ركن القراء والمواهب والمناسبات

قصيدة بعنوان (صوتٌ من الماضي) من ديواني حقيقة من الخيال

إهداء إلى أبي من علمني أن المستحيل خرافة

صَوتٌ تَرَدَّدَ داخلي لا تَبْتئِسْ
سيفُ الحقيقةِ شقَّ ثوبَ ظلامي
وانْسَلَّ في قلبي دَبيبٌ من صدىً
فبنيتُ من صوتِ اليقينِ حطامي
ونسجتُ من نُورِ السراجِ طريقَنا
وخلقتُ من طينِ المسيحِ حَمامي
وغداً سأكتبُ بالدموعِ حِكايتي
إنْ جَفَّ دمْعي لنْ يَجفَّ كلامي
يا طائراً بين الأحبةِ مُرْسلاً
أَبَعثْتَ للمحبوبِ شَوْقَ سَلامي
وَسَألْتَهُ أَغداً سيأتي عِنْدَنا
أمْ أنَّهُ قد ذابَ في أَنْغامي
سَأُعانقُ الذكرى إذا أبْصَرْتُها
وأعيشُ في ماضٍ منَ الأوْهامِ
وسَأعْزفُ اللحنَ القديمَ بناظري
ليعودَ منْ طيفِ الخيالِ أمامي
صوتٌ منَ الماضي يَهُزُّ مضاجعي
ويُعِيدُ من تحتِ الرمادِ عظامي
حَرِّرْ قيوداً حانَ وقتُ لقاءنا
إنْزَعْ منَ الضلعِ الخبيثِ حُسامي
اسرِجْ ظهورَ الخيلِ واربطْ جأْشَها
ثَبِّتْ على الفرسِ القويِّ لِجَامي
كُنْ لي عُيوناً أسْتَعِينُ بِنُورِها
لِتَمُرَّ منْ جوِّ الضبابِ سهامي
كُنْ لي ثَباتاً إنْ لَقيتُ مَخاوفي
لِيَطيرَ من فوقِ الشفاهِ لِثَامي
حَطِّمْ جداراً حالَ بين لِقاءنا
لا تَخْتَفي كالطيفِ من أحْلامي
صوتٌ منَ الماضي تَرَدَّدَ داخلي
اجْعلْ على العرشِ العظيمِ مَقامي


الشاعر احمد شعبان

زر الذهاب إلى الأعلى