فن وثقافة

11 سبتمبر وهوليوود والمسلم..ثوابت أم متغيرات؟

كتب موقع “ذا كونفرسيشن” The Conversation تقريراً عن كيفية تغير السينما وتناول الأفلام للقضايا التي تخص برج التجارة العالمي والإرهاب بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.

وقال الموقع إن أحد التعليقات الأكثر شيوعًا على أحداث 11 سبتمبر 2001، سواء بين شهود العيان في المكان أو المعلقين عن بعد، هو أن “تدمير مركز التجارة العالمي أشبه بشيء لا يُرى إلا في الأفلام”.

ويقول التقرير الذي كتبه كل من المحاضرة في قسم الأفلام بجامعة ليفربول، ماريا فلود، وأستاذ الأدب الإنجليزي في جامعة زيورخ، مايكل سي فرانك، إنه إذا كانت الهجمات تبدو وكأنها فيلم، فإن رد هوليوود الفوري كان أن الأفلام التي تم إنتاجها في أعقاب الحدث يجب ألا تكون شبيهة بأحداث 11 سبتمبر.

وأضاف: “أصبح وجود مركز التجارة العالمي في الأفلام من المحرمات. تم سحب المقطع الدعائي الأصلي لفيلم (سبايدر مان 2001 ) الذي يظهر البرجين التوأمين، بينما كان لا بد من إعادة تصوير المشهد النهائي لفيلم (رجال ذوو بزات سوداء 2) Men in Black. ثم تم مسح البرجين التوأمين فى الفيلمين فيما بعد.

ولقي غزو أفغانستان عام 2001 والعراق عام 2003 دعمًا واسع النطاق في البداية في الولايات المتحدة. وقد أظهر استطلاع للرأي في أكتوبر/ تشرين الأول 2001، أن 88٪ من الموجودين في الولايات المتحدة يؤيدون الرد العسكري على هجمات 11 سبتمبر. لكن مع استمرار الحروب، انخفض الدعم بشكل كبير.

وتعكس الدراما الواقعية للمخرجة كاثرين بيجلو، في كل من فيلم “خزانة الألم “ The Hurt Lockerوفيلم “30 دقيقة بعد منتصف الليل” Zero Dark Thirty، الغموض الأخلاقي لموقف الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وتركز العديد من هذه الروايات على شخصية المرأة الغربية البيضاء، ربما كوسيلة لـ “تلطيف” صورة الولايات المتحدة في الخارج، حيث يتماشى هذا التحرك بعيدًا عن أفلام الإثارة الرائجة إلى المزيد من الأعمال الدرامية الشخصية مع تحول الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما المعلن نحو شكل من أشكال “الحرب الإنسانية”، وهي خطوة أطلق عليها البعض “إضفاء الطابع الإنساني على الصراع اللانهائي”.

تركز العديد من هذه الروايات على شخصية المرأة الغربية البيضاء كوسيلة لـ “تلطيف” صورة الولايات المتحدة في الخارج.

وعلى صعيد آخر، تطورت شخصية “الإرهابي” في السينما بعد 11 سبتمبر. في الثمانينيات والتسعينيات. فقد كان “الإرهابيون” الذين تم الإشارة إلى أنهم مسلمين أو عرب في أفلام مثل “ترو لايز” True Lies جنبًا إلى جنب مع الأشرار  في فيلم “داي هارد” Die Hardأو رجال الجيش الجمهوري الأيرلندي في أفلام مثل “الشيطاني” The Devil’s Own. لكن بعد 11 سبتمبر، تم ربط الإرهاب بشكل أساسي بالجهاد في أفلام هوليوود، حيث يُحرم الإرهابيون في كثير من الأحيان من أي توصيف عميق بل ويتناقضون مع أبطال الولايات المتحدة.

ويعتبر فيلم “القناص الأمريكي”American Sniper مثالًا رئيسيًا على ذلك. ويروى الفيلم قصة كريس كايل، أحد أكثر القناصين فتكًا في تاريخ الجيش الأمريكي، وانقسم النقاد، ووصفته الصحافة اليسارية بأنها دعاية جمهورية، بينما أشادت مجلة ناشونال ريفيو ذات الميول اليمينية بالفيلم لتعبيره عن “الحقيقة”. ويتمثل “العدوّ” العراقيين الذين تسميهم الشخصية الرئيسية بـ”المتوحشين “.

وسعى صناع السينما من جميع أنحاء العالم لالتقاط التداعيات المستمرة للحدث وما تلاه من “الحرب على الإرهاب”. حيث يتناول فيلم المخرجة الهندية الأمريكية ميرا ناير “الأصولي المتردد”، المأخوذ عن رواية محسن حميد التي تحمل نفس العنوان، الصورة النمطية العرقية والإثنية الموجودة في أفلام مثل American Sniper. ويلعب ريز أحمد دور Changez، وهو شاب باكستاني في الولايات المتحدة ينتقل من موظف ناجح  إلى مهاجر خائب الأمل.

ويشير التقرير إلى أن حتى عالم “مارفل” السينمائي، مع مشاهديه الشباب في الغالب، قد ألمح بشكل مجازي إلى فشل “الحرب على الإرهاب”. ويشكك مسلسل “لوكى” Loki – أحدث عرض تلفزيوني لسلسلة مارفل، في صحة بعض اللغة التي أحاطت بـ 11 سبتمبر وما بدأ باسم “عملية الحرية الدائمة”. ويتحدى “لوكي” فكرة التحرير ذاتها ، قائلاً: “الكذبة الأولى والأكثر قمعًا على الإطلاق كانت أغنية الحرية”.

زر الذهاب إلى الأعلى