من داخل السجن..”العارضة” يكشف أسرار خطيرة عن عملية الهروب من “جلبوع”
روى الأسير الفلسطيني محمود العارضة، المعاد اعتقاله بعد واقعة فراره من سجن «جلبوع» عبر «نفق الحرية»، تفاصيل مذهلة حول عملية الهروب وخطته خلال زيارة محامي هيئة شؤون الأسرى رسلان محاجنة له أمس الثلاثاء.
وقال المحامي رسلان محاجنة، في وصف الأسير العارضة، «قابلت قائدًا حقيقيا واعيًا مثقفًا، وهو موسوعة مطلعة معنوياته عالية فخور بنفسه وبما فعل، وواثق وقوي مدرك لأبعاد ما يجري ولأساليب الاحتلال في التحقيق لإحباطه نفسيًا».
وحكى محاجنة، نقلًا عن الأسير محمد العارضة، الذي قال له: «لم يكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنا المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية».
وأضاف الأسير العارضة، في حديثه لمحاجنة، «بدأنا الحفر في شهر ديسمبر 2020، حتى هذا الشهر»، ما يعني أن حفر النفق استغرق تسعة أشهر تقريبًا.
وتابع العارضة، في روايته لتفاصيل الهروب، «كان لدينا خلال عملية الهروب راديو صغير، وكنا نتابع ما يحصل في الخارج».
ومضى يقول: “بعد الهروب، حاولنا قدر الإمكان عدم الدخول للقرى الفلسطينية في مناطق الـ48 حتى لا نعرض أي شخص لمسائلة”.
وأشار العارضة قائلًا: “كنا الأسرى الستة مع بعضنا حتى وصلنا قرية الناعورة ودخلنا المسجد، ومن هناك تفرقنا كل اثنين”، مضيفًا: “حاولنا الدخول لمناطق الضفة، ولكن كانت هناك تعزيزات وتشديدات أمنية كبيرة”.
وعن اعتقالهم، أبلغ الأسير محمود العارضة، المحامي رسلان محاجنة بأنه “تم اعتقالنا صدفة ولم يبلغ عنا أي شخص من الناصرة، حيث مرت دورية شرطة وعندما رأتنا توقفت وتم الاعتقال”.
وأردف قائلًا: “استمر التحقيق معي منذ لحظة اعتقالنا وحتى الآن”.
الجدير بالذكر أن ستة أسرى فلسطينيين قد تمكنوا من الهروب من سجن “جلبوع” شديد الحراسة، في 6 سبتمبر الجاري، في ضربةٍ قويةٍ للمنظومة الأمنية الإسرائيلية، إلا أن قوات الاحتلال أعادت اعتقال أربعة منهم، مساء أمس الجمعة وفجر السبت، بشكلٍ متتابعٍ.
والأسرى الستة هم كلا من “محمد العارضة، ومحمود العارضة، وزكريا الزبيدي، ويعقوب قادري، ومناضل يعقوب، نفيعات وأيهم فؤاد كمامجي”.
ولا يزال الأسيران مناضل نفيعات وأيهم كمامجي حرّين طليقين حتى الآن، في وقتٍ تكثف فيه قوات الاحتلال عمليات البحث عنهما.
ومثل الأسرى الأربعة المعاد اعتقالهم، يوم السبت الماضي، أمام محكمة “الناصرة” الإسرائيلية، والتي قررت تمديد اعتقالهم لتسعة أيام.
وقبل يومين من اعتقال أي أسير من الستة، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: إن “عملية مطاردة الأسرى الستة هي الأكبر في تاريخ إسرائيل”، مشيرةً إلى أنها تشارك فيها 730 مركبة شرطة وطائرات مروحية ومسيرة.
وتحدثت الصحيفة، عن أن الجيش الإسرائيلي يستخدم قدرات غير مسبوقة من مجسات ومنظومة رقابة في البحث عن الأسرى الفارين من سجن “جلبوع”.