ما السر وراء تفاحة آبل «المقضومة»؟
يعد شعار شركة “آبل” (Apple) من أشهر الشعارات في العالم. ولا يضع عشاق آبل هذا الشعار على سياراتهم فقط لإظهار ولائهم، بل يذهبون إلى أقصى حد في رسمها كوشم على أجسادهم، وهو مستوى من الولاء لا يحققه إلا عدد قليل جدا من العلامات التجارية.
أصل الشعار
هناك العديد من النظريات حول هذا الشعار ولمعرفة الحقيقة يجب العودة للمقابلة مع روب جانوف، مصمم شعار آبل الأصلي، والذي سيخبرك بكل شيء عن تصميمه.
ففي يناير عام 1977 حصلت وكالة الدعاية “ريغس مكينا” (Regis McKenna) التي يعمل فيها جانوف على حقوق إعادة تصميم شعار آبل والذي كان من المقرر إطلاقه مع منتج الشركة الجديد وهو حاسوب “آبل 2” (Apple II) في أبريل من العام نفسه.
وقد التقى جانوف مع ستيف جوبز وستيف وزنياك ومايك ماركولا. والذي كان صديقا لرئيس وكالة ريغس مكينا وقد طلب ستيف جوبز من روب شيئا فقال له “لا تجعل الأمر لطيفا”.
الشعار السابق
يقول جانوف -في المقابلة- “كان هناك شعار سابق لشعاري. لقد كان شعارا قام به رون واين الذي كان شريكا لمدة قصيرة للغاية لستيف في بداية الشركة، حيث باع حصته في وقت لاحق، لأنه كان قلقا قليلا بشأن الالتزامات المالية التي قد تكون عليه.
رسم جانوف السير إسحاق نيوتن جالسا تحت شجرة تفاح. وأعتقد أنه عندما بدأ ستيف جوبز في التعامل بجدية مع منتجاته من الحواسيب، أدرك أن الشعار لن يكون مناسبا لوضعه عليها. لذلك كان بحاجة إلى شعار جديد.
شرائط الألوان
يتابع جانوف “قدمنا نسختين من الشعار. واحد مع قضمة والآخر بدونها، وقد اختار ستيف النسخة التي تحوي قضمة، وعندما عرضتها عليه كانت هناك نسخة مخططة، ونسخة بلون خالص، وهي نسخة معدنية”.
والسبب الحقيقي وراء الخطوط هو أن حاسوب آبل كان أول حاسوب منزلي أو شخصي يمكنه إعادة إنتاج الصور على الشاشة بالألوان. لذلك فهو يمثل أشرطة ملونة على الشاشة. أيضا، كانت محاولة لجعل الشعار في متناول الجميع، خاصة للشباب حتى يتمكن ستيف من إدخال الجهاز إلى المدارس.
في ذلك الوقت، كانت معظم الشعارات ذات لون واحد أو بلونين، ويقول جانوف إن ستيف أعجب بالفكرة، لأنه أحب الأفكار التي كانت خارج الصندوق. وهي ليست ثورية الآن، لكنها كانت مختلفة بعض الشيء في ذلك الوقت.
ومع ذلك، فقد تلقى روب جانوف الكثير من المعارضة من أحد المديرين التنفيذيين للحسابات في الوكالة. أدلى هذا المدير بتعليق أنه إذا مضت هذه الشركة الجديدة قدما وأنتجت قرطاسية بكل هذه الألوان فإنها ستفلس قبل أن تبدأ العمل.
ماذا تمثل القضمة؟
ماذا تمثل قضمة التفاحة؟ هل هي إشارة إلى مصطلح “بايت” (Byte) الحاسوبي؟ أم هي إشارة إلى الحادثة في الإنجيل عندما عضت حواء الفاكهة المحرمة؟ هل الثمرة نفسها تشير إلى اكتشاف الجاذبية بواسطة نيوتن عندما سقطت تفاحة على رأسه وهو جالس تحت الشجرة؟
يقول جانوف -في المقابلة- إن كل هذه الأفكار مثيرة للاهتمام، لكنها لم يكن لها علاقة بالقضمة، لقد صممته بقضمة من أجل الحجم بناء على رغبة ستيف جوبز، حتى يدرك الناس أنها كانت تفاحة وليست كرزا أو أي نوع آخر مشابه من الفاكهة. كما أنه كان بمثابة طلب لتجربة الحاسوب. شيء يمكن للجميع تجربته.
ويضيف “فإذا كان لدى أي شخص في أي وقت تفاحة فمن المحتمل أن يكون قد قضمها وهذا ما تحصل عليه. بعد أن صممته أخبرني مدير إبداعي ”حسنا كما تعلمون، هناك مصطلح حاسوب يسمى بايت. ولم أصدق هذه المصادفة، لذلك كان الأمر أشبه بشعار متكامل، ولكن كان ذلك من قبيل المصادفة فلم أكن أعرف في ذلك الوقت أن كلمة بايت هو مصطلح حاسوبي”.
ويحظى شعار آبل بالإعجاب لبساطته والعديد من المعاني التي يتداولها الناس حوله. وهو صالح لكل زمان. فلمدة 30 عاما لم يتغير ويمكن أن يبقى لمدة طويلة قبل أن يتم القيام بأي تغيير جذري عليه.
وسواء كنت من عشاق آبل أم لا، فإنك لا تستطيع إنكار أن هذا التصميم قضم القطعة الأكبر من سوق المنتجات التقنية في آخر عقدين من الزمان.
(مواقع إلكترونية)