مقالات

مريم عرجون تكتب : الإيالة التونسية

عجزي عن الكتابة ماهو إلا صمتا عن حب لم أجد حبر يليق به وكلمات تعبر فحبي لها ما هو إلا حب لوطن عربي بأكمله بل هو عشق ينير دروب العشاق إلى كل المدن، حبي  للإيالة الخضراء درة المتوسط المزهوة تستلقي بقامتها الممشوقة على الأرض السمراء بفستانها الأخضر البهي الذي يراقص النسيم التي ترتمي به من  جبالها الزمردية الشامخة المطرزة بأشجار الفلين، ورمالها الساحرة في حضن ساحلها الأبيض المتوسط إلى صحراءها الخضراء التي إكتساها النخيل، فصارت لوحة  فسيفساء بما حباها به الله من جمال الذي يستهوي القلوب ويمتع الحواس،أرض الأنس تتباهى بجمالها بلا خجل، جمالها المنثور من خصرها وبين جدران أزقتها العتيقة يطيب لكل مهاجر  العيش بالديار الكريمة التي تسكنك  وسط  جوانحي الجود  الكاف والكافل والمائل،فتضاحك الأنس فيها كسنفونية عذبة هرب عرجا إلى ديارها كل  متيم.
   ياسمينة الساحل البيضاء مغناطيس الأرواح و زرقاء العيون العذبة من طبرقة ومدينة الكاف يمتزج عذب مائها بعبق تاريخها ،  تاريخ لمدينة الأسرار والأبواب إنها الشعلة المتجددة الزاخرة بتعاقب حضراتها من المسرح الروماني، قرطاج، قَصْر الجَمّ، جامع الزّيتونة ، دقة  ومدينة سوسة النموذج الأول للإسلام و التي سادتها ثقافة التعلم فكانت مركزا للثقافة العربية التي صارت منطقة الجذب السياحي و لطالما كانت أيضا ملتقى الثقافات العالمية.
وعلى ضجيج الواقع في زحمة الأحداث وصفوكي لي يا مؤنسة يا أرضا تحمل الآهات وضاق لشوقك الوريد فإشتقت لرؤياك وأنا لا أسأل عن شوقك يا خضراء فأنت عني مشغولة. تنوئي بحمل طيبكي في صخب الروعة و لا تبخل بكلّ التّحايا الأنيقة تحت ظل العلم  الأحمر الكبير.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى