مدير إدارة الوافدين بالتعليم العالي : خطة الدولة أن يصل عدد الطلاب الوافدين فى عام 2025 إلى 200 ألف طالب
- الطلاب العرب الأكثر إقبالا على الطب.. والأفارقة على هندسة البترول والزراعة والآداب واللغات.. ودول شرق آسيا على التعليم الإسلامى واللغة العربية
-من الجامعات المصرية تخرج العديد من الشخصيات البارزة على مر عقود سابقة، من الوطن العربى ودول أخرى كثيرة إسلامية وإفريقية، وتقلد الكثير منهم مناصب رفيعة فى دولهم، نظرا لما يحظى به التعليم المصرى من تقدير واحترام فى العديد من دول العالم.. واليوم مازالت الجامعات المصرية تواصل مسيرة عطائها وتنويرها، حيث يأتى كل عام آلاف الطلاب الوافدين للتعلم، كما أطلقت الدولة المصرية العديد من المبادرات للتشجيع على جذب المزيد من هؤلاء الطلاب، فإضافة إلى تخرجهم من الجامعات المصرية، فهم رسل سلام ومحبة وقوى ناعمة، تعكس حجم الدور التنويرى المصرى فى محيطه الإقليمى.
-إلى أى مدى تواصل مصر دورها الريادى والتنويرى فى مجال استقبال العديد من الطلاب الوفدين إليها من أنحاء العالم للالتحاق بالجامعات المصرية وعددهم، والكليات الأكثر إقبالا عليها، يدور حوارنا مع الدكتورة رشا كامل، رئيس الإدارة المركزية لشئون الوافدين بوزارة التعليم العالى والبحث العلمى.. وإلى تفاصيل الحوار:
- كم عدد الطلاب الوافدين إلى الجامعات المصرية من الدول العربية والجنسيات الأخرى؟
-لدينا فى الجامعات المصرية نحو 102 ألف طالب وافد من مختلف الجنسيات وأكثر الجنسيات العربية التى تعتبر مصر وجهة أساسية لها فى التعليم، دولة الكويت حيث يوجد 20 ألف طالب كويتى يدرسون فى الجامعات المصرية، وهى أكبر دولة تصدر طلابا إلى مصر، تليها دولة السعودية ثم البحرين ثم الإمارات ثم الأردن ثم العراق ثم قطر، كما أن 70% من هؤلاء الطلاب الوافدين من الذكور و30% من الإناث.
- ما الكليات الأكثر إقبالا عليها من الطلاب الوافدين؟
كليات القطاع الطبى الأكثر إقبالا من قبل الطلاب العرب، حيث تستحوذ على نسبة تصل إلى 60% من إجمالى الطلاب الوافدين المتقدمين للدراسة فى الجامعات المصرية، وهى دراسة الطب وطب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى ثم تأتى دراسة الهندسة والفنون الجميلة والفنون التطبيقية، ثم التربية الرياضية، ثم التجارة والحقوق. أما الطلاب الوافدون من الدول الإفريقية، فاهتمامهم بخلاف الطب والهندسة، ينصب على دراسة التمريض وهندسة البترول والزراعة والآداب واللغات، كما أن هناك دائما إقبالا من دول شرق آسيا للتعليم هنا، خصوصا التعليم الإسلامى واللغة العربية، ولكن أخيرا هناك إقبال من دول مثل الهند وماليزيا وباكستان وأفغانستان على دراسة الطب البشرى وطب الأسنان داخل الجامعات المصرية.
- أى الفترات شهدت إقبالا كبيرا أو انخفاضا فى عدد الطلاب الوافدين؟
مصر كانت وما زالت وستظل الوجهة الأولى للتعليم الجامعى، خصوصا أمام الطلاب العرب، ولكن جاءت فترة تراجع فيها عدد الطلاب الوافدين إلى الجامعات المصرية، وهى الفترة من 2011، حتى تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية 2014، ولهذا التراجع أسبابه من عدم الاستقرار السياسى، والأمن والأمان فى تلك الفترة، حيث إن توافر الاستقرار السياسى والأمنى من أهم عوامل جذب الطلاب من دول أخرى للتعليم داخل مصر. وبعد تلك الفترة اهتم رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى شخصيا بهذا الملف، لإعادة ريادة مصر لهذا المجال الحيوى أمام الطلاب العرب فى الدول الشقيقة، خصوصا أنه ملف سياسى واقتصادى وقوى ناعمة من خلال وجود الطلاب كسفراء لمصر داخل بلدانهم، كما وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير التعليم العالى بعمل مبادرات لإعادة جذب الطلاب الوافدين وإعادة إقبالهم على التعليم داخل مصر، لذلك قمنا بعمل مبادرة “ ادرس فى مصر” ، خصوصا أن معظم الدول تعمل برامج ومبادرات للدراسة داخلها، وكان لهذه المبادرة مردود طيب وإقبال أكبر من الطلاب العرب على التعليم داخل الجامعات المصرية.
