الاثار السلبية لكوفيد-19 وصحة الأطفال النفسية.. ما يجب على الأهل معرفته

كوفيد- 19 وصحة الأطفال النفسية.

في ما يلي نظرة أقرب على الطريقة التي يمكن من خلالها للأهل التكيُّف مع تأثيرات الجائحة وبعض العلامات التي تدلّ على أن صراع الطفل مع مشكلات الصحة النفسية ربما يكون أكبر.

تجاوز مراحل العودة إلى التعلّم الأكثر صرامة


-حين أصدر مسؤولو الصحة العامة أوامر البقاء في المنزل استجابةً لجائحة كوفيد-19‏، افترض غالبية الأشخاص أن الاحتياطات كانت حتمية . وتوقّع الأهل أن تمضي بضعة أسابيع قبل عودتهم إلى العمل، وبضعة أسابيع قبل عودة أطفالهم إلى المدرسة. الأطفال بطبعهم مرنون، وقد تكيّف معظمهم جيداً نسبياً في الأيام الأولى من الجائحة.

– لكن الصعوبات التي كانت تعترض الأطفال راحت تتزايد في ظل استمرار هذا التعطيل. لم تكن المدارس مستعدة للانتقال السريع إلى التعلّم الإلكتروني، و زج الأطفال تحت وطأة التفاعلات القليلة وجهاً لوجه وفقدان الروتين.

-في الوقت عينه، عانى العديد من الأطفال من جراء تدنّي جودة التعليم. ففي حين عمل المعلمون جاهدين لإدارة عملية التعلّم عن بعد، واجه الأطفال توقعات مُبهَمة في ما يتعلّق بواجباتهم المنزلية وامتحاناتهم، رافقتها الزيادة في فرص اللهو في المنزل.

وقد بيّنت الأبحاث أن التعلّم النشط والمُروَّى فيه ضروري لإتقان المهارات والمفاهيم الجديدة. لسوء الحظ، يصعب تحقيق هذا النوع من التعلّم باستمرار حتى في أفضل الفصول الدراسية. لذا، وعلى الرغم من الجهود الباسلة التي بذلها الأهل والمعلّمون، فإن غالبية الأطفال لن يعيشوا تجربة هذا النوع من التعلّم النشط عن بُعد.

-نتيجةً لذلك، في حين أنه من المُرجَّح أن يكون الطلاب قد استحقّوا درجاتٍ تخوّلهم من النجاح، فقد لا يكون العديد منهم مستعدّين أكاديمياً واجتماعياً على حدٍّ سواء للعام الدراسة المقبل.

علامات صعوبات الصحة النفسية


-بينما يستعدّون الاهل للعام الدراسي الجديد القادم، من الضروري أن ينصبّ تركيزهم على إعداد أطفالهم للعودة إلى روتين طبيعي وتعلّم أكثر صرامة. وتسود التوقّعات بأن يعود الجميع إلى مزاولة حياتهم الطبيعية؛ لكن الأمر سيكون مختلفاً للعديد من الأطفال. يجب على أولياء الأمر التنبّه إلى علامات صعوبات الصحة النفسية، بما في ذلك القلق الشديد، والاكتئاب، وأفكار إيذاء الذات أو سلوكياته.

– كما يجب التنبّه لأيّ تغييرات في عادات النوم وتناول الطعام، إذ إنها قد تكون علامات على وجود اضطرابات نفسية. الفرق ما بين الاضطراب والشعور الطبيعي هو مدى تزايد قوة الشعور بحيث يؤدي إلى الشعور بالغلبة ويتداخل مع أنشطة الحياة اليومية أو يسبّب العذاب للطفل. مع تقدُّم العام الدراسي، راقب ظهور أيّ تغيُّرات في أداء الأطفال الأكاديمي أو في موقفهم تجاه التعلّم.

كما إنه من الضروري ألّا ننسى أن كوفيد-19 قد يسبّب أشكالاً أخرى من الإجهاد على صحة الأطفال النفسية. قد يقلق الأطفال بشأن إصابتهم بالفيروس، أو قد يخافون على سلامة أحد والديهم أو أيّ بالغ آخر. وقد يترددون في المشاركة في أنشطة يظنون أنها تنطوي على مجازفة. في حالاتٍ أخرى، قد يمرّ الأطفال في مرحلة حداد لفقدان شخصٍ عزيزٍ على قلبهم بسبب كوفيد-19‏. احرص على أن يعي فريق عمل المدرسة أيّ خسائر في الأرواح أصابت عائلتك أو أيّ حالات إجهاد، وفكّر في استشارة مستشار حداد أو طلب أيّ دعم مستمر آخر.

تعزيز المرونة لدى الأطفال


-عند مراقبة طفلك لرصد علامات أي اضطرابات نفسية، سيتمكن الأهل ومقدمو الرعاية أيضاً من المساعدة على تعزيز مرونة الطفل ضد كوفيد-19 والصعوبات الأخرى التي تعترض أطفالهم. في ما يلي بعض النصائح:

اعثر على مُرشِد –احرص على أن يشعر أطفالك بأنهم متّصلون ببالغين آخرين. قد تكون برامج مُرشِدي الشباب الرسمية مفيدة للغاية.
2. تعزيز الصداقات – تعرّف أكثر على أصدقاء أطفالك وساعدهم على تنمية هذه الصداقات.
3. الارتماء في أحضان الطبيعة – أمضِ وقتاً في المنتزهات أو المساحات الخارجية الأخرى، أو ساعد الطفل على الاعتناء بإحدى النبات لحمل بعضٍ من الطبيعة إلى المنزل.
4. ممارسة التمارين الرياضية – تُحسّن الحركة البدني، ولو بمقادير قليلة، وظيفة المخ، الأمر الذي يعزّز بدوره المزاج، ويحسّن التعلّم، ويخفّض مستويات القلق الشديد.
5. الاستماع إلى الموسيقى – تسمح لنا الموسيقى بالتعبير عن انفعالات قد لا نتمكّن من التعبير عنها شفهياً.
6. الحفاظ على النشاط البدني – تساعد الرياضة على ممارسة التمارين والتواصل الاجتماعي.
7. الترويج للفضول – ساعد الأطفال على فهم العالم من حولهم واستيعاب الأحداث من خلال التحرّي عن الأشياء وتسجيل أنشطتهم النهارية.
8. التشجيع على الروحانية – قد يساعد الإيمان والتعبير عن العرفان على الحدّ من الإجهاد.
9. مراقبة الوقت التي يمضيه الأطفال أمام الشاشات – حِدّ من استخدام الإنترنت وقلِّل من التعرّض لوسائل الإعلام الإخبارية.

لا يمكن للأهل إهمال صحتهم هم النفسية


يعلم الأهل جميعاً مدى حدّة ذهن الأطفال، وقد بيّنت الأبحاث وجود مكوّن جيني للعديد من الاضطرابات النفسية. ولعلّ الحفاظ على صحتهم هم النفسية من أفضل الطرق التي يمكن من خلالها للأهل مساعدة أطفالهم في هذه الظروف غير المسبوقة.

-تذكّر أن تربية الأطفال مهمة شاقة. غالباً ما يشعر الأهل الذين يصارعون الاضطرابات النفسية بأنهم يفشلون في مهمتهم؛ في حين أن الواقع عكس ذلك تماماً. فغالبيتهم يضحّون بكل ما لديهم من أجل التصدّي للصعوبات المستمرة التي ترافق تربية الأطفال. من الضروري إيجاد الفرصة في كل وضع من الأوضاع ليكون كل يوم أفضل من سابقه. ابدأ كل يوم بالشكر، وحافظ على شبكة دعم، وتقبّل أنك إنسان.

Exit mobile version