مقالات

هاني عسل يكتب : دورى #شيكابالا .. ومسرح مصر

بقلم – هاني عسل – الأهرام

«#ما_الدنيا_إلا_مسرح_كبير»..

وما كرة القدم أيضا إلا مسرح لذيذ ومثير، يعبر فيه كل مجتمع عن هويته وحضارته.
فإذا كان مسرحا أنيقا، ويقف على خشبته ممثلون عظام، قدم فنا راقيا، وإذا كان مسرحا رثا فوضويا، ووقف عليه أنصاف الموهوبين والكومبارس، قدم هزلا، أو مسخرة.
فى لقاء سابق مع السفيرالبريطانى جيفرى آدامز، وهو محب لمصر، وتربى فيها، ومشجع للأرسنال، كنا نتحدث عن «صلاح» وتألقه المبهر فى إنجلترا، وكيف نجح فى تغيير الصورة النمطية لدى الإنجليز عن العرب والإسلام، فقال لى «هذا ما نريده بالفعل من الدورى الإنجليزي».
السفير آدامز، الذى تقاعد حاليا، كان يجيب عن سؤالين، أحدهما سياسى، والثانى رياضى، والإثنان لا علاقة لكل منهما بالآخر.
أما الأول، فكان «لماذا تصر لندن على استضافة بعض الأشخاص غير المرغوب فيهم على أراضيها والملاحقين أمنيا وسياسيا من دول كثيرة»؟
والثانى كان «لماذا يعد الدورى الإنجليزى هو الأقوى والأشهر والأمتع عالميا»؟


الإجابة أوضحت لى أن هناك رؤية أو Vision واسعة جدا، بل أوسع مما نتخيل، فإنجلترا اختارت منذ قديم الأزل أن تكون لندن تحديدا مدينة «دولية» أو عالمية، عاصمة للسياسة والمال والأعمال واللغة والتعليم والإعلام، وحتى عاصمة للوقت، أو لحساب الزمن، ولأشياء أخرى، من بينها استضافة «مطاريد» العالم، أما الدورى الإنجليزى فيقوم على الرؤية نفسها، فإنجلترا هى مهد كرة القدم، والإنجليز مقتنعون بأن بلادهم هى عاصمة كرة القدم فى العالم، حتى وإن لعب #كريستيانو وميسى فى إسبانيا أو إيطاليا أو فرنسا، فالدورى الإنجليزى هو الأصل، وهو «المسرح العالمى المتحد لكرة القدم»، ولذلك، فالجهات المسئولة عن كرة القدم فى بريطانيا مهمتها، أو «رؤيتها»، هى توفير مسرح عالمى، يستقطب أشهر وأفضل نجوم الكرة فى العالم، مهما كانت جنسياتهم.


الدورى الإنجليزى لا علاقة له بالمنتخب، ولا بالكرة الإنجليزية، بل هو هدف فى حد ذاته، وصناعة تدر ملايين الإسترلينى سنويا، وتجتذب آلاف السائحين أيضا، الذين يأتون من آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية إلى إنجلترا لمشاهدة مباراة أو اثنتين تم حجز تذاكر لهما من خلال الإنترنت.
السفير كان يقول إن مهمة إنجلترا فقط هى توفير هذا المسرح، أو هذا «الشو العالمي»، عبر تنظيم مسابقة محترمة، بقوانين منضبطة، ومواعيد واضحة، مع استقطاب أفضل اللاعبين والمدربين، بل والمستثمرين أيضا، يعنى نسخة كروية من مبدأ «#دعه يعمل دعه يمر»، مضافا إليها «دعه يلعب، ودعه يربح، ودعه يستمتع»! نجاح صلاح ليس استثناء فى #الدورى_الإنجليزى، فمعظم الأندية يدربها أجانب، ويمتلكها أجانب، وأفضل التجارب كانت للملياردير الروسى #أبراموفيتش مع #تشيلسى، مع تجارب أخرى أمريكية وصينية وخليجية، ومصرية أيضا، ومعظم اللاعبين أيضا من الأجانب، وهم «كريمة» اللعبة من أوروبا وأمريكا الجنوبية وإفريقيا!


أما عن الأرباح فحدث ولا حرج، ففى دورى ٢٠١٩، حقق #ليفربول إيرادات بقيمة ١٥٢ مليون دولار من البث التليفزيونى فقط للدورى، بزيادة ١،٤٤ مليون دولار عما حصل عليه #بطل_الدورى #مانشستر سيتى، لأن #الريدز «سرقوا الكاميرا» فى ذلك الموسم، والجميل أن #هادرسفيلد «الأخير» حصل على ٩٦،٦ مليون دولار!

زر الذهاب إلى الأعلى