاء الخروج من المنزل؛ فهو يُقال حال الخروج من المنزل، دون المبالغة في رفع الصوت بحيث يجهر المسلم به جهراً يسمعه منه القريب دون البعيد وذلك لِما رُوي من حديث أمِّ سلمة -رضي الله عنها-، أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا خرج من بيته قال: (بسم الله، توكلت على الله) .
- وهناك نصوص أخرى منها قول النبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا خَرَج الرَّجلُ مِن بابِ بَيتِه أو مِن بابِ دارِه، كان مَعه مَلَكانِ مُوكَّلانِ به، فإذا قال: بِسمِ اللهِ، قالا: هُديتَ، وإِذا قال: لا حَولَ وَلا قوَّةَ إلَّا بِاللهِ قالا: وُقيتَ، وَإذا قال: تَوكَّلتُ على اللهِ، قالا: كُفيتَ، فيَلْقاه قَريناهُ، فيَقولانِ: ماذا تُريدانِ مِن رَجلٍ قد هُدِي وكُفِيَ ووُقِيَ؟.
- الأدعية المأثورة للخروج من المنزل هناك صيغٌ عديدة لدعاء الخروج من المنزل وردت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ومنها ما يأتي: ما رواه أنس بن مالك عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه
- قال: (إذا خرَجَ الرَّجُلُ من بَيتِه، فقال: باسمِ اللهِ، تَوكَّلتُ على اللهِ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلَّا باللهِ، قال: يُقالُ حينئذٍ: هُديتَ، وكُفيتَ، ووُقيتَ، فتَتنحَّى له الشَّياطينُ، فيقولُ شَيطانٌ آخَرُ: كيف لك برَجُلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ؟.
- ما روته أمُّ سلمة عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان إذا خرج من بيتِه قال: (بسمِ اللهِ، ربِّ أعوذُ بكَ من أن أزِلَّ، أو أَضِلَّ، أو أظلِمَ أو أُظلَمَ، أو أَجهَلَ أو يُجهَلَ علَيَّ) .