الكلاب المغنية .. تعود للبرية
يرجع أقدم دليل على وجود كلاب الـ”دينجو” إلى نحو 3500 عام مضت، ويعتقد العديد من علماء الآثار أن الكلاب المغنية ذات اللون الداكن والشعر القصير ظهرت في غينيا الجديدة في نفس الوقت تقريبا، ومن المحتمل أن تكون قد نقلت على القوارب.
يعيش ما بين 200 و300 كلب غيني جديد في حدائق الحيوان والملاجىء حول العالم، حسبما نشر موقع “ساينس”، ولكن لم يكن هناك شهود عيان لتأكيد وجودهم في البرية منذ السبعينيات، حيث يتزايد التعداد السكاني بسرعة في الموطن الطبيعي للكلاب البرية، ومع ذلك، فقد زعم السكان المحليون لسنوات أنهم سمعوا من حين لآخر نباح هذه الكلاب الشبيه بالغناء.
قاد عالم الحيوان جيمس ماكنتاير رحلة استكشافية إلى مرتفعات بابوا في النصف الغربي من الجزيرة بالقرب من منجم جراسبيرج (الذي يعتبر واحداً من أكبر مناجم الذهب والنحاس في العالم) لدراسة كلب المرتفعات البري، وهو كلب غامض بنفس قدر الكلاب المغنية ولم تتم ملاحظته إلا من خلال الملاحظات المروية عن شهود عيان وصورتين تم التقاطهما في عامي 1989 و2012، وفي تلك الرحلة الاستكشافية، قام ماكنتاير وزملاؤه، بما في ذلك علماء من جامعة بابوا، بتصوير وجمع عينات براز من 15 كلبًا بريًا في المرتفعات، حيث شابهت بسلوكها ونباحها كثيرًا كلاب غينيا الجديدة المغنية.
بعد ذلك بعامين، تمكن الباحثون من جمع عينات دم من ثلاثة كلاب من هذا النوع. وقام العلماء بكشف تسلسل الجينوم للكلاب الثلاثة وقارنوا الحمض النووي الخاص بهم مع ذلك الخاص بـ 16 كلبًا غينياً مغنيًا في غينيا الجديدة، و 25 من كلاب الدينجو الأسترالية، وأكثر من 1000 كلب من 161 سلالة أخرى، وكشفت النتائج أن كلاب المرتفعات البرية، والكلاب الغينية الجديدة تتشارك ملامحا وراثيةً متطابقةً تقريبا، وكلاهما مرتبطان ارتباطًا وثيقًا بكلب الدينجو، وتقل نسبة التطابق مع الكلاب الأخرى ذات الأصول الشرق آسيوية مثل تشاو تشاو، أكيتا، وشيبا إينو.
وقال بيتر دواير، عالم الحيوان في جامعة ملبورن: “إن العمل عبارة عن دراسة مفيدة للغاية في إطار العمل الجاري على فك ارتباط العلاقات بين الكلاب في غينيا الجديدة”، لكنه يحذر من أن “هناك حاجة إلى مزيد من الأدلة لاستنتاج أن الكلاب الغنائية في غينيا الجديدة تمثل مجموعة فريدة من الكلاب القديمة، تختلف عن الكلاب الأخرى في الجزيرة”.
يقول دواير إن عمله الخاص يشير إلى أن الكلاب المغنية قد تكون من نسل كلاب القرية، وبعضها يشترك في العديد من خصائص الكلاب البرية في المرتفعات التي تعيش بالقرب من منجم جراسبيرج. ويذكر أن كلاب الدينجو الأسترالية بدورها مهددة بالانقراض، ومن أهم أسباب ذلك هون بناء المستوطنين الأستراليين لسياج عبر البلاد لمنع الكلاب من التهام المواشي، ما أدى لفصل موطنها الطبيعي عن فرائسها، وخصوصا حيوان الكنغر، وبالتالي أصبحت شبه منقرضة من البرية.