منوعات

احتفالات عالمية .. بيوم الصحة النفسية

يعتقد الكثيرون أن الصحة النفسية رفاهية، ومسألة جانبية والأولى الاهتمام بالأمراض العضوية التي يعاني منها البشر، إلا أن الحقيقة التي كشفتها العديد من الدراسات هي أن المرض النفسي واحد من الأمراض الخطيرة والقاتلة.


لذلك تعمل الأمم المتحدة على إحياء اليوم العالمي للصحة النفسية، الذي يوافق 10 أكتوبر من كل عام، لزيادة الوعي حول أمراض الصحة العقلية، وتثقيف الأفراد والمجتمعات بأهمية التعامل مع الصحة النفسية كضرورة، وأنه كأي مرض يحتاج إلى علاج، ولا يمكن استمرار التعامل معه باعتباره وصمة عار.


بل وجاء دستور منظمة الصحة العالمية ليؤكد أن “الصحة هي حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً واجتماعياً، لا مجرّد انعدام المرض أو العجز”.


تُعرف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية على أنها عبارة عن “حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة والتكيف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والإسهام في مجتمعه”،
ولذلك تعد الصحة النفسية ركيزة أساسية للتعايش بين البشر والتفاعل بين بعضهم البعض، بل والعمل والتمتع بالحياة.


وعليه يمكن اعتبار الاضطرابات النفسية خلل ما يحدث للإنسان وله أعراض مختلفة، غالبا ما تظهر بوجود أفكار وتصورات وسلوكيات شاذة وعلاقات غير طبيعية مع الآخرين.


وتتضمن الاضطرابات النفسية مجموعة من الأمراض منها:-
-الاكتئاب
-الاضطراب الوجداني الثنائي القُطب
-الفصام
-اختلالات عقلية أخرى
-خرف
-عجز ذهني
-اضطرابات النمو بما في ذلك التوحد
كيف يعرف الإنسان أنه مريض نفسيا؟
هناك الكثير من البشر مصابون بالفعل باعتلالات نفسية، لكنهم لأسباب اجتماعية لا يذهبون إلى الطبيب النفسي، وهو في الغالب ما يؤدي إلى تفاقم الحالة وقد تصل إلى مرحلة إيذاء النفس أو إيذاء الآخرين، لذلك يعد من المهم الذهاب إلى الطبيب إذ أحس الشخص أن هناك اضطرابا ما أصابه.


ويمكن للطبيب وحده أن يحدد نوع الاعتلال النفسي الذي يصيب الشخص، ولا مجال هنا للاستماع إلى نصائح الأهل والأقارب التي في الغالب تقلل من أهمية الذهاب إلى الطبيب، بل يجب أن تكون نصائحهم أكثر دفعا للذهاب إلى الطبيب المختص لمعرفة نوع المرض، ودرجة الإصابة به، وتحديد خطة للعلاج.


ويتم ذلك عن طريق بعض الاختبارات التي يقوم بها الطبيب لمريض ومتابعة حالته.


تقول منظمة الأمم المتحدة إن هناك ما يقترب من مليار شخص حول العالم يعانون من شكل من أشكال الاضطرابات العقلية، وتؤكد أنه كل 40 ثانية هناك شخص ما في العالم يموت منتحرا بسبب الاكتئاب، وأن هناك 20 شخصًا يحاولون الانتحار مقابل كل شخص تمكَّن بالفعل من الانتحار.


وفي تقرير أعده الاتحاد العالمي للصحة النفسية على موقعه، يشير إلى أن الانتحار رابع سبب رئيسي للوفاة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عامًا.


لافتا إلى أن 77٪ من حالات الانتحار العالمية تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.


وما يزيد المأساة، بحسب الاتحاد ذاته، أن هناك نحو 75% إلى 95% من المصابين بالفعل باضطرابات نفسية غير قادرين على الوصول إلى خدمات الصحة النفسية على الإطلاق.


وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، فنحو 5.0% من الأشخاص البالغين يعانون من مرض الاكتئاب، بينما هناك 5.7% ممن تجاوزوا عمر الـ60 سنة مصابون بالاكتئاب.


وتشير المنظمة إلى أنه طفل من بين كل 5 أطفال ومراهقين في العالم يعانون من اضطراب عقلي.


وتقول المنظمة إن نسبة 10% من العبء العالمي للمرض تمثله الاضطرابات النفسية والعصبية، و30% من عبء الأمراض غير المميتة.
لا يمكن التعامل مع الأمراض النفسية بمعزل عن باقي الأمراض التي تعاني منها المجتمعات، فبحسب الإحصائيات والتقارير الرسمية فالبلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل هي الأكثر إصابة بالأمراض النفسية، بدليل أن 77% من حالات الانتحار العالمية تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.


لذلك وضعت منظمة الصحة العالمية على استراتيجيات متعددة القطاعات لمواجهة هذا المرض القاتل، تشير المنظمة إلى مجموعة من الأمور التي يمكن من خلالها السيطرة على الاعتلالات النفسية والعقلية، ومنها:


-التدخلات في مرحلة الطفولة المبكّرة كتقديم الدعم اللازم إلى الأطفال لتنمية مهاراتهم، والعمل على توافر الأنشطة الرامية إلى تعزيز الصحة النفسية في المدارس


-تمكين المرأة في المجال الاجتماعي الاقتصادي
-تقديم الدعم الاجتماعي اللازم إلى المسنين
-دعم الفئات المستضعفة، بما في ذلك الأقليات والسكان الأصليون والمهاجرون، والعمل على تعزيز وتفعيل قوانين مناهضة التمييز وتدشين حملات مناهضة للتمييز.


-دعم ومساعدة الأشخاص المتضرّرون بسبب النزاعات والكوارث
-العمل على تعزيز الصحة النفسية في أماكن العمل
-تحسين سياسات الإسكان
-العمل على برامج الوقاية من العنف
-زيادة برامج التنمية المجتمعية
-الحد من الفقر وتوفير الحماية الاجتماعية للفقراء

زر الذهاب إلى الأعلى