“ناسا” تكشف اسرار “أرض العرب” فى المريخ
تثير بعض الصور الملتقطة من المريخ استغراب الخبراء والعلماء، حيث تشكل بعض المشاهد صورا مشابهة إلى حد كبير لتلك الموجودة على سطح الأرض، لكن بعض هذه الصور يثير الحيرة والاستغراب بسبب وجود علامات غريبة في التضاريس الطبيعية.
وتثير بعض المشاهد التي سجلتها عدسات المسابير الجوالة من الفضاء الغامض حيرة العلماء، خصوصا الصور الأخيرة الملتقطة من الكوكب الأحمر، حيث استغرب العلماء للوهلة الأولى مشهد المدرجات في منطقة “أرض العرب” (Arabia Terra) في المريخ.
المثير في المشهد الملتقط لـ”أرض العرب” (Arabia Terra) في المريخ هو وجود المدرجات الزراعية أو المصاطب الزراعية (agricultural terrace)، حيث قام المزارعون منذ آلاف السمنين بابتكار طريقة فريدة للحفاظ على التربة الزراعية من الانجراف، حيث تتبع هذه الخطوط تقريبا خطوط الكونتور الطبيعية للتضاريس الأرضية، وهو أمر معتاد ويمكن مشاهدته في أغلب الأراضي الزراعية حول العالم خصوصا في التلال والجبال. لكن أن نجد مشهدا مشابها في المريخ، فهو أمر مثير للحيرة.
وحيرت الصور الملتقطة من مناطق أرض العرب، كما يلقبها العلماء، وهي منطقة نجدية كبيرة تقع شمالي كوكب المريخ، يمتد أغلبها في مربع العرب وجزء صغير منها في مربع مير أسيداليوم، وتعتبر من أقدم التضاريس على الكوكب الأحمر.
كشفت وكالة الفضاء الأمريكية مؤخرا عن معلومات من شانها أن تفسر هذا المشهد الغريب على سطح المريخ الشمالي والذي وصف بالغامض في أكثر من مناسبة.
وبحسب “ناسا” حدث ما أطلق عليه بـ”الانفجارات الفائقة” في مناطق “أرض العرب” شمالي المريخ استمرت حوالي 500 مليون عام تقريبا قبل 4 مليارات سنه، نتج عنها هذا المشهد الغريب.
حدثت ما يسمى بـ”الانفجارات الفائقة” في منطقة شمال المريخ تسمى Arabia Terra على مدى 500 مليون سنة يعود تاريخها إلى ما يقرب من 4 مليارات سنة.
وتوصل الباحثون الذين درسوا التضاريس والتركيب المعدني للمنطقة إلى هذا الاكتشاف، ونشروا بحثهم في مجلة “Geophysical Research Letters”.
وبحسب عالم الجيولوجيا في مركز “جودارد” لرحلات الفضاء التابع لناسا والذي قاد دراسة المنطقة، باتريك ويللي، فإنه “سيتعين على دارسي مناخ المريخ القيام ببعض الأبحاث لمحاولة فهم تأثير البراكين” على المنطقة.
اعتقد العلماء في البداية أن مناطق ثقوب “الكالديرا” هي عبارة عن منخفضات ناتجة عن اصطدام كويكب، لكن العلماء لاحظوا في عام 2013 أن علامات الانهيار لم تكن مستديرة تمامًا في حواف الحفر.
وقال ويللي: “قرأنا تلك الورقة وكنا مهتمين بمتابعتها، لكن بدلا من البحث عن البراكين نفسها، بحثنا عن الرماد لأننا لا تستطيع إهمال هذا الدليل”، بحسب “فوكس نيوز”.
وقام الفريق بفحص المعادن السطحية الموجودة في المنطقة بالتعاون مع الباحثة، ألكسندرا ماتيلا نوفاك، عالمة البراكين في مختبر “جونز هوبكنز” للفيزياء التطبيقية التابع لـ”ناسا”.
وباستخدام الصور الملتقطة من مطياف التصوير المداري، درس الباحثون جدران الأخاديد والحفر على امتداد مئات إلى آلاف الأميال، وحددوا المعادن البركانية التي تحولت إلى طين بواسطة الماء.
قاموا بعمل خرائط طبوغرافية ثلاثية الأبعاد لـ”أرض العرب” وقارنوا البيانات المعدنية بالخرائط من أجل رؤية طبقات الرماد محفوظة بشكل جيد إلى وقتنا الحالي.
وبحسب بيان “ناسا” فإنه “من المحتمل أن البراكين شديدة الانفجار كانت مركزة في مناطق على المريخ ولكنها تآكلت ماديا وكيميائيا أو تحركت بسبب الصفائح التكتونية” أدت إلى تجمعها في منطقة واحدة على المريخ.
ونوه البيان إلى أن “هذه الأنواع من البراكين المتفجرة يمكن أن توجد أيضًا في مناطق قمر المشتري أو يمكن أن تتجمع أيضا على كوكب الزهرة.”
وتسبب البراكين عادة مصاطب ناتجة عن سيلان الحمم البركانية، تمتد على شكل دوائر أو أقواس حول فوهة البركان، وهو ما يلاحظ في الصور الملتقطة لأرض العرب في المريخ والتي تفسر سبب هو المصاطب