- نريد أن نعرف أكثر عن مبادرة «ادرس فى مصر» ؟
المبادرة، تم تنفيذها للتسويق وجذب الطالب الوافد للدراسة داخل مصر، والتعريف بكل ما يحتاج معرفته هو وأسرته قبل أن يتقدم بأوراقه لأى من الجامعات المصرية، وهدفنا فى المبادرة، أن نقدم كل التيسيرات والتسهيلات والتخفيضات، ومنها 20% خصم على تذاكر الطيران، وأيضا تسهيل الإقامات وتأشيرات الدخول، وتقديم تخفيضات فى بعض أماكن السكن، وتقديم تأمين صحى، وتخفيض فى وسائل النقل الداخلية، وزيارة المتاحف والأماكن السياحية، وتخفيض الاشتراك فى الأندية الرياضية، وتقديم برامج ثقافية ورياضية كاملة تفيد الطالب الوافد، كما قمنا بإنشاء 6 حسابات على منصات التواصل الاجتماعى (فيسبوك – تويتر – إنستجرام – يوتيوب – لينكد أن – تيك توك) وإطلاقنا قناة “ادرس فى مصر” على موقع يوتيوب، بالإضافة إلى خدمة الخط الساخن للطلاب الوافدين 19064 والتواصل عن طريق برنامج WhatsApp للرد السريع والمباشر على كل استفسارات الطلاب لتيسير التواصل وتحقيق أعلى جودة ممكنة.
- وماذا عن اعتماد الشهادات الجامعية المصرية؟
الإقبال الكبير من الطلاب الوافدين على التعليم داخل مصر، يعكس مدى قبول واعتماد الشهادات الجامعية المصرية، ولكل دولة الحق فى أن تعتمد ما تراه من جامعات الدول الأخرى، وهو نظام متبع فى دول العالم، ونحن نفعل ذلك أيضا، حيث نختار بعض الجامعات ونعتمد شهاداتها وأخرى لا نعتمدها، على سبيل المثال فى أمريكا وإنجلترا مثلا نعتمد شهادات جامعات معينة، وأخرى غير معتمدة داخل مصر، والاعتماد هنا يعنى أن الشهادات يتم العمل بها هنا وهناك بدون شهادات معادلة، وهناك اتفاقيات خاصة مع الدول العربية منذ عام 1985 وتم تجديدها فى إبريل 2021، لاعتراف الجامعات هنا وهناك بشهادات جميع الجامعات داخل مصر واعتماد معظمها دوليا، وأيضا الجامعات المصرية من أفضل التقييمات على مستوى المنطقة، وهذا يساعد فى تقييم جودة التعليم داخل مصر، فعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن جامعة القاهرة من أفضل 500 جامعة عالميا، وفق تقرير شنغهاى الأخير، ووفقا للتخصص، فإن هندسة جامعة القاهرة من أفضل 300 كلية هندسة على مستوى العالم، وهندسة بترول السويس من أفضل 400 كلية هندسة بترول على مستوى العالم، وطب قصر العينى من أفضل 400 كلية طب على مستوى العالم، وجاء ترتيب مصر رقم واحد على مستوى إفريقيا فى نشر الدراسات والأبحاث العلمية، ورقم 30 فى النشر العلمى على مستوى العالم، كما أن دراسة الطب فى مصر من أفضل الدراسات الطبية الموجودة والمعتمدة والمطلوبة فى نفس الوقت، وعليها إقبال من الطلبة الوافدين من الخارج سواء من الدول العربية أم الإفريقية أم الأجنبية.
- ما أوجه التعاون مع الدول العربية والإفريقية فى مجال التعليم الجامعى؟
فى بداية العمل كنا نهتم بالمنح فقط بين الدولتين، ثم فتحنا مجالات تبادل خبرات مع الدول العربية، ومنها على سبيل المثال دولة الإمارات حيث عقدنا “سمينار” لبحث وعمل إستراتيجية “ادرس فى الإمارات” لتكون مثيلا لنموذج لمبادرة “ادرس فى مصر”، وأيضا مع دولة العراق عملنا لقاءات مشتركة للتسويق غير المباشر، وتبادل الخبرات، ونهتم بالاحتفال بالأعياد القومية لكل دولة مع الطلاب الوافدين منها، ونعقد اتفاقيات وبرامج تدريب مشتركة.
- ما عدد المنح الدراسية التى تقدمها مصر ومعايير تقديمها؟
عدد المنح يبلغ نحو 2083 منحة، وتقدم وفقا للبرنامج التنفيذى والاتفاقات بين الدولتين، وأغلب المنح تذهب للدول الإفريقية، خصوصا أن هناك توجها واهتماما خاصا بدول إفريقيا، وعلى رأسها السودان، كما أن الإدارة المركزية لشئون الوافدين تهتم بشكل خاص بكل الطلاب من الدول الإفريقية، ونعمل لهم منح خاصة وبرامج لتعليم اللغة العربية وتقيم لهم المسابقات الرياضية والثقافية، وتحيى وتحتفل بكل الأعياد والمناسبات الوطنية لديهم.
- كيف تعاملت مع الطلاب الوافدين منذ انتشار وباء كورونا؟
الدولة المصرية أدركت المشكلة سريعا فى بداية تلك الأزمة، وانتهجت “التعليم الهجين” وساعد ذلك كثيرًا على عدم توقف حركة التعليم، وهذا أدى إلى إقبال أكثر من الطلاب الوافدين وزاد عدد الطلاب بنسبة 25%، وهو تحرك إيجابى ويحسب لعملية التعليم المصرى وجودته أمام العالم.
- هل هناك خطة لجذب المزيد من الطلاب الوافدين للدراسة فى مصر؟
للوزارة خطة تسير عليها ونستهدف منها، أن يصل عدد الطلاب الوافدين فى عام 2025 إلى 200 ألف طالب، مع طرق أبواب دول جديدة للتعليم داخل مصر كما فعلنا أخيرا مع دول كالهند وماليزيا ونيجيريا.